منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 08 - 2012, 01:41 PM
الصورة الرمزية ezzat azmy
 
ezzat azmy Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ezzat azmy غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 568
تـاريخ التسجيـل : Aug 2012
العــــــــمـــــــــر : 52
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 673

الله غير المحدود المصدر: الأهرام اليومى
بقلم : قداسة البابا شنودة الثالث

مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام

البابا شنودة الثالث



إن الله تبارك اسمه له صفات كثيرة، ولكنه فى بعض هذه الصفات ينفرد بها وحده، فمثلا صفة الله كخالق. فهو وحده الخالق ولايوجد خالق سواه، ومن صفاته التى ينفرد بها وحده أنه غير محدود. وقد يوجد إنسان يتصف بالحكمة والمعرفة. ولكن الحكمة عند الله غير محدودة والمعرفة غير محدودة. نستطيع بعد هذه المقدمة أن نضع هذه القاعدة، وهى أنه من صفات الله الخاصة به وحده أنه غير محدود، وهو غير محدود فى المكان والزمان وفى القدرة وفى العلم وفى المعرفة وفى كل شيء.
الله غير محدود من جهة المكان والزمان، فهو موجود فى كل مكان، ولا يحده مكان، ولا يسعه مكان. هو فى الكون كله: هو فى السماء وعلى الأرض وما بينهما. هو فى الجو وفى أعماق البحر، السماء هى كرسى الله، والأرض هى موطئ قدميه. هو فى كل مكان، حيث يرى ما يفعل الناس، ويسمع ما يقولونه. كل إنسان مضبوط أمامه. لا يستطيع أن يختفي. كما يقف البشر أمام الله على الأرض، هكذا أيضا يقف الملائكة أمامه فى السماء، أمامه القديسون يسبحون بطهارة قلوبهم، وأمامه أيضاً الأشرار فى أماكن شرهم. إن أشعة الشمس تدخل فى الأماكن الطاهرة كما تدخل أيضا فى الأماكن القذرة لكى تطهرها وتقتل جراثيمها ولا تؤثر عليها قذارتها ولا تتأثر بها.
ـ ولأن الله فى كل مكان لا نقول إنه يصعد أو يهبط، ولا نقول إنه يمشى أو يتحرك. فإن صعد، إلى أين يصعد؟ وهو موجود من قبل فى المكان الذى يصعد إليه! وإن قلنا إنه ينزل إلى مكان ما، فهو بلا شك موجود من قبل فى ذلك المكان الذى سوف ينزل إليه، وهو لا يمشى ولا يتحرك. لأنه فى كل مكان، لا يفارق موضعاً إلى موضع آخر. إنه مالئ الكل، وإن وجدت آيات فى الكتاب المقدس تحمل مثل هذا التعبير، فإنها لكى تقرب المعنى إلى عقولنا البشرية. أو تعنى ظهوره فى المكان الذى يقال أنه نزل إليه أو ظهر فيه أو عمل فيه عملا.
ـ فهو لا يأتى إلى مكان، ولا يفارق مكانا، ولا ينتقل من مكان إلى مكان، لأنه موجود فى كل مكان، وفى كل وقت، وهو لا يأتى إلى مكان لأنه موجود فى المكان الذى يقال إنه أتى إليه. إنما يظهر فيه، أو يعلن وجوده فيه، فيقال أنه أتى إليه.
عندما سلم الله وحى الشريعة لموسى على الجبل، كان فى نفس الوقت فى السماء وعلى الأرض، وأيضاً عندما كل أبانا إبراهيم ودعاه. ويسرى هذا المنطق على كل لقاءات الله مع البشر منذ أيام أبينا آدم وعلى مر الأجيال كلها. إنه غير محدود من جهة المكان.
ـ كذلك الله أيضا غير محدود من جهة الزمان. إنه أزلى أى لا بداية له. والأزلية هى من صفات الله وحده لا يشاركه فيها أحد. لأن كل الكائنات الأخرى هى مخلوقات. وكل مخلوق له بداية وقبل تلك البداية لم يكن له وجود.
ولأن الله أزلي، فهو واجب الوجود، وهو موجود بالضرورة. فوجوده ضرورة تفسر وجود باقى الكائنات.
ـ وكما أن الله أزلي، فهو أيضا أبدى. فهو غير محدود من جهة الزمن، بلا بداية ولانهاية، ولذلك يوصف أيضاً بأنه سرمدي. أنه لا يدخل فى نطاق الزمن ولا مقاييسه. لأنه فوق الزمان. بل هو خالق الزمن. ونفس هذا الكلام يقال عن عقل الله وروحه. نعم يقال عن عقل الله الذى كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان.
وكما أن الله غير محدود من جهة المكان والزمان، كذلك هو غير محدود من جهة القدرة.
ـ فمن جهة القدرة نقول: إن الله كلى القدرة، أو أنه قادر على كل شيء ولهذا نقول: إن كل شئ مستطاع عنده، وأن غير المستطاع عند الناس هو مستطاع عند الله.
ومن هنا نؤمن بالمعجزات. وقد سميت المعجزات بهذا الاسم لأن العقل البشرى يعجز عن تفسيرها. إنها ليست شيئاً ضد العقل، إنما هى فوق مستوى العقل تدخل فى قدرة الله غير المحدود.
ـ ومن قدرات الله غير المحدودة قدرته على إقامة الموتي. ليس فقط فى إقامة أشخاص معينين من الموت. بل بالأكثر القيامة العامة فى أخر الزمان. إقامة كل البشر منذ أبوينا آدم وحواء. بل كل الذين تحولوا إلى تراب، والذين تحللت أجسادهم وامتصتها الأرض. كلهم سيقومون جميعاً، ويقفون أمام الله يوم الحساب بأرواحهم وأجسادهم. إنها قدرة غير محدودة يقف أمامها العقل البشرى مبهوتاً ومذهولاً.
ـ إن الله ليس فقط قادراً على كل شئ، بل هو أيضاً مصدر كل قوة. هو الذى يهب القدرة للملائكة، الذين يستطيعون أن ينتقلوا من السماء إلى الإرض فى لمح البصر، والله هو أيضاً الذى وهب قديسيه قوة لصنع المعجزات كالقوة التى وهبها لموسى النبى حينما ضرب البحر بعصاه. وكالقوة التى أقام بها إيليا أبن أرملة صرفة صيدا من الموت. إنها معجزات ليست بقوتهم البشرية إنما بقوة الله.
ـ إن الله القادر على كل شئ، هو الذى وهب العقل البشرى قدرات عجيبة. والله الذى يهب القدرة، هو قادر أيضاً أن يسحبها متى شاء. هو الذى وهب شمشون الجبار قوة جسدية فائقة للوصف. وعندما كسر شمشون نذره بعد أن باح به لدليلة، سحب الله منه تلك القوة. فأذله أعداؤه.
الله أعطى القوة للنار أن تحرق. ولكنه فى قصة الثلاثة فتية القديسين الذين ألقاهم الفرس فى النار، لم يسمح الله للنار أن تؤذيهم، وشعرة واحدة من رؤوسهم لم تحترق.
نقول أخيراً إن الله سمح أن يكون للشيطان قوة. ولكن الله وضع حدودا معينة لقوة الشيطان، كما يظهر ذلك فى قصة أيوب البار. وأيضا فى التجربة على الجبل قال الرب أخيراً للشيطان: أذهب يا شيطان. فذهب ولم يستطع أن يخالف. ولا ننسى المعجزات الكثيرة الخاصة بإخراج الشياطين، ولعل من بينها قصة لجئون. على أن مصير الشيطان واضح أنه فى يد الله الكلى القدرة الذى سيلقيه أخيراً فى بحيرة النار والكبريت.







.جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام2010
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شنودة الثالث _ والطفل شنودة
قداسة البابا شنودة الثالث
قداسة البابا شنودة الثالث ممسكاً بوصية قداسة البابا كيرلس السادس
جريدة الاهرام | كما قال البابا البابا شنودة


الساعة الآن 12:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024