الشَّريعَةَ الطَّقسِيَّة: كانت الشَّريعَةَ الطَّقسِيَّة ترتبط خاصة بعبادة بني إسرائيل (الأحبار 1، 2، 3) وكان الهدف الأساسي منها الإشارة والتلميح إلى سيدنا يَسوع المسيح، ولم تعد هذه الشرائع لازمة بعد موت المسيح وقيامته، وُلذلك نحن غير مقيّدين بالشرائع الطَّقسِيَّة، لكن المبادئ التي وراءها، أي أن نعبد الله القدوس ونحبه، ما زالت سارية. وقد حاول القديس بولس الرسول أن يدافع عن حُرِّيَّة الوثنيين المهتدين تجاه الترتيبات التي تأمر بها الشَّريعَةَ الطَّقسِيَّة (غلاطية 2: 14-21). ويعرف صاحب الرسالة إلى العبرانيين أن الشَّريعَةَ الطَّقسِيَّة لم تستطع بلوغ الهدف الذي كانت ترمي إليه، ألا وهو تقديس البشر، كما جاء في الرسالة إلى العبرانيين "الشَّريعَةُ لم تُبِلغْ شَيئًا إِلى الكَمال، وأُدخِلَ رَجاءٌ أَفضَلُ نَتَقَرَّب بِه إِلى اللّه "(العبرانيين 7: 19). فالشَريعَة لم تشتمل في الواقع إلا على ظل الخيرات المستقبلة (العبرانيين 10: 1)، فهي رمز ناقص لذبيحة يَسوع المسيح. حسب نظام يَسوع الجديد هناك الشَّريعَةَ الإنجيلية التي تحتوي حقيقة على الخيرات المستقبلية التي ورد ذكرها في الرسالة إلى العبرانيين "لَمَّا كانَتِ الشَّريعَةَ تَشتَمِلُ على ظِلِّ الخَيراتِ المُستَقبَلَة، لا على تَجْسيدِ الحَقائِق نَفسِه، فهي عاجِزَةٌ أَبَدَ الدُّهور، بِتِلْكَ الذَّبائِحِ الَّتي تُقَرَّبُ كُلَّ سَنَةٍ على مَرِّ الدُّهور، أَن تَجعَلَ الَّذينَ يَتَقَرَّبونَ بها كامِلين" (عبرانيين 10: 1). كانت فرائض الذبائح والختان رمزًا لشيء سيحدث وبحدوثه انتهت هذه الفرائض، لأنه بمجيء المسيح ظهر معنى الطقوس والفرائض. وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول " إِذا اختَتَنتُمِ، فلَن يُفيدَكُمُ المسيحُ شَيئًا... ففي المسيحِ يَسوع لا قِيمةَ لِلخِتانِ ولا لِلقَلَف، وإِنَّما القِيمةُ لِلإِيمانِ العامِلِ بِالمَحبَّة"(غلاطية 5: 2، 6).