قداسة البابا شودة الثالث
مقالات متفرقة - نشرت في جريدة أخبار اليوم يوم السبت الموافق 13-01-2007
أمثال شائعة مع شرح وتعليق
أمثال شائعة مع شرح وتعليق
ما أكثر الأمثال الشائعة, بعضها بالعامية وبعضها بالشعر.
وهى تجرى عند الناس مجرى الحكمة. ولكن ليست كلها سليمة تمامًا, وقد تحتاج إلى تعليق. ونذكر من بينها:
1- امشي على مهلك, علشان توصل بسرعة...
ويضرب هذا المثل بوجه خاص لسائقي السيارات الذين بسبب السرعة المتهورة تحدث لهم حوادث غالبًا ما تعطلهم. فلو أنهم تجنبوا تلك السرعة, لأمكنهم تجنب الحوادث ووصلوا بسرعة.
ويمكن أن يستخدم هذا المثل للتحذير من كل سرعة ضارة.
وينضم إلى هذا المثل مثلان آخران هما:
2- في التأني السلامة, وفي العجلة الندامة. وأيضًا:
3- العجلة من الشيطان:
ويضرب هذا المثل بقصد التروي, والتفكير وعدم التسرع. ذلك لأن بعض الأمور التي تعمل بسرعة, لا تأخذ ما يلزمها من الدراسة.. ولكن يجب ملاحظة الفرق بين السرعة والتسرع.
التسرع مذموم. ولكن السرعة قد تكون واجبة أحيانًا, كالسرعة في إنقاذ شخص في خطر, وفي إغاثة المحتاج, مثل السرعة في إطفاء حريق أو إنقاذ غريق. كذلك السرعة في أداء الواجب, والسرعة في التوبة قبل أن تمدّ الخطيئة جذورها في أعماق النفس. وأيضًا السرعة في دفع أجرة الأجير لأنه محتاج.
وبهذه المناسبة, نذكر أن أحد الشعراء في التأني:
قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجلِ الزللُ
فردّ عليه شاعر آخر بقوله:
وكم أضرّ ببعض الناس بطؤهمو وكان خيرًا لهم لو أنهم عجلو
وفى هذا المجال لا ننسى المثل الشائع القائل:
4- كل تأخيرة وفيها ِخيرة (أي خير):
ولعل المقصود به التأخير الذي سببه التفكير والتروي أو الانتظار للاستشارة الحكيمة, أو الانتظار لتدبير الوقت المناسب...
ولا نستطيع أن نقول إن هذا المثل سليم في كافة الأحوال, فهناك أمور لا يكون التأخير فيها للخير. كالذي يتأخر في علاج مرض, فتزداد خطورته ويصبح غير قادر للعلاج.
وأمور كثيرة جدًا يكون التأخير فيها مضرًا, حتى في بعض الأمور المادية. مثل تأخير مشروع, حتى ترتفع الأسعار والأجور فتكون تكاليفه أكثر, ولا يكون التأخير فيه خيرًا. وأيضًا التأخير الذي تضيع به بعض الفرص المتاحة.
* نذكر بهذه المناسبة المثل القائل:
5- اضرب الحديد وهو ساخن
ذلك لأنه في تلك الحالة يمكن طرقه وتشكيله. أما لو تأخرت حتى يبرد, يصعب ذلك العمل. ويضرب هذا المثل في انتهاز الفرصة المناسبة.
وهناك مثل آخر يحتاج إلى تعليق وهو:
6- امشي سنه, ولا تخطى قنه (أي قناة):
ويضرب هذا المثل في الحث على البعد عن الأخطار, ولو أدّى الأمر أن يتكلف الإنسان مزيدًا من الوقت والجهد. أي أسلك في الطريق الأكثر أمنًا, ولو كان طويلًا. فلا تختصر المشوار بأن تعبر قناة ربما تسبب غرقك. حتى لو اضطررت أن تمشى سنة.
وطبعًا عيب هذا المثل أنه ضد الجرأة و المخاطرة, بزيادة الحرص! وما أسهل أن يعبر الإنسان بدون خوف أو خطر.
هناك مثل في الابتعاد عن التحدث في عيوب الناس, وهو:
7- من كان بيته من زجاج, لا يقذف الناس بالحجارة
لأنهم لو بادلوه حجرًا بحجر, لا نهدم بيته كله. ويضرب هذا المثل للذي يتكلم عن عيوب الناس وكله عيوب.
ولعل المثل مأخوذ من قصة المرأة الخاطئة التي أراد بعض معلمي اليهود أن يرجموها, وهم أيضًا خطاة. فقال لهم السيد المسيح "من كان منكم بلا خطية, فليرمها بأول حجر".
* ويشبه هذا المثل قول أحد الشعراء:
إذا شئت أن تحيا سليمًا من الذي وحظك موفور وعِرضك ميّنُ
لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ فكلك عورات وللناس ألسنُ
وعينك أن أبدت إليك معايبًا فصنها وقل يا عينُ للناس أعينُ
ويشبه هذا الأمر المثل القائل:
8- لا تعايرني ولا أعايرك, دا الهم طايلني وطايلك
أي لا داعي لأن تعيب أحدًا على خطأ أنت واقع فيه. أو لا تشمت في مصيبة إنسان, وأنت في نفس الحال.
مثل آخر عن إيذاء الآخرين, هو
9- إللي يشدّ ديل قط, يخربشه
يضرب هذا المثل عن رد الفعل للإيذاء, فإنه يُقابل بإيذاء مثله.
لذلك ينبغي البعد عن التحرش بالغير.
* وقيل عن المعاملات السيئة التي تطول وتستمر:
10- مِثل ليالي الشتاء طويلة وباردة
ويقال ذلك عن العداوات والعلاقات التي تُتعب ولا تنتهي بسهولة. أو عن التجارب والضيقات التي تستمر زمنًا.