ما هو السر وراء هذه النظرة التشاؤمية؟
كثيرون منا لا يرون إلا نصف الحقيقة، وهي أن الرب ترك الأشرار على راحتهم وها هم أغنياء، وكما وصفهم آساف بالقول: «لَيْسُوا فِي تَعَبِ النَّاسِ وَمَعَ الْبَشَرِ لاَ يُصَابُونَ» (مزمور٧٣: ٥). والواقع أن هذه ليست الحقيقة. فآساف اكتشف أنه مخطئ وحكمه خاطئ على الأمور، والسبب أنه كان بعيدًا عن محضر الله والشركة معه، وما أن دخل هناك حتى اكتشف الأمور على حقيقتها. فقال آساف معترِفًا: «حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ... كَيْفَ صَارُوا لِلْخَرَابِ بَغْتَةً!»، بل وأقر بأنه لا يفهم ولا يعرف قائلاً: «وَأَنَا بَلِيدٌ وَلاَ أَعْرِفُ. صِرْتُ كَبَهِيمٍ عِنْدَك» (مزمور٧٣: ١٧-٢٢).
فكلما كنا قريبين من الرب وكلمته، كلما زاد اقتناعنا بصلاح الله وحكمته؛ فهو يعرف ماذا ولماذا يفعل أو لا يفعل. كما قال أيوب يومًا: «الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا» (أيوب١: ٢١). وكما قال أيضًا داود: «الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ» (مزمور١٤٥: ١٧).