|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ثم كَتَبَ الملك داريوس إلى كل الشعوب والأمم والألسنة الساكنين في الأرض كلها. ليكثر سلامكم. من قِبلي صدرَ أمر بأنه في كل سلطان مملكتي يرتعدون ويخافون قُدام إله دانيال، لأنه هو الإله الحيّ القيوم إلى الأبد، وملكوته لن يزول، وسلطانه إلى المنتهى. هو يُنجي ويُنقذ، ويعمل الآيات والعجائب في السموات وفي الأرض. هو الذي نجى دانيال من يد الأسود" [25-27]. كان إعلان داريوس أقوى من إعلان نبوخذنصر (دا 3: 29)، وذلك لأنه كان إيجابيًا لا سلبيًا. فقد تأثر داريوس بما حدث، واهتزت أعماقه أمام المعجزة. لقد أدرك أن الله الحيّ الحقيقي، إله دانيال هو الأبدي الذي لا يموت، يُحرك السماء والأرض بقوة، ليخلَّص مؤمنيه. هذا لا يعني أن داريوس قد صار تقيًا، لأنه لم ينزع عن قصره ولا عن مملكته العبادات الوثنية، ولا نزع عن سلوكه ما لا يليق بالمؤمنين. لقد مجَّد الله إلى حين، لكنه بقي في الرجاسات الوثنية. لقد دعى الملك الله: "إله دانيال"، كما سبق فنُسب الله إلى إبراهيم وإسحق ويعقوب، لكنه إذ لم يتمتع بخبرة الحياة مع الله لم يستطع الملك أن ينسب الله إليه. إننا في حاجة أن نتمتع بالله إلهنا، الذي يشتاق أن يُنسب نفسه إلينا، كما ننسب أنفسنا إليه، فنقول مع إرميا النبي: "نصيبي هو الرب، قالت نفسي" (مرا 3: 24). كما نسمع صوب الرب قائلًا: "من يغلب يرث كل شيء، وأكون له إلهًا، وهو يكون ليّ ابنًا" (رؤ 21: 7). يتحدث الملك عن الله كمخلص نجى وينجي دانيال، لكنه لم يتقدم ليتمتع هو بالمراحم الإلهية، ويتذوق أبوته في حياته الشخصية. سبّح الله كصانع آيات وعجائب في السموات وعلى الأرض، فقد عرف كل ما حدث مع آبائه، وما تم على يديّ دانيال النبي، لكنه لم يتمتع بالآيات في أعماقه. لم يُسلم جسده ونفسه كأرض وسماء يُحركهما الله بيده القوية، ويُعلن عجائبه فيهما! تساءل البعض هل يمكن للجب أن يضم 120 مرزبانًا مع نسائهم وأولادهم؟ الإجابة أنه لم يُلق في الجب غير عدد قليل منهم هؤلاء الذين اشتكوا ضد دانيال. تظهر دقة القصة أنه حسب العادات الفارسية كان أقرباء الإنسان يُعاقبون بجريرة جريمته، لهذا أُلقيت الزوجات أيضًا والأبناء. |
|