رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بنات كثيرات عَملِنَ فضلاً أما أنتِ ففقتِ عليهن جميعا
أمثال 31 : 39 تتمتع القديسة العذراء مريم أم النور بمكانة خاصة في قلوب المسيحيين جميعاً، هذه المكانة فاقت مكانة كل القديسين على إختلاف جهادهم الروحي لكن القديسة العذراء مريم هى الأولى فوق البشر أجمعين. بل أيضا نالت مكانة أعظم من الملائكة القديسين لأنها إستحقت أن تكون أُما للإله ووالدة لخالق السماء والأرض ، وقد صدقت إذ قالت .. " إن القدير صنع بى عظائم " ( لو 1 : 49 ). وللقديسة العذراء مريم رموز وإشارات فى العهد القديم باعتبارها حاملة السر الإلهى ومخلص البشرية وعنقود الحياة ، فقد رمز إليها بـ .... 1 ـ نسل المرأة " تك 3 : 5 " 2 ـ حمامة نوح " تك 8 : 11" 3 ـ سلم يعقوب " تك 28 : 12، 13" 4 ـ العليقة " خر 3 : 2" 5 ـ عصا هارون " عدد 17 : 8" 6 ـ مجمرة هارون " عدد 16 : 46" 7 ـ تابوت العهد " خر 15 : 10، 11" 8 ـ قسط المن " خر 16 : 33 " 9 ـ صخرة حوريب " خر 17 : 6 " 10 ـ نبوات أشعياء " أش 7 : 4" 11 ـ الباب الخارجى " حزقيال 44 : 1، 2" 12 ـ حلم دانيال " دانيال 21 : 34" 13 ـ صهيون " مز 49 : 2 و مز 75 : 1" وللقديسة العذراء أيضا مكانة فى العقيدة والإيمان الأرثوذكسى ويتضح ذلك من المركز الفريد لها فى اللاهوت الأرثوذكسى فهى التى نخاطبها فى قانون الإيمان ... نعظمك ياأم النور الحقيقى مريم والدة الإله لانكِ ولدت لنا مخلصُ العالم. كما تعطيها الكنيسة القبطية ألقاباً كثيرة منها... 1 ـ والدة الإله. 2 ـ دائمة البتولية. 3 ـ أم النور. 4 ـ القديسة فى كل شيىء. 5 ـ أم جميع الأحياء. 6 ـ شفيعة جنس البشر. وأيضاَ فى الطقوس الكنسية القبطية فمثلا فى كتاب الأجبية وهو واحد من أهم كتب العبادة يحتوى على خمسة عشر قطعة خاصة بوالدة الإله فيوجد قطعة أو أكثر فى كل صلاة. كما تحتفل الكنيسة أيضا بأعياد كثيرة للقديسة العذراء مريم .... 1 ـ البشارة بميلاد العذراء فى 7 مسرى الموافق 13 أغسطس. 2 ـ ميلاد السيدة العذراء فى 1 بشنس الموافق 9 مايو. 3 ـ تذكار دخولها الهيكل فى سن 3 سنوات وذلك فى 3 كيهك الموافق 12 ديسمبر. 4 ـ نياحة القديسة العذراء مريم فى 21 طوبة الموافق 29 يناير. 5 ـ إعلان صعود جسدها الطاهر فى 16 مسرى الموافق 22 أغسطس. 6 ـ العذراء حالة الحديد فى 21 بؤونه الموافق 28 يونيو. 7 ـ تجلى العذراء بكنيسة الزيتون فى 24 برمهات الموافق 2 ابريل. 8 ـ تذكار القديسة العذراء فى يوم 21 من كل شهر قبطى. يضاف إلى ذلك الإحتفال بشهر كامل فى السنة القبطية وهو شهر كيهك ويطلق عليه أيضا الشهر المريمى لما يوجد به من تسابيح وتماجيد للقديسة مريم. ونحن الآن بصدد الحديث عن حياة هذه القديسة والدة الإله ومافيها من آيات وعجائب ودروس وعبر نحتاجها جميعا لتكون لنا نبراسا لحياتنا نتعلم منها كيف كانت تعيش وماهى الفضائل التى تمتعت بها فى حياتها مثل حياة التكريس لله منذ أن كانت طفله والطاعة فى حياتها وحياة التأمل والتسليم للإرادة الإلهية. هذه الصفات أهلتها لتكون مستحقة أن يولد منها الإله مخلص البشرية فلنغوص سويا فى بحر اللآلى والجواهر النفيسة لحياة كلية الطهر العذراء القديسة مريم. أولا ميلاد القديسة العذراء مريم: لم يرزق أبويها يواقيم وحنة بنسل حيث جربهما الله بعدم النسل لكنهما رفعا قلبيهما إلى الله ناذرين أن الأبن أو الأبنة المولود لهما سيقدمانه ليخدم هيكل الله وقد إستجاب الرب طلبتهما وأرسل الرب رئيس الملائكة جبرائيل ليبشرهما بميلاد طفلة جميلة إسمها مريم ويوم البشارة بميلادها وهذا كان يوم 7 مسرى حسب طقس الكنيسة القبطية وتم الوعد وولدت العذراء فى أول بشنس حسب تقويم الكنيسة. ثانيا العذراء فى الهيكل: مكثت العذراء فى بيت أبيها حتى سن الثلاث سنوات تقريبا وحان الوقت ليبر الوالدان بنذرهما أمام الله وكان ذلك موافقا 3 كيهك وقد وجدت هذه الطفلة الصغيرة نعمة فى عيون كهنة الهيكل وجميع من رآها وقضت العذراء مدة بقائها فى الهيكل فى عبادة وصلوات وكانت عناية الله تشملها طوال حياتها وفى الهيكل أيضا. ثالثا إختبار القديس الشيخ يوسف النجار ليكون حارسا للسر الإلهى: إستمرت القديسة مريم فى الهيكل حتى وصلت سن البلوغ وتشاور الكهنة فى مصيرها ـ لأنه لا يجوز أن تبقى فى الهيكل بعد هذا السن وكانت فى ذلك الوقت يتيمة حيث فقدت أبويها أثناء وجودها فى الهيكل. فأوعز الرب إلى القديس زكريا الكاهن أن يجمع عصى الشيوخ والشباب فى الهيكل ويكتب على كل عصاة اسم صاحبها والذى يختاره الله تظهر عنده علامة. وفى اليوم التالى أفرخت العصا المكتوب عليها إسم القديس يوسف النجار بل زاد على ذلك أن إستقرت حمامة بيضاء جميلة فوق رأسه ففهم الكهنة أن الله أراد أن تكون هذه الصبية فى كنف القديس يوسف النجار. وتم عقد زواج رسمى بينهما وذلك لإكمال سر التدبير الإلهى للخلاص وتستطيع التحرك معه فى كل مكان فى بيت لحم للإكتتاب أو إلى مصر ولأنه أيضا لو حبلت وظهر حملها دون أن يكون هناك زواج رسمى لرجموها بالأحجار حسب الشريعة قبل أن تلد المسيح ويتم سر الفداء. رابعا انتقال العذراء مريم من الهيكل إلى جانب بيت يوسف النجار : بعد أن اظهرت السماء إرادتها وبطريقة معجزية أن تكون العذراء تحت حماية يوسف النجار إنتقلت إلى بيته وظهر لها رئيس الملائكة جبرائيل وبشرها بميلاد رب المجد وذلك فى 29 برمهات وتعيد الكنيسة بتذكار البشارة بميلاد المسيح فى هذا التاريخ كل سنة قبطية. وكانت العذراء قد بلغت من السن 14 عاما ولما حان وقت ولادتها للمسيح إنتقلت إلى بيت لحم ليتم الإكتتاب هناك حسب أوامر الأمبراطورية الرومانية وهناك كملت أيامها وولدت إبنها مخلص العالم فى مزود للبهائم. خامسا دوام بتولية العذراء : تؤمن كنيستنا القبطية بدوام بتوليه القديسة العذراء حتى بعد ولادتها لرب المجد يسوع. ففى كتاب الثلاث قداسات [طبعة المحرق ص 318 ] فى صلاة المجمع يذكر الأتى etoi ` mparqehoc // ` hchou niben ومعناها العذراء كل حين. ويقول العلامة اوريجانوس .... لقد وصل إلينا من التقليد أن بتولية العذراء الدائمة كانت من الحقائق التى تداولتها الكنيسة المسيحية أول نشأتها . سادسا العذراء والدة الإله : إذا كانت العذراء مريم قد ولدت عمانوئيل أى الله معنا فهى بالحقيقة والدة الإله ومن يتجاسر ويقول العذراء ليست والدة الإله ينكر أن المسيح إلها مع أن نبؤة أشعياء النبى تقول ذلك " هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو إسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا " ( أشعياء 9 : 6 ) تؤكد أنها والدة الإله لكن لا يفهم من ذلك أنها أصل اللاهوت ولا مصدره. وإنما هى والدة الإله باعتبار أن الخارج من أحشائها إنما هو الإله الظاهر فى الجسد. وقد أخطأ نسطور بطريرك القسطنطينة إذ نادى بأن فى المسيح أقنومين وشخصين وطبيعتين وأن العذراء ولدت المسيح الإنسان لذلك كان يدعوها أم المسيح وليس أم الله كما عاب على المجوس أن يسجدوا لطفل يسوع ونظير هرطقته هذه قطعته الكنيسة بعد أن أظهرت خطأه وحرمته فى المجمع المسكونى الثالث والمنعقد فى أفسس سنة 431م وقد وضع المجمع مقدمة قانون الإيمان الذى نقول فيه .... نعظمك يا أم النور الحقيقى ونمجدك أيتها القديسة العذراء والدة الإله ... سابعا العذراء القديسة مريم فى مصر : بعد ولادة المسيح له المجد وزيارة الرعاة والمجوس له وبعد أن قطع هيرودس الأمل فى عودة المجوس له ليعرف مكان الصبى أمر بقتل الأطفال فى بيت لحم من سن سنتين فما دون فظهر الملاك ليوسف النجار فى حلم وأمره أن يأخذ الصبى وأمه وسالومى ويهرب إلى أرض مصر وكان دخولهم يوافق يوم 24 بشنس الذى تعيد فيه الكنيسة عيد دخول المسيح أرض مصر وقد إنتقلت العائلة فى أرض مصر من مكان إلى أخر حتى إستقرت فى جبل قسقام بدير السيدة العذراء المحرق حيث مكثوا هناك أطول فترة قضوها فى مصر وهى 185 يوم أى ما يوازى ستة أشهر وبضعة أيام حتى ظهر الملاك ليوسف النجار فى هيكل الكنيسة الأثرية بالدير قائلا له " قم وخذ الصبى وأمه وأذهب إلى أرض اسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى " ( مت 2 : 20 ). ثامنا القديسة العذراء مريم فى الناصرة : بعد العودة من مصر سكنت القديسة العذراء فى الناصرة مع أبنها الحبيب والشيخ يوسف البار الذى كان يعمل كنجار. وقد مارس السيد المسيح له المجد هذه المهنة وكان يتردد على الهيكل معهما فى العيد فى كل سنه ولما بلغ الثانية عشر من عمره ذهب معهما وهناك بقى وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه ومن أجوبته. وما أروع ما نقرأ عنه بعد العودة من الهيكل أنه " جاء إلى الناصرة وكان خاضعا لهما " ( لوقا 2 : 51 ). ولما بلغ من العمر الثلاثين سنه بدأ خدمته الجهارية وكان القديس يوسف قد تنيح ولذلك نجد أنه لم يدع إلى عرس قانا الجليل مع السيد المسيح وأمه الطاهرة مريم وتعيد الكنيسة بتذكار نياحة القديس يوسف النجار فى 26 أبيب من كل عام. وقد تبعت العذراء إبنها وكانت واقفة عند صليبه مع المريمات ولما رأى الرب مرارة نفسها وانه قد تمت فيها نبوة سمعان الشيخ عن آلامها " وأنت أيضا يجوز فى نفسك سيف " ( يو 19 : 26 ، 27 ) أوصى بها التلميذ الذى كان يحبه " فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذى كان يحبه واقفا قال لأمه يا إمرأة هوذا إبنك ثم قال للتلميذ هوذا أمك ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته " ( لو 2 : 35 ). تاسعا العذراء فى بيت يوحنا المعمدان : ظلت العذراء فى بيت يوحنا الحبيب وكانت تتردد على القبر المقدس حيث تصلى وتتضرع إلى ابنها الحبيب لكى يقرب موعد رحيلها من هذا العالم. وكانت قد احتملت الكثير من اليهود ... متاعب وإضطهادات كثيرة وفى وقت ما تآمر اليهود على حرقها فحملتها سحابة نورانية إلى مدينة فيلبى حيث كان القديس متياس مسجونا فأذابت حديد السجن وفكت أسر متياس والذين معه فآمن أهل المدينة وواليها أيضا وتعمدوا على يد متياس الرسول ثم رجعت القديسة العذراء إلى أورشليم. عاشرا نياحة القديسة العذراء مريم : لما شاء الرب يسوع أن ينقل والدته الفائقة الطهر إلى السماء وكان ذلك بعد خمسة عشر سنه من صعوده أرسل لها ملاكا يحمل إليها خبر إنتقالها ففرحت كثيرا وطلبت أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم وأن يذهبوا إلى حيث كانت العذراء موجوده ودعتهم فحضروا وحضر إبنها ومخلصها يسوع المسيح وأسلمت روحها الطاهرة بين يده ـ ويحتفظ التقليد الكنسيى بأنه بينما الرسل يحملون جسدها إلى موضع القبر المعروف بالجسمانية إعترضهم اليهود وهجموا على الفراش المحمول عليه جسد العذراء ليطرحوه أرضا إلا أن الرجل الذى إمتدت يده ليعتدى على الجسد الطاهر إنفصلت يداه عنه فصرخ باكيا فتحنن عليه القديس بطرس وتشفع بالعذراء فعادت إليه يداه ماتصقتين بجسده وأمن هذا الشخص بالرب يسوع وبأمه البتول القديسة مريم ودفنها الرسل بجبل يهوشافاط، ولما كانت أصوات التسبيح مستمرة من داخل القبر لم يستطع الرسل أن يتركوا المكان إلا بعد إنقطاع أصوات الملائكة. الحادى عشر صوم القديسة العذراء مريم : ولما رجع الرسل من قبر القديسة مريم جاء القديس توما الرسول وكان متأخرا فى مكان خدمته أخبروه التلاميذ بنبأ نياحة القديسة العذراء وأراد القديس توما الرسول أن يرى بنفسه جسد العذراء زاعما أنه توما الذى تعود أن لا يصدق إلا إذا رأى فأخذوه وذهبوا إلى القبر وكشفوا التابوت فلم يجدوا جسد العذراء إلا الاكفان فقط فظنوا أن اليهود جاءوا وسرقوه فطمأنهم وقال رأيت جسد العذراء محمولا بين يدى الملائكة وصاعدين به إلى السماء وقال لى واحد منهم أسرع وقبل الجسد المقدس فقبلته وها قد أبقانى الرب إلى هذه اللحظة بعيدا عنه لكى يكشف لكم هذا الامر العظيم ثم صلى التلاميذ إلى الرب لكى يريهم جسد العذراء مرة أخرى وصاموا خمسة عشر يوما وهى المعروفة بصوم العذراء حيث وعدهم الرب بأن يظهر لهم الجسد مرة أخرى وكان تمام هذا الوعد فى يوم 16 مسرى وهو اليوم الذى يحتفل فيه التلاميذ برؤية جسد العذراء القديسة بعد صعوده للسماء وتحتفل فيه أيضا بفطر صوم العذراء وتذكار صعود جسدها إلى السماء. وقد أحبت الكنيسة القبطية القديسة مريم حبا فائقا فاحتفلت بتذكار هذا الصوم وكرسته صوما سنويا لها مدته خمسة عشر يوما تقام خلاله النهضات فى الكنائس ويكثر فيه التسبيح والتمجيد لوالدة الإله القديسة مريم شفاعتها تكون معنا آمين. أهم المراجع المستخدمة... + الكتاب المقدس. + كتاب الأجبية والأبصالمودية السنوية. + السنكسار الجزء الثانى. + كتاب اللاهوت المقارن ـ الجزء الاول لصاحب القداسة البابا شنوده الثالث. + كتاب السيدة العذراء مريم ـ بقلم صاحب النيافة المتنيح الأنبا أغريغوريوس أسقف الدراسات اللاهوتية العليا والبحث العلمى. + كتاب السماء الثانية للمتنيح الأنبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والأشمونيين. + كتاب التسبيح الكنسي فى العصر المسيحى الأول لصاحب النيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام. + مجلة الكرمة الجديدة 2005 ـ رابطة خريجى الكلية الأكليريكية. + عصر المجامع بقلم القمص كيرلس الأنطونى ـ دبلوم الكلية الأكليركية. |
22 - 01 - 2014, 09:02 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بنات كثيرات عَملِنَ فضلاً أما أنتِ ففقتِ عليهن جميعا
مشاركة جميلة جدا ربنا يباركك |
||||
22 - 01 - 2014, 11:46 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
ابتديت اشد حيلى
|
رد: بنات كثيرات عَملِنَ فضلاً أما أنتِ ففقتِ عليهن جميعا
|
||||
22 - 01 - 2014, 09:58 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: بنات كثيرات عَملِنَ فضلاً أما أنتِ ففقتِ عليهن جميعا
ميرسى كتير على الموضوع الجميل |
||||
28 - 01 - 2014, 07:41 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
ابتديت اشد حيلى
|
رد: بنات كثيرات عَملِنَ فضلاً أما أنتِ ففقتِ عليهن جميعا
|
||||
التعديل الأخير تم بواسطة ابو ماضى ; 28 - 01 - 2014 الساعة 07:48 PM |
|||||
|