رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسعار الأقمشة والترزية تتطيح بأحلام المصريين في شتاء دافئ زحمة وضجيج وأصوات صاخبة متداخلة، وشوارع شبيهة بالمتاهات، ويرتكن بأحد الزوايا شارع ضيق لا يسع إلا مرور شخص واحد فقط، يصطف على جانبيه العديد من المحال صغيرة المساحة المكتظة بأنواع كثيرة ومتنوعة من الأقمشة تلك هي منطقة التربيعة بالأزهر. ومع ارتفاع الأسعار المستمر والمتزايدة للملابس اتجه الكثير من المواطنين لشراء الأقمشة والتفصيل كبديل مناسب لمواجهة تلك الأزمة، بجانب رغبة الكثير في الحصول على الموديل الذي يفتقده في الأسواق بعد التغير الملحوظ في الذوق العام للملابس المعروضة. وأجمع تجار الأقمشة في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن أسعار القماش طالتها الزيادة مثل باقي السلع، مؤكدين أن من يلجئوا للتفصيل يعانوا أيضًا من غلاء الأقمشة بشكل كبير. فيما قال طارق إسماعيل صاحب أحد المحال بمنطقة التربيعة، إن أسعار الملابس باهظة، والزبائن تعاني من تلك الأسعار خاصة ممن اعتاد التفصيل بشكل دائم، متابعًا:" أن الأقمشة أيضًا ارتفع سعرها بشكل كبير جدًا. وأوضح إسماعيل، أن أسعار القماش الشتوي لهذا العام غالية، مشيرًا أن الناس لا تصدق ذلك الارتفاع في الأسعار، مؤكدًا أنهم كتجار يحاولون ألا يرفعوا السعر على الزبائن لأنهم يقدرون الحالة المعيشية للمصريين. وعرض تاجر القماش بالتربيعة أسعار الأقمشة بالمتر الأكثر طلبًا لديه، القماش القطيفة يتراوح سعر المتر من 40 لـ 45 جنيهًا، وهناك خامة أخرى تصل لـ 60 جنيهًا، بجانب قماش الجوخ الشتوي يصل لـ70 جنيهًا، أما عن أسعار السوريهات تبدأ من 200 جنيه وهناك بـ 500 و700 على حسب الذوق والخامة. فيما أضاف عم محمد صاحب محل بنفس المنطقة، أن الزبائن "تفاصل" في السعر كثيرًا لتحاول أن تحصل على سعر أرخص من المعروض، مؤكدًا أنه لم يرفع السعر على الزبائن لأن الأسعار غالية من البداية قائلًا:" مفيش زبونة بتدخل عندي غير لما تفاصل وتتعبني وأنا مش بزود على الزبون حاجة لأني مقدر الحالة اللي الناس فيها، ده في ناس مش معاها تشتري حاجة أصلًا، وأنا واحد من الناس اللي بعاني من الأسعار فعلى أد ما أقدر بتفق مع الزبون على السعر اللي مش يخسرني ومش يكون غالي عليه". أما عن نسبة الإقبال قال محمد، إن إقبال الزبائن جيد لأن هناك من اعتاد التفصيل، لافتًا أن هناك الكثير من المواطنين يفضلون التفصيل لأنه أرخص من الملابس الجاهزة ولكن بعد ارتفاع الأسعار أصبح الزبائن تتجه لأقمشة بعينها دون غيرها، مشددًا أن هناك من تغير تفكيره وأصبح يبحث عن بديل آخر لشراء ملابس بسعر أرخص. أما بمنطقة "وكالة البلح" تلك المنطقة المزدحمة والمعروفة ببيع الأقمشة والملابس الجديد منها والمستعمل في آن واحد، أكد أستاذ حليم، صاحب أحد أكبر محال الأقمشة هناك، أن الأسعار ونوعية الزبائن اختلفت منذ سنة خاصة بعد تعويم الجنيه. واستكمل أن الأسعار ارتفعت بنسبة تتراوح من 40 لـ50 % عن العام الماضي، مما أثر على إقبال الزبائن ورغبتهم في الشراء قائلًا: "الناس كانت قبل التعويم يعني من سنة تقريبًا نسبة شرائها أكثر، أما دلوقتي مع ارتفاع السعر للضعف بقى الطقم الشتوي دلوقتي ممكن يوصل لـ1000 جنيه يعني مفيش توفير، والإقبال بقى قليل، البضاعة كتير والشراء قليل". فيما عرض بعض أسعار الأقمشة الشتوية المتوفرة بالسوق، "صوف استرتش بـ90 جنيه السادة والمشجر، ومتر القطيفة الاسترتش بـ90 جنيهًا أيضًا، أما سعر متر الصوف الجوخ يصل لـ100 جنيه، والصوف المبرد الاسترتش بـ95 جنيهًا، والروزالين بـ80 جنيهًا، والكابوتونيه بـ85 جنيهًا، وصوف المحلة بـ50 جنيهًا، أما عن السوريهات فكان العام الماضي بـ70 جنيهًا ليكون سعره يتراوح ما بين الـ140 والـ150 جنيهًا". واستطرد تاجر القماش بوكالة البلح، أن أغلب القماش مستورد عدا قماش صوف المحلة مصري الصنع. كما أكد عدد من المواطنين أن الأسعار في زيادة تجعلهم في حيرة دائمة، وأوضحوا أن شراء القماش أصبح عبئًا كبيرًا بعد ارتفاع الأسعار، بجانب أجرة الترزي، فضلًا عن شراء الأقمشة أمر ليس سهلًا لأنه يحتاج شخص يفهم في أنواعه المختلفة ويستطيع التعامل مع التجار الذين يرفعون السعر كثيرًا مما يجعلهم "يفاصلون" بشكل كبير للحصول على السعر المناسب. قالت "آيه عمرو"، لجأت للتفصيل مؤخرًا منذ سنتين تقريبًا بعد ارتفاع الأسعار المبالغ فيه للملابس الجاهزة، موضحة أن الملابس الشتوية للأغنياء فقط بعد أن تعدى الجاكت الشتوي ذو الخامة والجودة الجيدة الـ 600 جنيه. وأكدت عمرو أن أسعار القماش أيضا غالية، قائلة:" كله بقى غالي ومقدرش استرخص في القماش، وبفاصل مع التاجر علشان عارفة أنه بيغلي عليا وعامل حساب أن الناس بتفاصل كتير، ولسة كمان أجرة الخياطة، يعني حتى التفصيل بقى مش بيوفر بالعكس أوقات بيكون تعب على الفاضي"، لافتًا أنها تتجه لتفصيل كل ما هو متاح، عدا بعض الأشياء التي تفضل شرائها كالجواكت مؤكدة أنها لن تلجأ إليها وستجد لها بديل. فيما قالت مدام آمال سيدة خمسينية، إنها تفصل منذ زمن بعيد، وكانت تشترى لبناتها جاهز، لرفضهم التفصيل أما بعد غلاء الأسعار وانتشار صفحات الفيس بوك المخصصة للفاشون والملابس أصبحوا يلجأون للتفصيل بشكل كبير ليحصلوا على الموديلات التي يريدونها بأسعار مناسبة. ولكنها بنبرة مليئة بالاستنكار قالت: "صحيح بحب التفصيل بس دلوقتي علشان أفصل حاجة بلاقي نفسي مش بوفر حاجة علشان سعر القماش والترزي، الواحد بقى في حيرة، بقينا مش بنشتري زي الأول يادوب لو عرفت أجيب للبنات حاجة واحدة جديدة، وبندور على الترزي الشاطر ومش غالي في نفس الوقت". وأضافت أسماء محمد، فتاة عشرينية أنها تفصل دائمًا كبديل لشراء الملابس خاصة بعد سوء الملابس المعروضة شكلًا وتفصيلًا، قائلة: "مش بلاقي اللي عايزاه في المحلات بعد ما بقوا بيعرضوا أي حاجة وكلها مش مناسبة وموضة وحشة ومقطعة، والتفصيل مش رخيص بردو، بس أوقات بيوفر، والمهم في الشراء أنك تكوني فاهمة في القماش، وفي التفصيل أهم حاجة الترزي أو الخياطة اللي على أساسه بيطلع الهدوم حلوة ومظبوطة، وكمان بتفرق في الفلوس من ترزي والتاني وده بردو بيأثر في السعر". وشددت محمد أن هناك ترزي أو خياطة تكون أجرة يدها باهظة الثمن ولكن شغلها مضمون ويفوق جودة الجاهز، وهناك من هم غالين في السعر وشغلهم سيئ، "وده حظك بقى لازم تختاري كويس، ولو أول مرة يبقى جربي في قماش ميكنش غالي علشان مش بيوظ وتزعلي عليه" هكذا نصحت أسماء محمد الفتيات اللاتي يفصلن لأول مرة. كما قالت "مدام منال"، ربة منزل ولديها بنتان، إن الأسعار حجمت ما يشتريه الناس، وذكرت مثال، بالجواكت الجلد والجوخ التي أكدت أنها باتت للطبقات العليا فقط، إلا لو اشترت أقل جودة، مؤكدة أنها تنتظر الأوكازيون لشراء الملابس بأسعار أقل وتتركها للعام القادم. هذا الخبر منقول من : الوفد |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التسبيح يُساعدك أن تتّحد بالرب |
أنا عايز حضن دافئ و لا أنا محتاج حضن دافئ |
أسعار دخول المصريين للأماكن السياحية |
صباح شتاء دافئ |
البنوك الخاصة تفاجىء المصريين برفع أسعار الفائدة |