منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 04 - 2024, 03:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,157

وُضعتْ يدُ الجماعة على بولس وبرنابا




هبة بوضع اليد

ذاك هو دور الرسول الذي رأى أنَّ حياته وصلت إلى نهايتها. فما هو الإرث الذي يتركه لتلميذه؟ لا الإرث المادّيّ من مال ومتاع. فالرسول ما كان يملك أكثر من معلِّمه الربِّ يسوع الذي ما امتلك حجرًا يضع عليه رأسه (لو 9: 58). لا إرث البناء الذي »يخلِّد« الإنسان كما يقولون، مع أنَّ المزمور يهزأ بالذين »سمُّوا البلدان بأسمائهم« (مز 49: 12). فبولس ترك لتيموتاوس الإرث الروحيّ من أجل القيام برسالته.

أوَّل ما نال تيموتاوس، الهبة، الموهبة، كريسما. تحدَّثت 1 تم 4: 14 عن هبة النعمة. هو كلام واحد. فالموهبة هي نعمة، والنعمة هي موهبة. في الرسائل الكبرى، تحدَّث الرسول عن المواهب المتنوِّعة، والتي يمنحها الروح الواحد من أجل بناء الجماعة، لا من أجل الافتخار وكأنَّ هذه الهبة نابعة من قلبنا. موهبة الحكمة، موهبة النبوءة، موهبة الشفاء... (1 كو 12: 8-10). أمّا هنا، فالهبة هي موهبة الرعاية. يعرف الأسقف الذي يُشرف على الجماعة، أن يتدبَّر بيته، وبالتالي يتدبَّر بيت الله وكنيسته. ويهتمُّ بالشمامسة، ولا يتسرَّع في وضع يده عليهم. يهتمُّ بالأرامل: الصبايا يتزوَّجن. ومن لهنَّ معيل يعيلهنَّ. أمّا الأرامل اللواتي هنَّ حقٌّا أرامل، فالكنيسة تهتمُّ بهنَّ دون أن تحتمل العبء الثقيل.

والرعاية تقوم بالتعليم كما تقوم بمحاربة الآراء الضالَّة ومجابهة أولئك الذين يزرعون الفتن في قلب الجماعات. الراعي هو جنديّ لا يهمُّه إلاَّ أمرُ قائده لكي ينال الغلبة. فإن انشغل بأمور أخرى، لا ينال الإكليل المعدَّ له. والجنديُّ فلاّح يزرع لكي ينال حصَّته من الغلَّة. ومرَّات عديدة هو يحصد ما زرعه غيره (يو 4: 37-38). وفي أيِّ حال يكون أجرُه موافقًا لعمله. إن غرسَ نال أجرَ الغرس، وإن سقى نال أجر السقاية. وفي النهاية الله هو الذي يُنمي (1 كو 2: 6).

لا تحدِّثُنا الرسائلُ البولسيَّة الأولى عن أصل هذه الموهبة. أمّا في 2 تم فالأمر واضح: بوضع اليد. وضعَ الرسول يده على رأس تيموتاوس، فنال هذا الأخيرُ النعمةَ ودخل في مصافِّ الرسل والتلاميذ، في مصافِّ الأساقفة والقسوس والشمامسة.

هنا نتذكَّر ما تعنيه اليد. إنَّها تدلُّ على النشاط، على القوَّة، على السلطان. كما تدلُّ على العطاء. ويقول تقليد المعلِّمين: اليد اليسرى ترتبط بالعدالة، واليد اليمنى بالرحمة. هذا ما يقابل »شكينة« أو الحضور الإلهيّ مع اليد القاسية واليد الغافرة. وقالت القباليَّة (= التقليد السابق، الذي هو من قبل): اليدُ اليمنى هي اليد المباركة. والرمز إلى السلطة الكهنوتيَّة على ما يقول سفر العدد (6: 23-26): »بمثل هذا تباركون بني إسرائيل وتقولون لهم:

24 يبارككم الربُّ ويحفظكم

25 يضيء الربُّ بوجهه نحوكم ويرحمكم

26 يرفع الربُّ وجهه نحوكم ويمنحكم السلام.«

أمّا اليد اليسرى فترمز إلى العدالة وإلى السلطة الملكيَّة. فمنذ بداية الملكيَّة نقرأ في نشيد حنّة أمِّ صموئيل (1 صم 2: 10):

خصوم الربِّ ينكسرون

حين يُرعد عليهم من السماء.

الربُّ يدين أقاصي الأرض.

يختار ملِكه ويمسحه

ويمنحه النصرَ والعزَّ.

بل إنَّ الشعبَ طلب ملكًا يكونُ بحسب ما هم يريدون. قالوا لصموئيل:

»أعطنا ملكًا يَقضي بيننا كما هي الحال في جميع الأمم« (1 صم 8: 5).

وأعادوا الكرَّة: »يملك علينا ملكٌ، ونكون نحن أيضًا كسائر الشعوب، فيقضي بيننا ويكون قائدَنا ويحاربُ حروبنا« (آ19-20). بهذه الروحانيَّة كُتب المزمور الثاني:

8 أُطلبْ فأعطيك ميراثَ الأمم،

وأقاصي الأرضِ ملكًا لك.

9 ترعاهم بعصًا (صولجان) من حديد (لا قضيب الراعي)

وكإناءِ خزّافٍ تحطِّمهم.

ويحدِّثنا الكتاب عن يد الله. هي تدلُّ على ملء السلطان عنده، وعلى ما يمكن أن تفعل فتنجز. فيد الله تخلق، وتحمي إذا نحن فتحنا لها قلوبَنا. هنا نقرأ عبارة تتكرَّر في مسيرة الخروج من مصر »بقوَّة عظيمة ويد قديرة« (خر 32: 11). هذه اليد كانت مع إيليّا »الذي شدَّ وسطه بزنّار« (1 مل 18: 46) وانطلق.

وإن نحن عارضنا تلك اليد كان لنا الدمار والخراب. هذان الموقفان نقرأهما في بداية سفر إرميا: تقلع، تهدم، تهلك. ثمَّ: تبني، تغرس (إر 1: 10). ويقول إشعيا: »أمسكني الربُّ بيده« (إش 8: 11). وقال له: »لا تخف ولا تفزع«. أمّا على »الآخرين«، فالربُّ »بقيت يده مرفوعة« (إش 9: 17). ولم يرتدَّ غضبُه.

* * *

وماذا عن وضع اليد؟ هي حركة لا تُذكَر مرارًا في العهد القديم. فهي كبركة تَرِد مرَّة واحدة حين يبارك يعقوب ابنَيْ يوسف، منسّى وأفرائيم (تك 48: 1ي). أمّا ينبوع هذه البركة فمن عند الله. »قال يعقوب ليوسف: الله القدير ظهر لي في لوز، في أرض كنعان، وباركني وقال لي: »سأنمِّيك وأكثِّرك...« (آ3-4). وقرَّبَ يوسف ولديه من أبيه يعقوب، فقال يعقوب:

15 الله الذي سلك أمامه أبواي إبراهيم وإسحق

الله الذي رعاني طول حياتي إلى اليوم،

16 الله الذي نجّاني من كلِّ سوء

يبارك هذين الصبيَّين.

ونعرف أنَّ داود بارك الشعب بعد أن أدخل تابوت العهد إلى أورشليم، على ما يقول سفرُ صموئيل الثاني: »بارك الشعب باسم الربِّ القدير« (2 صم 6: 18). وهو فعلَ ما فعلَ، لأنَّ الملِكَ في العصور القديمة كان الكاهن الأعظم، ولهذا قيل في داود هنا: »قدَّم داود محرقات أمام الربِّ وذبائح سلامة« (آ17). وفعل سليمانُ مثل والده، بعد أن أنهى بناء الهيكل وجاء وقتُ تدشينه.

»وقف وبارك الحاضرين بصوتٍ عالٍ فقال: »تبارك الربُّ الذي وهب الراحة لشعبه... ليكن الربُّ إلهنا معنا كما كان مع آبائنا« (1 مل 8: 55-57). قبل المنفى، الملك هو الكاهن. ولهذا قرَّب سليمان »ذبائح سلامة للربّ« (آ62) بعد أن أعطى البركة وصرف الناس، »فعادوا إلى بيوتهم فرحين« (آ66). أمّا بعد المنفى، فالكهنة هم الذين يُعطون البركة: »قوموا، باركوا الربَّ إلهكم من الآن وإلى الأبد. ونادوا: تبارك اسمك المجيد الذي هو فوق كلِّ بركة وتسبيح« (نح 9: 5).

ووضعُ اليد يردُ مرارًا في ارتباط مع الذبائح. أمر »موسى« هارون فقال له: »وتقدِّم العجلَ أمام خيمة الاجتماع، فيضع هارون وبنوه أيديهم على رأسه« (خر 29: 10). ويذكر سفر اللاويّين ما يفعله مقدِّمُ الذبيحة: »يضع يده على رأس المحرقة فيَقبلها الربُّ منه« (لا 1: 4). هي علامة الاتِّحاد مع الذبيحة، وكأنَّ المؤمن يقدِّم نفسه للربّ مع ذبيحته. وتُوضَع اليد خصوصًا في يوم الكفّارة (يوم كيبور)، على تيس المحرقة (لا 16: 21). ويُحمَّل آثام الشعب ويُرسَل إلى البرِّيَّة.

وفي الحالة الثالثة، بعد يد البركة واليد على الذبيحة، يعني وضعُ اليد امتلاك سلطة أو انتقال مهمَّة أو التماهي مع الآخر. هنا نكون في طقس الرسامة من أجل القيام بخدمة أو بمهمَّة. يخبرنا سفرُ العدد كيف أقيم يشوع خلفًا لموسى: »قال الربُّ لموسى: خذْ يشوع بن نون، فهو رجلٌ فيه روحُ الربّ، وضع يدك عليه. وأقمه بمحضر من ألعازار الكاهن والجماعة كلِّها خلفًا لك« (عد 27: 18-19).

من هنا كان الانطلاق في العهد الجديد. نبدأ فنذكر ما قال سفر الأعمال في مناسبتين. الأولى، اختيار مساعدين للرسل أو بالأحرى »خدّامًا« من أجل المسيحيّين المتكلِّمين اليونانيَّة. بعد الاختيار، يروي القدّيس لوقا: »أحضروهم أمام الرسل، فصلُّوا ووضعوا عليهم الأيدي«. وهكذا نالوا سلطانًا جديدًا. كُرِّسوا في الأساس لخدمة الموائد، ولكنَّهم انطلقوا يحملون الإنجيل شأنَهم شأن الرسل، في أورشليم مع إسطفانس أو في أرض السامرة مع فيلبُّس. من الرسل إلى من دُعوا »شمامسة« أو »خدامًا«، انتقلت سلطة سوف يمارسها هؤلاء السبعة.

والحدث الثاني حصل في أنطاكية، في خطِّ ما حصل في أورشليم. وُجد »أنبياء ومعلِّمون« (أع 13: 1). أوَّلهم برنابا وآخرهم شاول الذي سيكون بولس. سمعت الكنيسةُ الروح القدس يقول: »خصِّصوا لي برنابا وشاول لعمل دعوتُهما إليه« (آ2). ماذا حصل بعد الصوم والصلاة؟ »وضعوا أيديهم عليهما وصرفوهما« (آ3). وهكذا انتقل إلى هذين »الرسولين« موهبة خاصَّة، فائقة الطبيعة، وتسلَّما وظيفة سوف يقومان بها. وفي العودة، يقدِّمان التقرير عمّا فعلا. قال أيضًا سفر الأعمال: »فلمّا وصلا إلى أنطاكية جمعا الكنيسة وأخبرا بكلِّ ما أجرى الله على أيديهما« (أع 14: 27).

ولا نجد »وضع اليد« إلاَّ في ثلاثة مقاطع من الرسائل البولسيَّة. الأوَّل نقرأه في 1 تم 4: 14: »لا تهمل الهبة التي فيك، فهي هبة نلتَها بالنبوءة حين وضع جماعةُ الشيوخ أيديهم عليك.« هنا تترافق النبوءة مع ما فعله مجلس شيوخ الكنيسة أو الكهنة (أو: الأساقفة). فالنبوءة التي تحرِّك أحدَ الحاضرين في الكنيسة تكشف موهبة الله وتبرز حقيقتها، بحسب مقال الكتاب: »وما من أحد يتولَّى بنفسه مقام رئيس كهنة، إلاَّ إذا دعاه الله كما دعا هارون.« (عب 5: 4). أمّا وضع الأيدي فهو فعلة ليتورجيَّة تدلُّ على تقبُّل هذه الموهبة الخدميَّة في الكنيسة.

ويترافق مع هذا المقطع 2 تم 1: 6: »لذلك أنبِّهك أن تضرم الهبة التي جعلها الله لك بوضع يدي.« ما فعلت الجماعة لبولس حين أرسلته مع برنابا في مهمَّة كنسيَّة، كذلك فعل بولس بالنسبة إلى تيموتاوس. وهذه المهمَّة ليست موقَّتة، على ما تقول أيضًا الرسالة إلى العبرانيّين: »أنت كاهنٌ إلى الأبد على رتبة ملكيصادق« (عب 7: 17). وما حصل لتيموتاوس حين وُضعت عليه اليد، كذلك يحصل للذين يضع عليهم يده (1 تم 5: 22). هي سلطة بيد تيموتاوس تنتقل إلى الذين بعده. لا شكَّ في هذه السلطة، ولكن ما يُقال هنا هو تنبيه على الفطنة: »لا تستعجل في وضع يدك على أحد.«

وُضعتْ يدُ الجماعة على بولس وبرنابا، فما قاما فقط برسالة محدَّدة، بل هي مسيرة امتدَّت ربَّما سنتين. وكذا نقول عن تيموتاوس. هو لم ينَل الرسامة الكهنوتيَّة (أو: الأسقفيَّة) لوقت محدَّد. فقد قيل له بعد زمان طويل، وبعد أن خبَتْ بعض الشيء »النار« التي نالها حين تسلَّم كنيسة »أفسس« كما يقول التقليد: عليه أن »يُضرم الهبة«. هي موجودة. وهي ترافقه. أجل، موهبة الروح مستمرَّة في تيموتاوس وبالتالي الرسالة. الله هو الذي يعطيها. من هنا صيغة المجهول في الأصل εδοθη (أعطيت). وهي تُعطى بوساطة مجلس الكهنة والأساقفة. من هنا عبارة »مع«μετα حيث النبوءة أو كلمة الله تترافق مع وضع الأيدي
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من صور الاحتواء من خلال الشخصيات مثل بولس الطرسوسي وبرنابا
بولس وبرنابا وصلوا إلى أنطاكية بيسيدية
بولس وبرنابا اتجهوا إلى برجة بمفيليا
رحلات تبشيير بولس وبرنابا
خط سير رحلات مرقس مع بولس وبرنابا


الساعة الآن 10:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024