رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ، وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو [13]. كان الكاهن يقدم سكيبًا من الخمر على الذبيحة، إشارة إلى الفرح، لأن الخمر يشير إلى الفرح الروحي، وسط الآلام.وسط الآلام نتقبل من يد الرب كأس الخلاص، أو كأس الفرح الداخلي أو التعزيات الإلهية. لقد ارتبط طقس الفصح عند اليهود بأكثر من كأس يشترك فيه الحاضرون علامة الفرح الجماعي بخلاص الله. هذا ويرتبط هذا الكأس بالتسبيح بالمزامير. إذا قدم لنا الخلاص المجاني، ودفع الثمن على الصليب، يلذ لنا أن نُصلب معه، أي نشترك في الآلام. فإن الدعاء باسم الله لا يقف عند الطلبة بالشفتين، وإنما بالقلب كما بالعمل. * من لا يقبل كأس الخلاص ببهجةٍ وطيب نفس؟ من لا يشتهي بفرح وسرور أن يرد لربه شيئًا مما له؟ من لا يقبل بشجاعةٍ وبدون تردد الموت العزيز في عيني الرب، لكي يُسر عينيه، هذا الذي يتطلع علينا من فوق إلى أسفل، نحن الذين نصارع من أجل اسمه؛ يستند إرادتنا، ويعين في الجهاد لنوال الأكاليل مقابل الصبر والصلاح والحب، فيكلل فينا ما يهبه هو لنا، ويكرَّم ما حققه فينا؟ الشهيد كبريانوس * "كأس الخلاص أتناول (آخذ)، وباسم الرب أدعو"... ما هو كأس يسوع؟ "يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس" (مت 26: 39). و"أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها؟" (مت 20: 22). وأكمل القول: "أما كأسي فتشربانها" (مت 20: 23). لماذا أركز على هذا؟ لكي تدركوا تمامًا أن الكأس هي آلام الاستشهاد: "كأس الخلاص"، أو كأس يسوع آخذ. هذا الاستشهاد ليس بقوتي، وإنما كما يقول هو بنعمة الله. لهذا لا أقدر أن أشربه ما لم أدعُ باسم الرب. إنه يسوع هو الذي ينتصر في شهيده، في شهيده يسوع يحمل الإكليل. القديس جيروم * من الواضح أن "كأس الخلاص" الذي جاء ذكره في المزامير، هو موت الشهداء. من أجل ذلك، فالفقرة التي تقول: "كأس الخلاص آخذ، وباسم الرب أدعو"، قد تبعها، "عزيز في عيني الرب موت أتقيائه" (مز 13:116، 15). فسيأتيننا الموت "الثمين" إن كنا أتقياء الرب، ومستحقين للموت، لا الموت العام، إن أمكنني تسميته كذلك، بل لنوعٍ خاص من الموت، هو موت مسيحي وتقويّ ومقدس . العلامة أوريجينوس |
|