أيتها السيدة أن كنتِ لا تريدين أن تتعزي، وما زلتِ متعطشةً لأقتبال أحزانٍ أخرى. فأنا أقول لكِ أنه ولا بموت ابنكِ قد انتهت أحزانكِ. لأن سيفاً آخر مزمعٌ أن يلج في نفسكِ بعد موته، وهو مشاهدتكِ واحداً من الجند يطعن جنب حبيبكِ بحربةٍ طعنةً بربريةً. ثم بعد ذلك تقتبلين بين يديكِ وفي حضنكِ جسد أبنكِ بعد تنزيله من على الصليب. وها نحن نأخذ الآن بالتأمل في الموضوع السادس لأحزان هذه الأم الإلهية. الأمر الموجب التأمل حسناً والدموع الحارة. فإلى هنا يبان أن أوجاع هذه السيدة قد جاءت رويداً رويداً واحداً فواحداً. وأما في هذا الموضوع فكأن الأحزان بأسرها قد داهمتها معاً.*