شاول ينال الصبغة المقدسة
+ ورفعه رفقاؤه من على الأرض. رفعوا رجلًا مرتعدًا ذا أعصاب منهارة وعينين أعماهما اللمعان. وحملوه إلى دمشق ورفض الأكل والشرب بل رفض التحيات. وكان كل همه أن يخلو إلى نفسه. وقضى ثلاثة أيام رهيبة منعزلًا في غرفة مظلمة وحده مع ضميره. وحده مع الله. ولن يستطيع أحد أن يعرف ما دار بينه وبين إلهه في هذه الأيام الصامتة. ولكن ليس من شك في أن شعاعًا من النور اخترق ندمه وألمه. شعاع المحبة الحانية الغافرة التي أبداها السيد المسيح في مجيئه إليه. لم يستطع شاول أن ينسى هذه المحبة الغامرة مدى حياته. وبهذه البهجة المطمئنة لقلبه نستطيع أن نتعاطف معه في صراعه المزعج. إذ لم يلبث سلام الله أن تسرب إلى قلبه، وانتهت الأزمة برجل راكع يبكي حين أبلغه حنانيا الرسول ماذا يجب عليه أن يعمله.
+ هل خطر ببال أحدنا أن الله يعرف اسم الشارع ورقم البيت الذي نسكنه؟ إن نعجب فلنذكر توجيهه له المجد إلى البيت الذي أرشد حنانيا إليه.