ما هي العلاقة بين غفران يسوع للخطايا وسر الاعتراف في بعض التقاليد المسيحية

[Mary Naeem]

ما هي العلاقة بين غفران يسوع للخطايا وسر الاعتراف في بعض التقاليد المسيحية

إن العلاقة بين غفران يسوع للخطايا في الأناجيل وسر الاعتراف (المعروف أيضًا باسم سر المصالحة أو التوبة) في بعض التقاليد المسيحية، لا سيما في الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، هي علاقة استمرارية مباشرة ومؤسسة إلهية.

هذا الارتباط متجذر في كلمات يسوع لرسله بعد قيامته: "اقبلوا الروح القدس. إِنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَا أَحَدٍ غُفِرَتْ لَهُ، وَإِنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَا أَحَدٍ أَمْسَكْتُمْ" (يوحنا 20: 22-23). بهذه الكلمات، عهد يسوع إلى رسله بخدمة المصالحة، وأعطاهم سلطة غفران الخطايا باسمه (أكين، 2010؛ ماكبرين، 1994).

تفهم الكنيسة هذا التكليف على أنه أساس سر الاعتراف. فكما غفر يسوع الخطايا مباشرةً خلال خدمته الأرضية، يستمر في غفران الخطايا من خلال خدمة الكنيسة. الكاهن، الذي يتصرف في شخص المسيح (في شخص المسيح)، يصبح الأداة التي من خلالها يتم نقل غفران المسيح إلى التائب (الكنيسة، 2000).

هذا الفهم الأسراري للغفران يحافظ على اللقاء الشخصي مع المسيح الذي نراه في روايات الإنجيل. عندما يعترف شخص ما بخطاياه للكاهن، فهو لا يخبر إنسانًا آخر بخطاياه فحسب، بل هو يقدم خطاياه أمام المسيح نفسه. إن كلمات الغفران التي ينطق بها الكاهن - "أنا أغفر لك من خطاياك باسم الآب والابن والروح القدس" - تُفهم على أنها كلمات غفران المسيح نفسه (بورك-سيفرز، 2015).

يعكس سر الاعتراف الطبيعة الشاملة لمغفرة يسوع في الأناجيل. فكما ربط يسوع في كثير من الأحيان بين غفران الخطايا والشفاء الجسدي، ترى الكنيسة سر الاعتراف كوسيلة لشفاء النفس. إنه "سرّ الشفاء" الذي لا يغفر الخطايا فحسب، بل يمدّ التائب بالنعمة التي تقوّيه ضد الخطيئة المستقبلية (فرنسيس، 2015).

إن التركيز على الإيمان الذي نراه في خدمة يسوع موجود أيضًا في سر الاعتراف. يجب على التائب أن يقترب من السر بإيمان برحمة الله ورغبة صادقة في الغفران. وكما في روايات الإنجيل، فإن هذا الإيمان هو الذي يفتح القلب لقبول غفران الله((III) وويذرنغتون، 1990)).

يحافظ السر أيضًا على الجانب الجماعي للغفران الذي نراه في خدمة يسوع. في حين أن الاعتراف يتم عادةً بشكل خاص للكاهن، إلا أنه يُفهم على أنه مصالحة ليس فقط مع الله بل أيضًا مع جماعة الكنيسة. فالكاهن يمثل المسيح والكنيسة على حد سواء، مع التأكيد على أن الخطيئة لا تؤثر فقط على علاقتنا مع الله بل أيضًا على علاقتنا مع جماعة المؤمنين (فرنسيس، 2015).

لقد تطور سر الاعتراف على مر الزمن في تعبيره العملي. في الكنيسة الأولى، كان الاعتراف في الكنيسة الأولى علنيًا في أغلب الأحيان ويتم مرة واحدة فقط في العمر عن الخطايا الخطيرة. وبمرور الوقت تطور إلى السر الخاص الذي نعرفه اليوم والذي يمكن تكراره. لكن جوهره كاستمرار لخدمة المسيح في الغفران ظل ثابتًا (ماكبراين، 1994).

بالنسبة لأولئك الذين يشاركون في هذا السر، فإنه يوفر ضمانًا ملموسًا لغفران الله. فكما أن الذين قابلوا يسوع في الأناجيل سمعوا كلمات غفرانه مباشرة، كذلك يسمع التائبون كلمات الغفران التي تُقال بصوت عالٍ. يمكن أن يكون هذا مريحًا بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من الشعور بالذنب أو الشك (كلاود وتاونسند، 2009؛ وينرايت، 2006).

سواء أكان تقليدنا يتضمن سر الاعتراف أم لا، يمكننا جميعًا أن نشعر بالراحة في معرفة أن قدرة المسيح على غفران الخطايا مستمرة في العالم اليوم. إن رحمته متاحة لنا الآن كما كانت متاحة لأولئك الذين قابلهم في خدمته على الأرض. نرجو أن نقترب منه دائمًا بثقة وانفتاح، مستعدين لقبول غفرانه وأن نمد نفس الغفران للآخرين. وليتنا، مثل العشّار في الهيكل، لا نتوقف أبدًا عن الصلاة قائلين: "يا الله ارحمني أنا الخاطئ" (لوقا 18: 13).