منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 02 - 2014, 03:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

ابعد عن الخطوة الأولى

إن كنت تريد أن تتوب، فاحترس من الخطوة الأولى نحو الخطية. وفي غالبية الحالات لا تهجم عليك الخطية دفعة واحدة بكل قوتها، إنما تزحف إليك زحفا في مدة طويلة حتى تصل إليك بتدريج كثير.. فانظر من أين تأتيك الخطية، وارقب مراحلها.
ومراحل الخطية تبدأ غالبا باتصال، ثم انفعال، ثم اشتعال.
تتصل بك الخطية أولا عن طريق العثرات، أو التهاون، والمعاشرات الردية. فغن أعطيتها مجالًا، قد تؤثر عليك فتنفعل بها سواء أكان انفعالًا فكريًا أو عاطفيًا فإن تهاونت مع هذا الانفعال الداخلى، يشتد فيتحول إلى اشتعال. وفي هاتين المرحلتين تكون مؤثرات الخطية قد انتقلت من الخارج إلى الداخل. وهذا أخطر وقد يتطور الأمر إلى ما هو أشد.
يتطور الأمر إلى صراع داخلي، ربما ينتهي إلى تسليم فسقوط.
إنه صراع بين الضمير والخطية، أو بين الروح والمادة. والصراع يدل على أن الإنسان رافض للخطية، وأنه يقاوم. وهي مرحلة متعبة، ولكنها أفضل من التسليم والسقوط. ويكون الإنسان قد أوقع فيها نفسه بتهاونه في المراحل السابقة.
أنت لا تضمن هذا الصراع بينك وبين الخطية.

ابعد عن الخطوة الأولى
قد تنجح فيه بعد تعب. وقد تفشل فتلقى سلاحك، وتستسلم للعدو وتسقط. فالخطية من طبعها، إنها لا تستريح حتى تكمل..
وإن سقطت في الخطية، لا يترك كالعدو، بل يستمر في حربه، حتى تتكرر الخطية، وحتى تتحول إلى عادة عندك أو طبع فيك. وتصل إلى الوضع الذي لا تستطيع فيه أن تقاوم.. بل تخضع لكل ما يقترحه الشيطان عليك كعبد له وللخطية التي سيطرت عليك.
سبى العدو لك، وعبودية الخطية، يمثلها سبى بابل، حيث يقول المرتل "على أنهار بابل هناك جلسنا، فبكينا حين تذكرنا صهيون" (مز 136)، ويقول "كيف نسبح تسبحة الرب في أرض غريبة؟!" ولا يكتفي عدو الخير بأن يجعل فريسته عبدا للخطية، وإنما قد يتطور إلى وضع أبشع..
قد تتطور العبودية إلى مذلة العبودية.
أي الوضع الذي يشتهى فيه الإنسان الخطية ولا يجدها..! ويطلبها متوسلا بكل قواه. كمن يطلب شهوة المال أو شهوة المقتنيات، أو شهوة الجسد، فلا يجدها. أو كمن يطلب العظمة أو الكبرياء أو الانتقام أو التشفي، ويسعى بكل ورغبته لعله يجد..
وكأنه يتوسل إلى الشيطان، أن يمنحه الخطية..! وهذه مذلة، وقد يتمادى الشيطان، أو يتسول من الشيطان، أن يمنحه الخطية..! وهذه مذلة، وقد يتمادى الشيطان حتى يحتقر هذا الإنسان!
ففي أية مرحلة من هذه المراحل أنت كائن؟
ليتك تختصر الجهاد، وتبعد عن الخطوة الأولى.
فهذا أسهل لك وأريح، وأكثر ضمانا. كما أنه يدل على نقاوتك، وعدم قبولك للخطية. ويدل على عدم تفاوضك مع العدو تعاملك معه. وعن هذا شرح القديس دورثيئوس:
مثال الشتلة الصغيرة، والشجرة الضخمة.
فقال إنه من السهل جدًا أن تقتلع شجيرة صغيرة من الأرض. تمد يدك فتنزعها بسهولة. ولكن إن صبرت عليها حتى تصير شجرة ضخمة، يكون من الصعب عليك اقتلاعها.. وحتى إن نجحت، فهناك خطورة أخرى.
قد تنتصر على فكر شرير داخلك، بعد صراع مرير. ولكنه أثناء الصراع يكون قد نجس ذهنك وربما قلبك
وحتى إن طردته من عقلك الواعي، قد يبقى في ذاكرتك، وفي عقلك الباطن. وربما يعود إليك بعد حين، أو يظهر في أحلامك أو في ظنونك.. فلماذا كل هذا الشعب؟ الوضع السليم هو أن تتخلص منه من بادئ الأمر، قبل أن يستقر، وقبل أن يتسع نطاقه في محاولة تدمير روحياتك. حاول أن تنتصر من البدء، من مرحلة الاتصال.
بقدر إمكانك، حاول أن تبعد عن الاتصال بالخطية.
في ذلك يقول المزمور "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار. وفي طريق الخطاة لم يقف. وفي مجلس المستهزئين لم يجلس" (مز1). وقد لاحظ أحد القديسين لونًا من التطور فيما ذكره المزمور. سلوك، ثم وقوف، ثم جلوس. المرحلة الأولي هي السلوك أي المشي. أخطر منها الوقوف معهم. وأخطر منهما الجلوس أي الاستقرار. كما أن مرحلة المستهزئين الأخيرة هي أبشع من مرحلة الخطاة. إذ تعني خطاة مستهزين.
لذلك لا تسمح للخطية أن تتطور معك، أو أن تجعلك تتطور معها. ومن أول خطوة ابعد عنها. هذا عن كنت تريد أن تتوب، وإن كنت تريد أن تحفظ قلبك نقيًا. وعلى أية الحالات:
في أية مرحلة وجدت، لا تتطور إلى أسوأ..
لأن إرادتك قد تكون قوية في أول هذا القتال، في مرحلة الاتصال. فإذا انفعلت تكون إرادتك قد بدأت تستجيب للخطأ. وفي الاشتعال تكون قد ضعفت وفي الصراع تدخل في مرحلة حياة أو موت.فإن سقطت، تكون إرادتك قد انتهت. وتصبح إنسانا مسلوب الإرادة. فالتفت إلى نفسك، واحترس منذ الخطوة الأولى. واعلم هذا جيدا، أنه:
كلما يخطو الإنسان خطوة في طريق الخطية، تضعف إرادته.
ويميل إلى الخطية، ويكون قد أعطى الشيطان مكانًا، ووسع له داخل نفسه كلما يخطو خطوة أخرى نحو الخطية، تقل محبة الله في قلبه، ويكون سقوطه أمرًا متوقعا جدا.. لذلك يقول المزمور "يا بنت بابل الشقية..
طوبى لمن يمسك أطفالك، ويدفنهم عند الصخرة" (مز 136).
بنت بابل (أرض لسبى) هي الخطية. وأطفالها هم شهوات الخطية أو أفكارها منذ الأولى، قبل أن تكبر الخطية. طوبى لمن يمسكهم ويدفنهم (أي يتخلص منهم) عند الصخرة. وكما يقول الكتاب "والصخرة كانت المسيح" (1كو 10: 4). أي طوبى لمن يقاوم الخطية، من أول ولادتها في الفكر، ويستعين في القضاء عليها بقوة من المسيح نفسه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخطوة الأولى في الإيمان
الخطوة الأولى نحو سلامٍ دائم
هي الخطوة الأولى
خذ الخطوة الأولى نحوه ..
الخطوة الأولى إلى الخطية


الساعة الآن 07:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024