يعني سفر أستير بحادثة ذات أهمية كبيرة ، جرت وقائعها بعد أستيلاء الفرس على مملكة بابل، وتدمير العاصمة، في زمن الملك أحشويروش الأول الذي حكم مملكة فارس من سنة 486 ق م . إلى سنة 464 قم. تبدأ أحداث السفر في السنة الثالثة لملك الفرس العظيم أحشويروش ، حيث كان الملك قد أقام وليمة عظيمة، كعادة ملوك الفرس في عشقهم للولائم، واستمرت الوليمة ستة شهور!! وانتهت الوليمة بخلع الملكة الجميلة “وشتي” لتحلّ محلها فتاة يهودية يتيمة، ثم يظهر في المشهد هامان الأجاجي الذي يكره مردخاي اليهودي، لأنه لا يسجد له؛ فينجح في استصدار قرار بإبادة وقتل وإهلاك جميع اليهود في يوم واحد! لكن هنا تبرز العناية الإلهية بروعة سلطانها وتحكُّمها في الأحداث، ويتدخل الله لخلاص شعبه من الهلاك، لتقلب المائدة على هامان،في دراما عجيبة لا يقوى على إنتاج نظيرها خيال أقوى الأدباء. لكنها لم تكن قُطّ خيال، بل واقع تشهد لصحته علوم التاريخ والجغرافيا والآثار.