|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فتح ربنا يسوع المسيح مجالًا جديدًا للروحانية، إذ يدخل بنا إلى كياننا لنمارس حق الحياة والتعامل مع الله كأشخاص لهم تقديرهم، وذلك بالتجديد المستمر لحياتنا الداخلية وفكرنا، عوض التوقف عند الممارسات التعبيرية الخارجية وحدها بلا روح. هذا لا يعني ممارسة العبادة الداخلية الروحية دون مشاركة الجسد، بل بالحري يصير كل كياننا بأبعاده متعبدًا معًا خلال التجديد المستمر، بهدف نمونا دون مبالغة أو تطرف في جانب على حساب الجوانب الأخرى. هذه الحياة المتجددة الروحية لها انعكاساتها الفعّالة في نمو شخصية المراهق من كل الجوانب. فهي من جانب تسند البدن حيث يلتزم المؤمن بالاعتناء به في اعتدال دون مبالغة بجانب ما للحياة الداخلية الصادقة من أثر حتى على سلامة البدن. لها أيضًا أثرها على سيكولوجية المراهق، إذ تهبه سلامًا وبهجة وفرحًا كطعام حقيقي للنفس، خلاله يتخلص المراهق من كل شعور بالنقص أو بالعزلة loneliness، إذ يجد أن الخالق نفسه يهتم به شخصيًا، يرفعه إلى البنّوة، ويهبه ثقة بالنفس وتقديرًا للحياة الإنسانية. غني عن البيان ما للروحانية المتفتحة الحكيمة من أثر فعّال على نضوج الفكر، حيث تدفعه نحو البحث عن المعرفة السماوية والزمنية بروح التواضع،خلالها أيضًا يتذوق أبناؤنا الحياة الأسرية في جو من عذوبة الحب الخفي فيرفع نظرتهم الداخلية نحو الزواج والأسرة والجنس، ليجدوا شعبهم الداخلي في البيت المسيحي المتفتح بالحب، فلا يلجئون إلى الانحراف كوسيلة للهروب أو لنوال لذة منحرفة وإشباع عواطفهم بطرق ملتوية. خلال سنوات الخدمة القليلة التي عشتها لم أجد إنسانًا استمر في انحرافه مادامت أسرته مملوءة ببهجة الروحانية الحقة وليست بشكليات العبادة أو الخدمة بلا روح. أخيرًا أقول ما أحوجنا جميعًا، خاصة بالنسبة للمراهقين، أن نتقبل الحياة الروحية الملتهبة حبًا، القادرة على تقديم نمو وتوازن في كل جوانب شخصياتنا. |
|