تضارب ردود الأفعال الروسية بين تعليق الرحلات وعودتها
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوامره، أمس الجمعة، بتعليق رحلات شركات الطيران الروسية إلى مصر بتوصية من الاستخبارات الروسية بعد حادث تحطم طائرة الإيرباص التابعة لشركة متروجيت في صحراء سيناء، وأسفر عن سقوط 224 قتيلًا.
وأعلن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن رئيس الدولة الروسي قبل بتوصيات رئيس جهاز الاستخبارات الروسي إلكسندر بورتنيكوف، وأمر الحكومة بوضع آليات تسمح بتنفيذ هذه التوصيات، موضحًا أن بوتين أمر الحكومة الروسية بوضع آلية لإعادة الروس من مصر.
وعقب تلك التصريحات بساعات، أفادت قناة "سكاي نيوز عربية" بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس بوتين اتفقا على استئناف الرحلات الروسية بين موسكو وشرم الشيخ قريبًا، وشددا على تعزيز التعاون لضمان أمن السياح والطائرات الروسية.
ولكن، عادت وكالة "سبوتنيك" لتؤكد أن روسيا سترسل 93 طائرة إلى مصر خلال اليومين المقبلين، لنقل السائحين الروس الذين ينتظرون العودة إلى الوطن.
وأخبرت مايا لوميدزة، مديرة جمعية وكلاء السياحة الروس، "سبوتنيك" أن 46 طائرة يجب أن تطير إلى شرم الشيخ والغردقة اليوم (7/11/2015) لتنقل السائحين الروس إلى الوطن بينما تنطلق 47 طائرة أخرى إلى مصر غدًا.
ونوهت المسؤولة السياحية بأن روسيا لا تقوم بإجلاء السائحين وأنما توفر الطائرات لنقل من أكملوا الرحلات السياحية إلى الوطن.
وعلقت روسيا رحلاتها المنتظمة إلى مصر منذ مساء 6 نوفمبر، حتى كشف أسباب حادث الطيران الذي أودى بحياة 224 شخصًا كانوا على متن الطائرة المتجهة إلى روسيا من شرم الشيخ.
وأبلغ وزير السياحة الروسي، أوليغ سافونوف، الصحفيين، اليوم، بأن نحو 79 ألفًا من مواطني روسيا في المنتجعات المصرية الآن، ولذلك حاولت "البوابة نيوز" استقصاء الأمر من عدة نواحي، أبرزها النواحي الاقتصادية، خاصة مع اعتماد السياحة المصرية على الأفواج الروسية.
ومن الناحية السياحية، وفي إطار محاولات الكثيرين للترويج للسياحة في مصر، يقول علي عبود، أحد الرحالة الذين يقومون بجولة حول مصر كلها عن طريق دراجته البخارية التي تعبر وسيلته الوحيدة لنقل سحر المحروسة إلى من لا يعرفها من أهلها أو من الأجانب: حركة السياحة متأثرة بشكل كبير بكل الأحداث التي تحيط بنا، ولكنها تأثرت بشكل أكبر بواقعة الطائرة الروسية.
وأضاف عبود في تصريح خاص لـ "البوابة نيوز": نسبة السائحين الروس الذين قطعوا زياراتهم إلى مصر حتمًا ستأثر على مصر من ناحيتين مهمتين للغاية، الأولى هي نسبة الإشغال، فالفنادق ستتأثر بقوة، خاصة أن كل منطقة أقوم بزيارتها أجد أن السياح الروس هم أكثر جنسية تواجدًا في مصر، وفقًا لما رأيته.
وتابع: كما أن مشكلة تعليق الرحلات وعودة السياح الروس ستحدث سمعة سيئة للسياحة في مصر، خاصة أن إخلاء بلد سياحي من جنسية ما بشكل رسمي، تعتبر أكبر دعاية سلبية لمصر، وفي ظروفنا التي نعيشها الآن تعتبر مشكلة ضخمة يجب التفكير في حلول لها فورًا.
وحول الآثار الاقتصادية يقول الدكتور جودة عبدالخالق، الخبير الاقتصادي: إن فكرة تعليق الرحلات يمكن الحديث عنها من الناحية السياحية لكن من الناحية الاقتصادية بمعناها الجوهري لا يمكن تحديد أمر واضح لها.
وأضاف عبدالخالق: الأمر غير واضح حتى الآن، فالوضع برمته غير واضح، وبالتالي لا يمكن توقع أي شيء أو أي نتيجة لتعليق الرحلات غير توقع اهتزاز حالة السياحة في مصر.
البوابة نيوز