رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لنتعلم أن نضع أولوياتنا بما يتناسب مع طبيعتنا البشرية التي تحتاج طوال الوقت للخالق العظيم، الذي خلقنا في احتياج دائم للعلاقة معه. فكل محاولة للهروب من العلاقة الصحيحة مع الله تملؤنا بالفراغ أكثر، فنجري خلف الأوهام معتقدين أننا في حاجة إلى شيء أكبر مما نحن فيه. شرح لنا سليمان الحكيم هذا الأمر بالقول: «كُلُّ الأَنْهَارِ تَجْرِي إِلَى الْبَحْرِ، وَالْبَحْرُ لَيْسَ بِمَلآنَ» (جامعة١: ٧). فلا شبع ولا ارتواء من مياه العالم حتى وإن كانت تبدو جميلة، وبراقة. يروي سليمان اختباره الشخصي في هذا الشأن فيقول: «وَمَهْمَا اشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَا. لَمْ أَمْنَعْ قَلْبِي مِنْ كُلِّ فَرَحٍ، لأَنَّ قَلْبِي فَرِحَ بِكُلِّ تَعَبِي. وَهذَا كَانَ نَصِيبِي مِنْ كُلِّ تَعَبِي. ثُمَّ الْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي الَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ، وَإِلَى التَّعَبِ الَّذِي تَعِبْتُهُ فِي عَمَلِهِ، فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ» (جامعة٢: ١٠، ١١). طوبى لمن يتعلم من سليمان الحكيم، فلا يسقط في نفس أخطائه ويتخذ من شهوة عينه، أو طلبات نفسه الشريرة أمرًا يضعه في مقدمة أولوياته. طوبى لمن يعرف نهايات الأمور ممن سبقوه، ولا يسير في نفس الطريق بل يتخذ من شهادتهم درسًا للحياة. طوبى لمن يتعلم من الغني أن السعادة ليست في كثرة الأموال فقد مضى الشاب الغني حزينًا من أمام المسيح رغم ما لديه من أموال (متى١٩: ٢٢). |
|