رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فكان اليهود يتذمرون عليه، لأنه قال أنا هو الخبز الذي نزل من السماء". تذمر اليهود عليه لأنه في حديثه يؤكد لهم أنه أعظم من موسى بلا حدود، وأنه وحده قادر أن يهب الحياة الأبدية، وأن أصله سماوي. لقد سمعوا عن ملائكة نزلوا من السماء، لكنهم لم يسمعوا قط عن إنسانٍ أصله سماوي. *هو نفسه "الخبز النازل من السماء"، الخبز الذي ينعش الناقصين ولا ينقص. خبز يمكن أن يُؤكل (يُستطعم) ولا يمكن أن يتبدد. هذا الخبز يشير إليه المن. فقد قيل "أعطاهم خبز السماء، أكل الإنسان خبز الملائكة" (مز 77: 24، 25LXX). من هو خبز الملائكة إلاَّ المسيح؟ ولكن لكي يأكل الإنسان خبز الملائكة، صار رب الملائكة إنسانًا. فإنه لو لم يصر إنسانًا ما كان له جسده، وإن لم يكن له جسده ما كنا نأكل خبز المذبح. لنسرع إلى الميراث، متطلعين إلى إننا قد قبلنا عربونا عظيمًا منه. يا إخوتي ليتنا نشتاق إلى حياة المسيح، متطلعين إلى أننا أمسكنا بعربون موت المسيح. القديس أغسطينوس *"الذين آلههتم بطنهم، ومجدهم في خزيهم" (في 3: 19)، هكذا قال بولس عن بعض الأشخاص في رسالته إلى أهل فيلبي. الآن يظهر واضحًا أن هؤلاء اليهود هم من هذا النوع، وذلك مما حدث قبلًا، ومما قالوه عندما جاءوا إلى المسيح. فإنه عندما أعطاهم خبزا وملأ بطونهم قالوا إنه نبي، وطلبوا أن يقيموه ملكًا. ولكن عندما علمهم عن الخبز الروحي والحياة الأبدية، عندما قادهم بعيدًا عن المحسوسات وتحدث عن القيامة ورفع أذهانهم إلي العلويات، وكان يليق بهم أن يعجبوا بذلك إذا بهم يتذمروا ويبتعدوا. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|