03 - 05 - 2023, 12:45 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
هُوَ أَوَّلُ أَعْمَالِ اللهِ.
الَّذِي صَنَعَهُ أَعْطَاهُ سَيْفَهُ [19].
جاء النص في الترجمة السبعينية: "هذا هو أول أعمال الرب، والذي جعله سخرية ملائكته". وقد اعتمد البعض على هذه العبارة في ادعاء أن الشيطان خُلق شريرًا، ولم يسقط بإرادته. وقد فند القديس أغسطينوس هذا الرأي في كتابه "التفسير الحرفي للتكوين .
من ينكر أن الله خلق إبليس من أعظم الطغمات السماوية، لكنه بإرادته صار أضحوكة وموضع سخرية الملائكة.
* يُقال عن الشيطان "بدء أعمال الرب، الذي جعله سخرية ملائكته" ليس لأنه هو أول خليقة أوجدها، ولا لأنه منذ البداية كان مخلوقًا شريرًا. لكن الله إذ يعلم أنه ستصير له إرادة شريرة تميل إلى أذية الصالحين، خلقه ليكون نفعًا للصالحين. هذا هو معني الكلمات "يسخر به ملائكته"، إذ يُسخر بالشيطان وذلك عندما يحاول أن يحطم الذي اختاره بإرادته نافعًا لخدام الله بالرغم من سوء نيته. حقًا لقد رأى الله ذلك عند خلقته إياه.
القديس أغسطينوس كان إبليس كوكبًا عظيمًا ومرموقًا بين السمائيين "زهرة بنت الصبح" (إش 14: 12)، لا يتمتع بالنور فحسب، وإنما كان يشرق بنوره على الغير كأنه نور مشرق في الصباح، وذلك كعطية إلهية، لكنه تشامخ على الله خالقه وواهبه النور، وظن أنه يقدر أن يرتفع على مستوى الله نفسه، بل ويصير أعظم منه، فسقط ليصير ظلامًا عوض النور، إذ عزل نفسه بنفسه عن الله مصدر النور. أراد أن يجلس على جبل صهيون (مز 48: 2)، جبل الله المقدس، حسب نفسه كالله في العظمة فتعالى فوق السحاب!
* الذين يقولون إن الشيطان ليس خليقة الله مخطئون. فبقدر ما هو شيطان ليس خليقة الله، أما الكائن نفسه (كمخلوق) فهو خليقة الله. وذلك كالقول بأن القاتل ليس خليقة الله، لكنه كإنسان هو خليقة الله.
*واضح تمامًا من هذه الكلمات (إش 14: 12) أن ذاك الذي كان قبلًا لوسيفر، والذي ظهر في الصباح سقط من السماء. فلو أنه - كما يدعى البعض - كان كائنًا من الظلمة، لماذا قيل عنه أنه كان مثل لوسيفر Lucifer أو حامل النور؟ أو كيف يقوم في الصباح من ليس فيه نور قط؟
العلامة أوريجينوس * قول السيد المسيح: "لأن رئيس هذا العالم"، يعني به إبليس، وقد دعاه الناس الأشرار بهذا الاسم، ليس لأنه يرأس السماء والأرض، وإلا لقلب الخلائق وعكسها، وإنما يرأس الذين قد أسلموا إليه ذواتهم.
القديس يوحنا الذهبي الفم * نفهم من هذه الكلمات أنه يوجد ملك واحد، وهو خالق الكون كله. بينما على الجانب الآخر يوجد رئيس هذا العالم الذي يسمي نفسه ملك الظلمة. تخدم ربوات من الملائكة الملك الحقيقي، بينما يلتف حول رئيس قوَى الظلمة ربوات من الشياطين (كو 13:1). تتبع الرئاسات والسلاطين والفضيلة ملك الملوك ورب الأرباب. وفي الآخرة حين يُسلم المسيح المُلك لله الآب بعد أن يكون قد أباد كل رئاسة وكل سلطان وكل قوة للعدو، فإنه لا بُد أن يملك إلى أن يضع جميع الأعداء تحت موطئ قدميه (1 كو 24:15، 25).
القديس غريغوريوس النيسي
|