رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لابس الكتان: وسط هؤلاء المؤدبين من يلبس ثيابًا كهنوتية: "رجل لابس الكتان وعلى جانبه دواة كاتب" [2]. قديمًا قليلون هم الذين كانوا يعرفون الكتابة، فكان الكاتب غالبًا ما يلازم الأشخاص المهمين الذين يقومون بإرسالية معينة كأمين سر لهم. كانت الدواة عبارة عن قرن حيوان مملوء حبرًا يتكون من سُخام المصابيح (السَّناج) ممتزجًا بصمغ وماء، وكان الكاتب يضع الدواة بالحبر على جنبه. أما القلم المستخدم فهو من الخشب أو العظام. كان الكاتب دائمًا مستعدًا للكتابة. أنه بلا شك يمثل السيد المسيح الذي جاء لخلاصنا، هذا الذي أفاض من جنبه المطعون دمًا وماءً لتسجيل أسمائنا في سفر الحياة. حين صار حزقيال "آية لإسرائيل" قدمت له آثامهم شللا فصار نائمًا على جنبه بلا حركة، أما السيد المسيح فإذ أحنى رأسه ليحمل آثامنا ويدينها في جسده لم يكن ممكنًا للموت أن يمسك به ولا للخطيئة أن تتعلق به، فأفلض لنا من جنبه سر الحياة وخلاصًا أبديًا! لقد انفتح جنبه لكي ندخل إلى أحشاء محبته اللانهائية، فيرفعنا إلى حضن أبيه، مصالحًا إيانا معه بدمه الكريم. وكما يقول الرسول: "فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقًا كرسه لنا حديثًا حيًا بالحجاب أي جسده، وكاهن عظيم على بيت الله لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي" (عب 10: 19-22). دخل الرجال الستة "ووقفوا جانب مذبح النحاس" [2]، الذي يرمز إلى صليب ربنا يسوع المسيح الحامل الذبيحة، وفي ضوئها يُدان غير التائبين. خلال الذبيحة يتمتع التائبون بالمراحم اللانهائية، ويسقط الأشرار تحت دينونة أبدية. "ومجد إله إسرائيل صعد عن الكروب الذي كان عليه إلى عتبة البيت" [3]. لقد تحول عرش النعمة إلى عرش قضاء، لقد ديست النعمة الإلهية وأسيء إلى قداسة الله. |
|