v إنه لمن الصواب قبل كل شيءٍ الهروب من التطلُّع إلى النساء، لأن الخطية ليست في اللمس فقط ولكن في النظر أيضًا، وعلينا أن نتدرَّب على تُّجنب ذلك. "لتنظر عيناك إلى قدامك وأجفانك إلى أمامك مستقيمًا" (أم 4: 25). من الممكن للذي يتطلَّع إلى النساء أن يبقى ثابتًا، لكنه يحتاج أن يحترس من السقوط. من الممكن لمن ينظر أن يسقط، لكن من المستحيل لمن لا ينظر أن يقع في شهوة جنسية. لا يكفي للعفيف أن يكون طاهرًا، لكن يلزمه أن يجاهد كي يجتاز مجال اللوم والحرمان من كل الهواجس الأرضية من أجل إتمام الطهارة. لا من أجل أن نكون مؤمنين فقط بل من أجل أن نكون مستحقين الوديعة. ولهذا يقول القديس بولس الرسول عن الاحتراس: "متجنبين هذا أن يلومنا أحد في جسامة هذه المخدومة منا. معتنين بأمور حسنة ليس قدام الرب فقط بل قدام الناس أيضًا" (2 كو 8: 20-21). يقول الكتاب المقدس: "اصرف نظرك عن المرأة الجميلة ولا تتفرَّس في الحسناء الغريبة" (راجع سي 9: 8). وإذا أردت معرفة السبب في قول الكتاب المقدس هذا يضيف قائلًا: "فإن حُسْن المرأة أغوى كثيرين من الناس، وبه يشتعل الحب كالنار" (راجع سي 9: 8). إن الشعور المُنبعِث من النار الذي نُسَمِّيه الحب، يؤدي إلى نارٍ لا تُطفَأ وهي عاقبة الخطية.