رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد أكمل
قال يسوع وهو على الصليب: "قد أكمِل". لماذا قال هذه الكلمات؟ وما هو الذي أكمِل؟ وهل يستطيع آخر أن يقول ذلك؟ وما هو؟ أهو موضوع، أم فيلم, أم مسرحية تُعرض للتفرج, أم قصة أم حدث تاريخي؟ إنّ قول يسوع هذا له معنى عميق جداً، وكلّفه الكثير الكثير. لقد تخلّى عن عرشه في السماء واستبدل كلّ ما له من سلطة ومجد وراحة في السماء بحياة بسيطة على الأرض من أجل مَن أحبهم، ومن هم الذين أحبهم؟ إنّهم جميع الناس الذين خلقهم على صورته ومثاله لتكون له شركة معهم. يظنّ البعض أنّ حياته كانت مجرد قصة تاريخية أو مسرحية يشاهدونها أو فيلم يُعرض وانتهى الأمر، كلا. بل إنها حقيقة وما زالت مستمرة بوجودها وعملها. هي ليست كتاريخ أحد الملوك أو الرؤساء الذين عاشوا سنين محدودة, وبعد أن مضوا أصبحت سيرتهم تاريخاً قديماً. أما يسوع فكانت بداية حياته بتجسده كإنسان ولكنه ملَك طبيعتين: "إلهية وإنسانية"، عمل أعمالاً عظيمة وكانت خدماته مباركة وتعاليمه مميزة، قطع مسافات بعيدة سيراً على الأقدام وجال يُعلّم ويبحث عن المحتاجين للشفاء والخلاص من الخطية وعبودية الشيطان، واجه إبليس بقوة إلهية وانتصر على تجاربه بالمكتوب "أي كلمة الله" لكنّ انتصاره الأعظم, آلامه المبرحة على الصليب من ضرب وجلد وشوك وطعن وسخرية، وبعد كل ذلك الموت من أجل البشر، لكنه أكمل الغلبة بحقيقة قيامته المجيدة وانتصاره على شوكة الموت. لذلك, عندما نطق بكلمات النعمة المطمئنة, هذه العبارة "قد أكمل"، كان قد حقّق الهدف الذي جاء لأجله، أكمل الخلاص بقيامته، وأكمل التأكيد بأنه ابن الله المتجسد، وثم صعد إلى السماء عائداً لوحدته مع الآب. هل كان مجبَراً على العمل الذي جاء لأجله؟ لا وألف لا، بل جاء بملء إرادته, بمحبته العظيمة ونعمته الجزيلة, وبذل دمه الطاهر من أجلنا، وتحمّل كلّ العذاب من أجلي ومن أجل الجميع، حمل كل خطايا البشرية على صليب العار، رفع بين السماء والأرض ليصالحنا مع الله الآب، فهل ننسى خلاصه لنا؟ في كل عام تحتفل جميع الطوائف وتمتلئ الكنائس بالمصلّين لإحياء هذه الذكرى العظيمة، فهل يكفي إحياء ذكرى تاريخية؟ إنها أعظم حقيقة لأنها حققت الخلاص المُعَدّ من الله منذ الأزل. إنّ الخلاص الآن باب مفتوح لكلّ مَن يقبله، ويأتي إلى الله معترفاً بخطاياه, تائباً ومؤمناً إيماناً حقيقياً. صلاتي إلى الله أن يعرف الكثيرون ممّن يحتفلون بالكنائس بذكرى الآلام والقيامة, ومَن يشاهدون فيلم آلام المسيح ألا يحسبوه تسلية أو ذكرى تاريخية فقط, لأنها حقيقة، بدايتها الصليب ونهايتها آتية لا محالة، فكلّ مَن يُقبل إلى المخلّص الرب يسوع المسيح, له حياة أبدية بالمسيح حسب وعده الصادق. أما من يرفض ويتهاون فتفوته الفرصة فيذهب إلى عذاب أبديّ. إنّ الأمر خطير جداً لا يحتمل التأجيل والنتيجة أخطر. لذلك نهتمّ بجديّة لئلا تفوتنا الفرصة التي هي النجاة الأكيدة، مكتوب: "وأما كلّ الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه". (يوحنا 1: 12) |
27 - 05 - 2012, 07:48 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
شكرا ليكى على الموضوع المتميز ربنا يبارك تعب محبتكم
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قد أكمل |
قد أكمل |
(( ..... مكمل ..... )) |
(( ..... مكمل ..... )) |
قد أكمل |