رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس والعلاقات بين كو وأف؟ نجد في أف مجمل الأفكار التي تتضمّنها كو. لكن توسّعت أف في هذه الأفكار، وبدّلت النظرة تبديلاً عميقاً. إن التلميحات المباشرة في كو إلى عبادة الملائكة، وإلى ممارسات من النمط اليهودي، قد زالت (كو 20: 23). أما التوسّعات حول المسيح (كما في كو)، فهي تشكّل أساس الهجوم على القائلين بأهمية هذه "الرئاسات والسلاطين". تركّزت كو على سّر المسيح، ولم تتحدّث عن عمل الروح القدس (ما عدا 1: 8: أخبرنا بمحبّتكم في الروح). أما أف فعرضت سّر المسيح والكنيسة، فكانت من أهم النصوص حول الإكليزيولوجيا في العهد الجديد. بالإضافة إلى ذلك، شدّدت أف بشكل خاص على الروح القدس: به خُتمنا (1: 13). بالمسيح نصل إلى الآب "بروح واحد" (2: 18). نصير مسكناً لله "في الروح" (2: 22؛ رج 3: 5، 16؛ 4: 4، 30؛ 5: 18؛ 6: 17- 18). إستعادت أف المواضيع الكبرى في روم لا سيّما شموليّة الخطيئة والبرّ بالإيمان، العلاقة بين اليهود والوثنين. وهذا ما لم تفعله كو. ثم إن الطريقة التي بها تُعالج المسألة اليهودية في أف 2: 14- 17، هي غير ما نجد في روم 9- 11. في هذه الظروف لا نستطيع القول إن أف هي استعادة كو، وقد دُوّنت بعد ذلك ببضعة أشهر. فقد نكون أمام تلميذ من تلاميذ بولس. أراد أن يؤوّن تعليم معلّمه بعد موته، فكتب أف وطبّق ما فيها على المسائل المتعلّقة بتواجد مسيحيّين من أصل يهوديّ وآخرين من أصل وثنيّ في الجماعات الواحدة. وعن التيّارات الروحيّة في عصره نتحدّث عن وحدة الكون (شأنه شأن فيلون الاسكندراني). كانت النظرة اليهوديّة التقليديّة تعارض بين هذا العالم والعالم المقبل (1: 21: ليس في هذا الدهر، بل في الآتي أيضاً) على المستوى الأفقي للزمن. أما أف فأحلّت مكانها الرؤية العمودية التي تعارض بين السماء والأرض. من هذه الزاوية، يمثّل تمجيد المسيح مكاناً جوهرياً في كرستولوجية أف، وهذا ما يجعلنا قريبين من التفكير الغنوصي كما عُرف في القرن الثاني المسيحي. غير أن التشديد على المحبّة (أغابي) كالقيمة السميا، يدلّ على أن الخلاص في أف لا يقوم على معرفة الذات، بل على تقبّل محبّة الله التي تدركنا بواسطة صليب المسيح. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صلة الرحم والقرابة والعلاقات الأسرية |
الصليب والعلاقات |
شقائق النعمان والعلاقات التكافلية |
صرف المال والعلاقات |
الآسرة والعلاقات |