رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العلاقات الأسرية إذ نتحدث مع المراهقين عن قدسية الجنس وجب علينا الإشارة إلى مفهوم الحياة الزوجية وما تشمله من علاقات متبادلة بين الزوجين على مستوى الجسد والفكر والروح. فبالنسبة للعلاقات الجسدية (الجنسية) يختلف الإنسان عن الحيوانات جميعها بكونه الكائن الوحيد الذي يعرف الحياة الزوجية وقدسيتها. الحيوانات -خاصة الدنيئة- تمارس العلاقات الجنسية كعمل غريزي يحكمه الطبيعي، ففي فصل معين من السنة أو أكثر يحدث في الحيوان تغيُّر بيولوجي خلاله يلتقي الجنسان معًا، حيث تستجيب الأنثى للذكر تلقائيًا دون حاجة إلى تفكير. أما بالنسبة للإنسان فلا تتم العلاقات طبيعيًا إنما خلال علاقات الحب والعاطفة، تحكمها مفاهيم الزوجين الروحية والثقافية والاجتماعية. الجنس بالنسبة للزوجين أعمق من أن يكون مجرد تلاقٍ لجسدين، هو حب وككل حب هو مرآة للحب الإلهي، إن فُسّر بتعبيرات اللذة والشهوة فسد كيانه. في الحياة الزوجية لا تتم العلاقة في أوقات معينة من السنة غريزيًا، إنما يشتاق الزوج لزوجته خلال الفكر والعاطفة وتستجيب الزوجة ليس تلقائيًا إنما خلال دلالات الحب والعاطفة. لا تحتاج الحيوانات إلى أسرة تمارس علاقات المحبة المتبادلة، لذا يُلد الحيوان خلال علاقة جسدية غريزية، نراه في دقائق من ولادته وربما في ثوانٍ قام يمشي وبدأ يرضع دون أن يُعلمّه أحد،أما بالنسبة للإنسان فيبقى الرضيع قرابة عالم وربما أكثر ليتعلم المشي، فهو يحتاج إلى تعلم كل شيء، خلاله يتذوق اهتمام الأسرة وحبها فتنمو شخصيته سوية (1). الطفل يولد ثمرة علاقة حب وعاطفة ويبقى محتاجًا للحب حتى ينضج ويصل إلى البلوغ، بل أقول يبقى كل حياته متعطشًا إلى الحب. |
|