ماذا نتعلم من الله؟

[tito227]

ماذا نتعلم من الله؟

الاربعاء 09 يوليو 2014
القمص يوسف حنا كاهن كنيسة الشهيد العظيم أبى سيفين بالمهندسين

1- الله محبة..

فهو الحب والمحبة.. إذ "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به".. فالمحبة والبذل والعطاء هى من صفات الله، أما الأنانية وإنكار وجود الله فهو الجحود، لذا قال الجاهل فى قلبه: "ليس إلهاً". الله من محبته يحب الجميع فالكل خليقته حتى الحشرات. نعم، نحن البشر.. نحب ونكره لأن محبتنا محدودة..

أما الله فهو يحب الجميع من خلائقه.. فهو يشرق على الأبرار والأشرار ويمطر على الصالحين والطالحين.. ويرزق الكل حتى الميكروبات لأنه ضابط الكل.. فى قصة يونان هو يحب أهل نينوى، فأرسل لهم يونان، ويحب يونان فأرسل له الريح والحوت واليقطينة، بل أيضاً والدودة التى أفسدت اليقطينة..
2- علينا أن نتعلم من الله العطاء، فمن يأخذ فهو يحب نفسه، ومن يعطى فهو يحب الله ويحب الآخر، هناك من يأخذ ليعطى فهذا مقبول.. ولكن من يأخذ ويكنز لنفسه فهذا غبى مرفوض من الله، فالطفل يولد عرياناً ويأخذ من أمه الحنان والعطف، فإلى متى سيظل يأخذ؟.. ثم على الوالدين أن يعلموا أولادهم العطاء، فالعطاء فضيلة وبركة ولكن ماذا أعطى؟ قمة العطاء هو من الأعواز، فالمرأة الفقيرة من أعوازها أعطت فامتدحها الرب فكنت جوعان أطمعتمونى من أكلكم، سقيتمونى من شرابكم، محبوسا فأتيتم إلىَّ وتعبتم أنتم لتريحونى أو تزورونى..
عزيزى القارئ.. العذارى الحكيمات متعلمات من الله. العذارى الحكيمات هم أولاد الله وأولاد يعقوب يسعون للروحيات، أما العذارى الجاهلات هم بنات الناس "بنات عيسو" يسعون للجسديات "فها أنا ماضى إلى الموت، فلماذا لى بكورية"!!، ولما ضاعت منه إلى الأبد طلبها بدموع مُّرة لكن دموع بعد فوات الأوان.
عزيزى.. الدموع قبل فوات الأوان- قبل أن يغلق الباب- مقبول وتعتبر معمودية ثانية، يقول عنها السيد المسيح: "حولى عنى عيناكى، لأنهما قد غلبتانى" وتلك دموع التوبة، أما الدموع بعد فوات الأوان وبعدما يغلق الباب، فلا تستطيع أن تطفئ لهيب نيران عدل الله..


عزيزى المتعلم.. ماذا نتعلم فى العالم سوى شهوة الجسد شهوة العيون تعظم المعيشة، أما العلم الذى من الله فهو المُشبع، لذلك قالها أحد الفلاسفة المؤمنين "معك يا الله لا أريد شيئاً"، أما السيد المسيح فقال للسامرية: "كل من يشرب من ماء هذا العالم يعطش، أما من يشرب من الماء الذى أنا أعطيه، فيخرج من بطنه أنهار ماء حى".