في سنة 615 ميلادي جاء الامبراطور هرقل الى اورشليم ليركز عود الصليب في موضعه على جبل الجلجلة وهو يلبس ابهى الثياب و جواهر الملوك. فقام لملاقاته الشعب وعلى رأسهم البطريريك زكريا، فاستقبلوه بأبهى مظاهر الفرح والمشاعل والترانيم وصاروا حتى طريق الجلجلة.
وهناك توقف الملك بغتة بقوة خفية وما امكنه ان يخطو خطوة واحدة، فتقدم البطريرك وقال للملك “ان السيد المسيح مشى هذا الطريق حاملا صليبه، مكللا بالشوك لابساً ثوب السخرية والهوان، وانت لابس اثوابك الارجوانية وعلى رأسك التاج المرصع بالجواهر، فعليك ان تشابه المسيح بتواضعه وفقره”. فاصغى الملك الى كلام البطريرك، وارتدى ثوبا حقيراً ومشى مكشوف الرأس، حافي القدمين، فوصل الى الجلجلة، حيث ركز الصليب في الموضع الذي كان فيه قبلا. ومنذ ذلك الوقت والكنيسة تحتفل بالرابع عشر من ايلول بعيد وجدان الصليب المقدس على يد القديسة هيلانة واسترجاع خشبة الصليب المقدس من بلاد فارس على يد الامبراطور هرقل.