* في الحقيقة لم يقل القديسون قط إن أعمالهم ومجهوداتهم الذاتية هي التي ضمنت اتجاه الطريق الذي فيه يسيرون نحو التقدم والكمال في الفضيلة، بل بالحري صلّوا لأجلها أمام الرب، قائلين: "دربني في حقك"، و"درب طريقي في عينيك" (مز 25: 5؛ 6: 9). يعلن قديس آخر أنه اكتشف تلك الحقيقة ذاتها، لا بالإيمان فحسب، بل وبالخبرة أيضًا من عمق طبيعة الأشياء: "عرفت يا رب أنه ليس للإنسان طريقه، ليس لإنسانٍ يمشي أن يهدي خطواته" (إر10: 23). ويقول الرب نفسه لإسرائيل: "أقوده أنا كسروةٍ خضراء؛ من قِبلي يُوجد ثمرك" (هو14: 8).
الأب بفنوتيوس