كلما ازداد عدد الأولاد كلما تضاءل احتمال إصابة المرأة بسرطان المبيض!
سرطان المبيض أكثر شيوعاً عند النساء المسنات
في السنوات الأخيرة ازداد القلق والتخوف لبعض السيدات من حدوث الاورام السرطانية ويعود السبب في ذلك هو زيادة الوعي بشكل عام لدى السيدات ووجود وسائل البحث وكذلك وجود وسائل الاهتمام من قبل الجمعيات الطبية المتخصصة بالاضافة الى توفر وسائل التشخيص المبكر لأورم المبيض وكذلك العلاج.
ان احتمال حدوث سرطان المبيض - أي عدد الحالات الجديدة التي يجري تشخيصها كل عام - ضئيل نسبياً فسرطان المبيض يشكل 4 في المئة من كل السرطانات التي تصيب النساء في الولايات المتحدة وبين السرطانات النسائية - أي سرطانات الجهاز التناسلي عند المرأة - يأتي سرطان المبيض في المرتبة الثانية بين السرطانات الأكثر تشخيصاً مباشرة بعد سرطان الرحم . بالفعل ، يتم تشخيصه عند 25 الف امرأة في الولايات المتحدة كل سنة . وتموت اكثر من 16 الف امرأة سنوياً في الولايات المتحدة بسبب هذا المرض .
لجعل هذه الارقام مفهومة ، ثمة احتمال واحد على سبعين ان تصاب المرأة بسرطان المبيض خلال حياتها . اذا عشت حتى عمر الثمانين . قارني هذا مع احتمال اصابتك بسرطان الثدي . فامرأة واحدة من كل عشر نساء يعشن حتى عمر الثمانين تصاب بسرطان الثدي في مرحلة ما من حياتها .
وفي كل العالم ، يجرى تشخيص نحو 90 الف حالة جديدة من سرطان المبيض كل سنة ، وينجم عنها 114 ألف وفاة . واللافت ان معدلات سرطان المبيض هي الاعلى في اسكندينافيا واوروبا والولايات المتحدة وكندا . اما ادنى معدلات هذا لسرطان موجودة في افريقيا واسيا وتزداد المعلات شيئاً فشيئاً في اليابان وايطاليا واسبانيا . هذا المرض اكثر شيوعاً بين النساء اليهوديات المتحدرات من اصل غربي ( اوروبا الشرقية والوسطى ). وفي الولايات المتحدة ، يكون احتمال سرطان المبيض اعلى قليلاً بين نساء عرق الابيض مما هو بين نساء العرق الاسود والنساء الاسيويات الاميركيات والنساء الاسبانيات .
لا تزال اسباب سرطان المبيض مجهولة فعلى مر السنوات ، تم اقتراح عدة نظريات وتقول احدى هذه النظريات ان دورة بعد دورة من الاباضة غير المتقطعة قد تفضي الى زيادة خطر الإصابة بسرطان المبيض . والإباضة هي العملية الشهرية التي يطلق خلالها المبيض بيضة في قناة فالوب للانتقال الى الرحم وربما تخصيبها .
حين يطلق المبيض بيضة تحترق البيضة الطبقة الظهارية المقطية للمبيض . يؤدي ذلك الى تمزق صغير يجب ترميمه يفضي هذا التمزق المتكرر الى التهاب ونشوء خلايا جديدة قد يولد وضعاً تحدث فيه اخطاء وراثية . بالاضافة الى ذلك ، فيما يتم ترميم التمزق ، قد تعلق بعض الخلايا الظهارية تحت سطح المبيض ما يولد كيساً ضمنياً . يظن بعض العلماء ان هذا النوع من الاكياس يسهم في نشوء سرطان المبيض . قد تبرر هذه النظرية سبب اربتاط الاحداث التي تحول دون الاباضة ، مثل الحمل والارضاع واستعمال حبوب منع الحمل ، بانخفاض خطر التعرض لسرطان المبيض . لكن بعض الباحثين يعتقدون ان ازدياد مستويات الهرمونات قبل الاباضة وخلالها ، وليس تمزق سطح المبيض ، هو الذي يفضي الى احتمال اكبر لسرطان المبيض بين النساء اللواتي تنقطع دورات الطمث عندهن بسبب الحمل او احداث اخرى . وحسب هذه النظرية ، يمكن للمستويات المرتفعة لبعض الهرمونات التناسلية ان تحفز الخلايا الظهارية الشاذة .
يحاول الباحثون حتى اليوم فهم كل التغيرات التي تحصل المستوى الجزيئي والوراثي والتي تفضي الى سرطان المبيض فمعظم السرطانات تكشف عن عدة تبدلات ( طفرات) في الجنيات التي تتحكم في الخلية البشرية . وقد تكون التحولات الوراثية موروثة او تنشأ فجأة علماً ان التحولات الموروثة هي تلك التي تولد معك - جينة مشوهة نقلها احد والديك اليك . تجدر الاشارة الى ان التحولات الموروثة موجودة في كل خلايا الجسم لكنها قد تولد خطر الاصابة بالسرطان فقط في خلايا محددة . اما الطفرات التلقائية ( الفرادية ) فتحدث خلال حياة الشخص ولا تنتقل الى الجيل الاخر . والتحولات التلقائية شائعة ، وتكون مؤذية فقط اذا انتقلت الى خلايا ناشئة حديثاً . واللافت ان معظم سرطانات المبيض تنطوي على الارجح على العديد من الطفرات الوراثية . ويعتقد ان تحولاً اساسياً يحصل في البداية لتليه تحولات تالية تتفاقم تدريجياً لتصبح سرطاناً .
عوامل الخطر
رغم ان اسباب سرطانات المبيض لا تزال مجهولة ، تعرف الباحثون الى عدد من العوامل التي تزيد احتمالات تعرض المرأة لسرطان المبيض . لكن وجود واحد او اكثر من عوامل الخطر المسببة لسرطان المبيض لا يضمن اصابتك بهذا السرطان . فعظم النساء يملكن واحداً او اكثر من عوامل الخطر المسببة لسرطان المبيض لكن عدداً ضئيلاً منهن يصبن فعلياً بالمرض فمعظم عوامل الخطر شائعة تزيد من خطر اصابتك قليلاً ، ولا تبرر تماماً سبب حدوث المرض .
ان عوامل الخطر المذكورة فيما يأتي تنطبق على سرطان المبيض الظهاري ، وليس على النوعين الاقل شيوعاً من سرطان المبيض . وتتوافر معلومات اقل عن عوامل الخطر المسببة للاورام السدوية او اورام الخلايا التناسلية .
عوامل وراثية
في بعض العائلات قد يرث الاشخاص جينات تجعلهم اكثر عرضة لبعض انواع السرطان مثل سرطان المبيض . لكن معظم سرطانات المبيض فرادية ، من دون نمط عائلي وينجم 10 في المئة منها تقريباً عن استعداد موروث .
جنينات BRCA تزيد الخطر
ان النساء اللواتي يرثن طفرات في الجينة BRCA1 أو BRCA2 هن اكثر عرضة للاصابة بسرطان الثدي وسرطانات المبيض من بقية النساء العاديات ولوحظ وجود تحولات في BRCA1 او BRCA2 عند 10 في المئة تقريباً من النساء المصابات بسرطان المبيض .
السرطانات الموروثة
ان عامل الخطر الابرز المسبب لسرطان المبيض هو حدوث طفرة موروثة في واحد من جينتين هما جينة سرطان الثدي 1 (BRCA1) وجينة سرطان الثدي 2 (BRCA2) تم التعرف الى هاتين الجينتين اساساً عند العائلات التي تشهد عدة حالات من سرطان الثدي ، ومن هنا جاء اسمهما ، لكنهما مسؤولتان ايضاً ان 10 في المئة تقريباً من سرطانات المبيض. قد ترثين تحولاً في جينة BRCA من والدك او والدتك .
ان النساء اللواتي يملكن تحولاً في BRCA1 أو BRCA2 هن عرضة بنسبة 39 في المئة و11 في المئة ، على التوالي ، لسرطان المبيض خلال حياتهن ، مقارنة مع احتمال قدره 1.5 في المئة لبقية النساء العاديات . وتختلف التقديرات كثيراً بيبب الاختلافات في الجينة المسؤولة ، وموقع التحول ، ومجموعات النساء اللواتي شاركن في دراسة الابحاث .
ثمة عوامل توحي بامكانية وجود طفرة وراثية :
•اصابة امرأتين أو أكثر في العائلة بسرطان المبيض أو سرطان الثدي قبل عمر الخمسين .
•سرطان ثدي وسرطان مبيض عند المرأة نفسها
•نساء من اصل يهودي غربي مع بداية مبكرة لسرطان الثدي ( قبل عمر الخمسين ) .
للمزيد من المعلومات حول جينات BRCA والاختبار الوراثي . ثمة رابط وراثي اخر معروف هو تناذر موروث اسمه سرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السليلي (HNPCC) . فالنساء المنتميات الى عائلات مصابة بهذا النوع من السرطان هن اكثر عرضة للسرطان في بطانة الرحم ، والقولون ، والمبيض ، والمعدة والمعي الصغير . لكن خطر الاصابة بسرطان المبيض المرتبط بسرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السليلي هو ادنى من ذلك المرتبط بتحولات BRCA .
السرطانات غير الموروثة
احياناً ، يصيب سرطان المبيض اكثر من امرأة واحدة في العائلة لكنه نتيجة تحول جيني موروث . صحيح ان امتلاك تاريخ عائلي لسرطان المبيض يزيد خطر اصابتك بالمرض ، ولكن ليس بدرجة امتلاك عيب جيني موروث . فاذا كان لديك قريبة من الدرجة الاولى - أم أو ابنة أو أخت - مصابة بسرطان المبيض ، يكون خطر اصابتك بالمرض خمسة في المئة خلال حياتك ، ما يعني ان هناك احتمالاً بنسبة 95 في المئة الا تصابي بالمرض .
كما ان امتلاك قريبات اخريات ، مثل الجدة او الخالة او العمة ، مصابات بسرطان المبيض يزيد ايضاً من خطر اصابتك ، ولكن ليس بدرجة امتلاك قريبة من الدرجة الاولى مصابة بالمرض . ويزيد التاريخ العائلي للسرطانات الاخرى ، مثل سرطان الثدي ، من خطر اصابتك بسرطان المبيض .
العمر
يعتبر سرطان المبيض اكثر شيوعاً عند النساء المتقدمات في العمر . فالسرطان المبيضي الظهاري ، وهو النوع الاكثر شيوعاً من سرطان المبيض ، غير شائع عند النساء ما دون الاربعين . ويعتبر متوسط العمر عند التشخيص 61 عاماً . لكن احتمال الاصابة يزداد من 16 تقريباً في كل 100 ألف امرأة في مجموعة عمرية بين 40 و44 عاماً الى 57 في كل 100 الف امرأة في مجموعة عمرية بين 70 و74 عاماً .
يبدو ان عدد اباضاتك خلال حياتك يؤثر في خطر الاصابة بسرطان المبيض . بالفعل ، تظهر الدراسات ان تضاؤل الاباضات خلال حياة المرأة يرتبط بتضاؤل خطر الاصابة بسرطان المبيض . فالنساء اللواتي يتناولن مثل حبوباً لمنع الحمل يكشفن عن تضاؤل في خطر الإصابة بسرطان المبيض ، تماماً مثل النساء اللواتي انجبن اطفالاً . وكلما ازداد عدد الاولاد الذين تنجبهم المرأة ، تضاءل احتمال اصابتها بسرطان المبيض.فحبوب منع الحمل والحمل يمنعان الإباضة .