رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
”الإفراز“، بصفة عامة، يتضمَّن معرفة الطريقة المُثلَى للتصرُّف في أي ظرف خاص قد يتطلَّب التصرُّف بأسلوب يخالف ما هو متوقع. فالقديس يوحنا القصير ارتأى أنه من الأصوب أن يسمح لنفسه أن يخدمه شيخٌ، فيما كان جميع الحاضرين يتوقَّعون منه، باعتباره الأصغر، أن يرفض ذلك[4] ومن الواضح أن تصرُّفه هذا يُنسب إلى إفرازه. وهناك حالة أخرى أكثر تعقيداً، بخصوص أنبا بيمن الذي مضى مع بعض الشيوخ إلى منزل أحد أحباء المسيح، وقدَّم لهم لحماً ليأكلوا، فرفض هو أن يأكل: [فتعجَّب الشيوخ كيف أنه لم يأكل؛ لأنهم كانوا يعرفون إفرازه. ولما قاموا بعد الأكل قالوا له: ”أنت بيمن، ومع ذلك تتصرَّف هكذا؟“ فأجابهم الشيخ قائلاً: ”اغفروا لي، يا آبائي، أنتم أكلتم، ولن يستغرب أحد من ذلك؛ ولكن، لو أنني أكلت، فبما أن كثيرين من الإخوة يأتون إليَّ، فإنهم قد يتأذون ويقولون: إذا كان بيمن قد أكل لحماً، لماذا لا نأكل نحن أيضاً؟“ فتعجَّب الشيوخ من قوَّة إفرازه.] (بيمن 170) هنا كان الشيوخ يتوقَّعون أنه من البديهي أن يأكل أنبا بيمن من اللحم المقدَّم له لكي يتجنَّب التظاهر بنسكه أو لكي لا يبدو كما لو كان يذمّ تدبير مضيفه. ولكن إجابة أنبا بيمن أظهرت المرونة التي ينبغي أن يقتنيها الأب في الاستجابة للظروف المختلفة، إذا كان يريد أن يكون تعليمه فعَّالاً. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا القصير |
القديس يوحنا القصير |
القديس يوحنا القصير |
القديس يوحنا القصير |
القديس يوحنا القصير |