رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوعد برد السبي: 36 «وَالآنَ لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ الَّتِي تَقُولُونَ إِنَّهَا قَدْ دُفِعَتْ لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ: 37 هأَنَذَا أَجْمَعُهُمْ مِنْ كُلِّ الأَرَاضِي الَّتِي طَرَدْتُهُمْ إِلَيْهَا بِغَضَبِي وَغَيْظِي وَبِسُخْطٍ عَظِيمٍ، وَأَرُدُّهُمْ إِلَى هذَا الْمَوْضِعِ، وَأُسَكِّنُهُمْ آمِنِينَ. 38 وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا. 39 وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا وَطَرِيقًا وَاحِدًا لِيَخَافُونِي كُلَّ الأَيَّامِ، لِخَيْرِهِمْ وَخَيْرِ أَوْلاَدِهِمْ بَعْدَهُمْ. 40 وَأَقْطَعُ لَهُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا أَنِّي لاَ أَرْجِعُ عَنْهُمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ، وَأَجْعَلُ مَخَافَتِي فِي قُلُوبِهِمْ فَلاَ يَحِيدُونَ عَنِّي. 41 وَأَفْرَحُ بِهِمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ، وَأَغْرِسَهُمْ فِي هذِهِ الأَرْضِ بِالأَمَانَةِ بِكُلِّ قَلْبِي وَبِكُلِّ نَفْسِي. 42 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: كَمَا جَلَبْتُ عَلَى هذَا الشَّعْبِ كُلَّ هذَا الشَّرِّ الْعَظِيمِ، هكَذَا أَجْلِبُ أَنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ الْخَيْرِ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ إِلَيْهِمْ. 43 فَتُشْتَرَى الْحُقُولُ فِي هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَقُولُونَ إِنَّهَا خَرِبَةٌ بِلاَ إِنْسَانٍ وَبِلاَ حَيَوَانٍ، وَقَدْ دُفِعَتْ لِيَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ. 44 يَشْتَرُونَ الْحُقُولَ بِفِضَّةٍ، وَيَكْتُبُونَ ذلِكَ فِي صُكُوكٍ، وَيَخْتِمُونَ وَيُشْهِدُونَ شُهُودًا فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ وَحَوَالَيْ أُورُشَلِيمَ، وَفِي مُدُنِ يَهُوذَا وَمُدُنِ الْجَبَلِ وَمُدُنِ السَّهْلِ وَمُدُنِ الْجَنُوبِ، لأَنِّي أَرُدُّ سَبْيَهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ». إذ قدم الله لشعبه الحجة تلو الأخرى، معللًا سر سقوطهم تحت التأديب الجماعي، لم يتركهم في يأس بل قدم لهم عهدًا جديدًا على مستوى أعظم من العهد القديم، حيث ينقشه في قلوبهم. يقدمه عهدًا أبديًا، يُسر به فهو محب لمؤمنيه. بعد أن كشف الله عن خطاياهم التي بسببها سقطوا تحت التأديب، أراد أن يوضح لهم أن التأديب ليس إلاّ مرحلة مؤقتة، خلالها يدخل بشعبه إلى التوبة كما إلى مدرسة إلهية، يكشف لهم عن خطاياهم ويحاججهم لأجل رجوعهم إليه ونموهم. من الجانب الايجابي يكشف لهم عن حبه العجيب لهم واهتمامه بهم وتقديم عهدٍ جديدٍ فائقٍ: أولًا: يتحدث بروح الصراحة والأبوة أنه هو الذي دفع بهم إلى السبي كما إلى السيف والجوع والوبأ، إذ صاروا موضع غضبه بسبب خطاياهم وعصيانهم. ها هو الآن يردهم بالحب ويدخل بهم إلى الموضع الذي طردهم منه ليعيشوا في أمان سالمين [36-37]. "والآن لذلك هكذا قال الرب إله إسرائيل عن هذه المدينة التي تقولون إنها قد دفعت ليد ملك بابل بالسيف والجوع والوبأ. هأنذا أجمعهم من كل الأراضي التي طردتهم إليها بغضبي وغيظي وبسخطٍ عظيمٍ، وأردهم إلى هذا الموضع وأسكنهم آمنين" [36-37]. جاء الحديث في العبرية في صيغة الماضي وليس كمن يتنبأ عن المستقبل ليؤكد لهم أن السبي يتحقق حتمًا والرد منه أيضًا سيتم لا محالة! ثانيًا: جوهر العهد هو اتحاد الله بشعبه: "ويكونونلي شعبًا، وأنا أكون لهم إلهًا" [38]. هذا الاتحاد هو قمة مجدنا الأبدي، حيث نجد لنا موضعًا في حضن الآب، وُينسب الله إلينا ونحن ننتسب إليه، الذي يعتز بهذا النسب قائلًا: "أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب". ثالثًا: "وأعطيهم قلبًا واحدًا وطريقًا واحدًا ليخافوني كل الأيام لخيرهم وخير أولادهم بعدهم" [39]. يعطينا "قلبًا واحدًا وطريقًا واحدًا" ما هو هذا القلب الواحد إلا روح الوحدة، وما هو الطريق الواحد الذي يدخل بنا إلى مخافة الرب لخيرنا وخير أولادنا إلا السيد المسيح القائل: "أنا هو الطريق". ففي هذا العهد نتمتع بعمل الروح القدس والسيد المسيح، فنعيش كشعبٍ واحدٍ، الجسد الواحد، ونثبت في الطريق الإلهي الملوكي لننعم بشركة الطبيعة الإلهية، حاملين الشركة في سمات المسيح فينا. رابعًا: "وأقطع لهم عهدًا أبديًا أني لا أرجع عنهم لأحسن إليهم وأجعل مخافتي في قلوبهم فلا يحيدون عني" [40]. يبقى العهد أبديًا حتى في السماء (رؤ 21؛ إش 50: 3، حز 16: 60)... نرتبط بالله، فلا يقدر الموت أن يحطم علاقتنا به، بل يدخل بنا إلى لقاءٍ أعظمٍ لا يتحطم! يقول الأب بفنوتيوس: [يتحدث إرميا النبي على لسان الله مقررًا بوضوح أن مخافة الله التي بها نثبت فيه تنسكب علينا منه]. كاسيان 3: 18. خامسًا: "وأفرح بهم" [41]. هذه هي قمة علاقة الحب، فإنه ليس فقط يحبنا بل يفرح بنا، كأب يشتهي أن يرى أبناءه ويلتقي بهم ويسكب مجده فيهم مقدمًا لهم ميراثًا إلهيًا. هكذا يكشف العهد الجديد عن قلب الله - إن صح التعبير- الذي كأبٍ يطلب خير أولاده ونموهم فيه. سادسًا: "لأحسن إليهم وأغرسهم في هذه الأرض بالأمانة بكل قلبي وبكل نفسي" [41]. علامة العهد أن تمتد يد الله نفسه لتغرسنا في الأرض الجديدة، اليد الأمينة التي تعمل بغير حدود، بل بكل قلب الله التي لا يأتمن آخر غيره على غرسنا! إن كان بولس الرسول يغرس وآخر يسقي، لكن يبقى الله العامل في قلب الرسل والخدام، هو الذي يغرس ويروى وينمي ويقدم ثمر الروح. سابعًا: أخيرًا يؤكد لهم استقرار حياتهم بعد السبي في ظل العناية الإلهية كعربون للحياة الكنسية الغنية في ثمارها، والمملؤة سلامًا روحيًا. "لأنه هكذا قال الرب: كما جلبت على هذا الشعب كل هذا الشر العظيم هكذا أجلب أنا عليهم كل الخير الذي تكلمت به إليهم. فتُشترى الحقول في هذه الأرض التي تقولون إنها خربة بلا إنسانٍ وبلا حيوانٍ وقد دُفعت ليد الكلدانيين. يشترون الحقول بفضة ويكتبون ذلك في صكوك ويختمون ويشهدون شهودا في أرض بنيامين وحوالي أورشليم وفي مدن يهوذا ومدن الجبل ومدن السهل ومدن الجنوب لأني أرد سبيهم يقول الرب" [41-44]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إرميا النبي | نهاية السبي البابلي |
إرميا النبي | سقوط أورشليم في السبي |
إرميا النبي | في السبي البابلي |
إرميا النبي | في بدء خدمته سمع إرميا النبي الوعد الإلهي |
آرميا النبي | مع الوعد بالرجوع من السبي |