"الشَّريعَةُ" فتشير الى الناموس او التوراة، وهي اسفار موسى الخمسة حيث ان الصَّدُّوقِيِّين لم يكونوا يؤمنون إلا بهذه الاسفار لا غير. والشريعة تتناول العبادة والذبائح تجاه الله؛ أمَّا عبارة "تَرتَبِطُ" فتشير الى جمع كل الوصايا في هاتين الوصيتين وربطهما ببعض وإعطاء الأهمية نفسها لهاتين الوصيتين، وهو الأمر الجديد في تعليم السيد المسيح. أمَّا وصية محبة لله ومحبة القريب فهي معروفة من العهد القديم (احبار 19: 18 وتثنية الاشتراع 6: 5). كان في إمكان الربانيين، ان يستشهدوا بكليهما الواحد بعد الآخر، ولكنه من المستبعد ان يولُّوا للثاني ما يولونه للأول من أهمية. أمَّا في نظر سيدنا يسوع المسيح فالله والقريب متقاربان كالشريعة والانبياء. فبحفظ هاتين الوصيتين، يحفظ الانسان سائر الناموس وكلام الانبياء، فهما خلاصة الوصايا، وكل الشرائع الادبية في العهد القديم، لان الوصايا أعطيت لكي تساعدنا ان نحب الله ونحب الآخرين كما ينبغي. ولذلك فإنَّ الوصايا العشر يجب أن تُشرح في ضوء هذه الوصية المزدوجة الواحدة، وصية المحبة، كما يوضّح القديس بولس الرسول: "ان من أحب القريب قد أتم الناموس. فإِنَّ الوَصايا الَّتي تَقول: ((لا تَزْنِ، لا تَقتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشتَهِ)) وسِواها مِنَ الوَصايا، مُجتَمِعةٌ في هذِه الكَلِمَة: أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ. فالمَحبَّةُ لا تُنزِلُ بِالقَريبِ شرًّا، فالمَحبَّةُ إِذًا كَمالُ الشَّريعة" (رومة 13: 9-10). وقد أوضح لنا بولس الرسول طبيعة المحبة وعظمتها (1 قورنتس 13)، وأكَّد لنا ان لا شيء له قيمة بدون محبة الله ومحبة القريب (1قورنتس 13: 4-6) التي تجعل الانسان كاملا في يوم الرب (فيلبي1: 9-11). وقد رَّكز يسوع المسيح الشريعة كلها في إطار المحبة. وهكذا أعاد يسوع كل شيء الى المحبة، لان "الله محبة" (1 يوحنا 4: 8). وهذا يدعونا الى نظرة جديدة الى العهد، الى قراءة التوراة كوحدة لا تتجزأ.