|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العذراء، الشهيدة Saint Barbara (عيدها 4 ديسمبر-كانون الأوّل) تسمى القديسة بربارة "شهيدة الإيمان والعشق الإلهي". ولادتها ونشأتها: ولدت بربارة في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة “نيقوميديه”، وكانت الإبنة الوحيدة لوالدها “ديسكورس” الوثني المتعصب الذي إشتهر في قومه بالغنى الفاحش، والجاه، وقساوة القلب، وبكرهه للمسيحية. أما وحيدته بربارة فكانت دمثة الأخلاق، لطيفة ومتواضعة، تحب الناس كافة. ماتت والدتها وهي صغيرة، فأقام والدها حرساً على بربارة لتبقى في القصر الكبير من شدة خوفه عليها، كما جلب لها أساتذة بارعين ليعلموها شتى أنواع العلوم اللغوية والفلسفية والتاريخية لتنشأ كسائر فتيات الأغنياء في عصرها، كما ملىء والدها جوانب القصر أصناماً لشتى الآلهة التي كان يعبدها لتتمثل به وحيدته بالسجود والعبادة. رفضها الزواج بوثني: طلب يد بربارة والي نيقوديميا الوثني، ففاتحها أبوها بذلك فرفضت الإقتران به، مُحتجّة برغبتها في البقاء إلى جانب أبيها وصعوبة فراقه والإبتعاد عنه . فقرر أبوها أن يعودها البقاء دونه فسافر الى مدينة أخرى بضعة أيام. جائت الأوامر من الإمبراطور الروماني برفع جميع الشعب البخور والذبائح للآلهة والإعتراف بطبيعة الإمبراطور الروماني الإلهية. رفض المسيحيون تنفيذ هذا الإجراء مُعلنين ولائهم لوطنهم وأمبراطورهم لكن مع رفض كل إجراء يتعارض مع إيمانهم بالربي يسوع المسيح. من بين هؤلاء كانت وصيفة بربارة "القديسة ﭼوليانا" التي تم سجنها ثم إعدامها بقطع الرأس. إيمانها: نالت بربارة ثقافة دنيوية عالية، لكنها كانت تشعر بفراغ كبير في عقلها وقلبها، وبعد استشهاد صديقتها ﭼوليانا إنشغلت بالإستفسار عن ذلك الإله الذي يموت المؤمنين به عشقاً والذي لايسكن في الحجارة، فشرح لها بعض من آمنوا بالمسيح من أصدقاء ﭼوليانا، أصول الإيمان وأشاروا عليها مراسلة العلامة “أوريجانس” (استاذ مدرسة الإسكندرية الكبير)، الذي بإمكانه ان يبسِّط أمام أمثالها من المثقفين حقائق الإيمان. كتبت بربارة إلى أوريجانس بما يدور في رأسها من أفكار دينية فلسفية. وطلبت اليه أن يتنازل ليكون معلماً لها، فابتهج أورجانس بذلك وأجابها على رسالتها موضحاً حقائق الإيمان المسيحي، وأرسل لها كتاباَ بيد تلميذه الكاهن “فالنتيانس” الذي أوصاه أن يشرح لبربارة تعاليم الرب يسوع . ولما قرأت بربارة رسالته إمتلأت من الروح القدس، وبشجاعة فائقة أدخلت “فالنتيانس” الى قصرها ليكون أحد أساتذتها فلقنها أصول الإيمان المسيحي، وشرح لها عقيدة التجسد الإلهي، وبتولية العذراء مريم والدة الإله. وبعد أن تعمقت بالإيمان طلبت أن تنال نعمة العماد، فعمدها الأب “فالنتيانس”، وكانت تواظب على الصلاة والتأمل بسيرة الفادي سواد ليلها، وازداد احتقارها للأصنام التي ملىء أبوها القصر فيها. تقديسها للثالوث القدوس: إنتهزت بربارة فرصة غياب أبيها عن القصر فأكثرت من الصوم والصلاة والتأمل ودراسة الكتاب المقدس، وسير القديسين، كما أبعدت الأصنام التي نشرها أبوها في جوانب القصر عن ناظريها. وكان لحجرتها شباكين، فأمرت البنائين أن يفتحوا شباكا ثالثا ليدخل من خلالهم النور رمزاً للثالوث الأقدس الإله الواحد الذي أنار حياتها. بعض الروايات الشعبية عنها: وظهر لها الرب يسوع بهيئة طفل صغير جميل جداً، فرحت به قليل من الوقت إلى أن إنقلب سرورها إلى حزن عميق، عندما تغيرت هيئة الطفل الإلهي، وتخضب جسمه بالدم، فتذكرت الفادي وتحمله الآلام والصلب في سبيل فداء البشرية. وكانت الملائكة تظهر لها وتعزّيها وتشجعها، وهكذا عاشت بربارة السماء وهي على الأرض وشابهت الملائكة طهراً ونقاء. معرفة أبيها بتنصُّرها: عندما عاد “ديسكوروس” أبيها من رحلته ووجد أن إبنته بربارة قد أخفت الأصنام من القصر، ثار كالوحش الكاسر وأوشك في ثورة غضبه أن يقضي عليها ضرباً وتجريحاً ولكنها هربت من أمام وجهه، وبعد أيام فاتحها ثانية بأمر تزويجها، فرفضت وأعلن له إيمانها، فخرج عن طوعه، وكاد أن يفتك بها معتبراً كلامها إهانة له ولدينه الوثني، وحاول أن يوضح لها أنها إذا بقيت على هذه الحال سوف يفقد مركزه المرموق في الدولة، وإذا بقيت مسيحية فسوف يغسل عاره بسفك دمها بيده، هنا طلبت منه بربارة أن يستمع لها ولو مرة واحدة فشرحت له بطلان عبادة الأوثان فغضب والده من كلامها مما دفعها للهرب والإحتماء بأحد الدياميس (كنائس تحت الأرض كانت بيت المؤمنين وقت الإضطهادات في عصر الكنيسة الأولى) فاستضافها الكاهن “فالنتيانس” وبعض المؤمنين، ويقال أن الكاهن عندما لاح أنها لم تأكل شيئاً منذ أيام قدّم لها قمحاً مسلوقاً لكي تقتات به، كما باركها بتناول جسد ودم الرب قبيل تسليمها نفسها حتى تدفع عن المسيحيين أضرار مطاردة رجال الوالي لهم بسبب تأكده من أنها إختبأت لديهم. إعترافها بالمسيح جهراً: علم الوالي برفضها الزواج منه وأيقن أن الأمر يتعلَّق بأنها صارت مسيحية بشكل خاص بعد ظهورها إفتداءاً لمسيحيي نيقوديميا الذين عانوا الكثير من الضغوط والمخاوف لحمايتها من بطش أبيها والوالي، الذي حاول إغرائها بالوعود البرّاقة إذا تراجعت عن إيمانها بالمسيح، لكن محاولاته باءت بالفشل، خاصة عندما أعلنت جهراً إحتقارها لكل ما في العالم من مال وسلطة، وافتخارها بالمسيح يسوع الذي وجدت فيه شبع قلبها وملء فراغه بل وغمره بحب عجيب، مقاومته غير مُستطاعة. فأمر الوالي بتكبيلها، ثم تعريتها من ثيابها أمام جمهور من الناس وجلدوها بسياط مسننة كالسكاكين، مزّقت ظهرها وهي صابرة لا تشتكي سائلةً المسيح أن يمنحها القوة لتعترف به حتى آخر نفس في حياتها. ﺇستشهادها بيد أبيها: توعد الوالي برباة بأن يلقيها إلى جنوده للهو بها وتدنيس عفّتها لإذلالها، وكان والدها يرى في موتها الحلّ الوحيد للتخلُّص من موقفه السئ كرجل دولة، وإعفاءها من الذلّ، فقتلها ببيده بحد السيف عام 235 ميلادية. تعيد لها الكنيسة الجامعة يوم 4 ديسمبر الموافق 8 كيهك في التقويم القبطي المُصَحَّح. هي شفيعة البحارة وعمال المناجم و يُروى عنها أنها حاولت تهريب بعض السجناء المسيحيين لإنقاذهم من الموت قبل إيمانها بإشعال النيران لإلهاء الحرّاس ومن هنا صارت شفيعة المشتغلين بالدفاع المدني والإطفاء. شهادة حياتها وبركة شفاعتها فلتكن معنا. آمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صورة القديسة بربارة شهيدة الايمان |
زكا والعشق الإلهى... (يوحنا ذهبى الفم) |
زكا والعشق الإلهي _ يوحنا ذهبي الفم |
أقوال القديس أغسطينوس عن آدم والفردوس | آدم والعشق الإلهي |
القديسة بربارة شهيدة المسيح |