عندما تكلم الرب يسوع لم يتكلم إنسان مثله، فقد كانت كلماته بالنعمة والرحمة للإنسان. فلم نسمعه يطلب ما هو لنفسه، بل ما هو لآخرين. كان يطلب الهالكين ليخلِّصهم. والمُتعَبين ليريحهم. لذا أردنا أن نقف، عزيزي القارئ، في هذه السلسلة التي نبدأها معك في عددنا هذا، عند كلمتين اثنتين فقط نطق بهما الرب يسوع كثيرًا، وهما «أنا هو». خمسة أحرف في لغتنا العربية، لكنهم يحملون الكثير من الحقائق والبركات الثمينة لنفوسنا.
«أنا»: نري أولا أنه عندما يقول الرب يسوع “أنا” لا يشير ورائها إلى عظمة أو مركز أو مجد خاص به، رغم أنه يستحق. ولا يوحي بشيء يطلبه لنفسه أو شيء يريده لذاته كما يفعل الناس. بل وراء كل “أنا” كان يقولها نقرأ عن محبة وعطاء وبذل لخير وفائدة الآخرين.. أنا أعطي.. أنا آتي.. أنا أريحكم.