يروي لنا أحد الآباء من داخل البلاد الشيوعية كيف أن كثيراً من المسيحيين لا يملكون الكتاب المقدس لأنه ممنوع طباعته هناك.
وكيف أنهم يبحثون ويتوسلون من أجل صفحة واحدة منه لكي يتغذوا بها، مستعدين أن يشتروا أي نسخة مقابل بقرة (في هذه البلاد يكثر المزاعرون وتعتبر الحيوانات أغلى شيء عندهم لأنها رأس مالهم) ، أو أى شىء ثمين آخر، لدرجة أن أحد الرجال استبدال خاتم زواجه الذهبي بنسخة قديمة مفككة من العهد الجديد، ويروي لنا ذلك الأب هذه القصة المؤثرة التي حدثت معه:
زارني في أحد الأيام رجلان فقيران من إحدى القرى. كانا قد أتيا إلى المدينة لكي يعملا بأي عمل ، لكي يدخرا بعض المال أملا ً منهما أن يقتنيا كتابا ًُ باليا ً، ليحملانه معهما إلى قريتهما.وحدث أنني كنت قد حصلت على كمية من الكتب المقدسة من الغرب، فقدمتُ لهما كتابا ً جديدا ً. ولكنهما لم يصدقا عينيهما ! وحاولا أن يدفعا لي ثمنه مما إدخراه من المال، لكنني رفضت ذلك. فعادا بسرعة إلى قريتهما برفقة الكتاب.
وبعد أيام قليلة إستلمت رسالة شكر تخللتها عاطفة شديدة وملؤها فرح لا يوصف، والعجيب أن الرسالة كانت مُوقعة من قبل ثلاثين شخصا ً في القرية ! كانوا قد قسموا الكتاب بعناية تامة إلى ثلاثين قسما ً إستبدلوها فيما بينهم لقراءتها !
الكتاب المقدس كنز ثمين في بيوتنا ، نشكر الله لأنه لا يكاد الآن يخلو منه بيت مسيحي في كل العالم . فهل نحن نشعر بأهمية هذا الكنز ونشكر الله ونرتوي و نشبع منه كل يوم .