وفي تلِكَ الأيَّام جاءَ يسوعُ مِنَ ناصِرَةِ الجَليل،
وأعتمد عن يَدِ يُوحَنَّا في الأرْدُنّ
" ناصِرَةِ الجَليل " (اسم عبري נְצָרֶת معناه القضيب) فتشير إلى مدينة في الجليل (مرقس 1: 9) وتبعد 138كم إلى الشَّمال من القُدُس، لم يَرد ذكرها في العهد القديم، إنَّمَا ورد ذكرها في العهد الجديَدِ وتكرر 29 مرة. وأول ما ذُكرت في الإنجيل كانت حتى ذلك الحين مُحتقرة " فقالَ نَتَنائيل لفيلبس "أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمكِنُ أَن يَخرُجَ شيء صالِح؟ " (يُوحَنَّا 1: 46). ومع ذلك كانت مسقطُ رأسِ يوسف ومريم (لوقا 2: 39)، إذ سكنا فيها قبل ميلاد يسوع (لوقا 1: 26-27) ورجعا إليها بعد عودتهما من مصر (متى 2: 23). وفيها ظهر الملاك لمريم وبشَّرها بانَّها ستكون أمَّ المسيح (لوقا 1: 26)، وفيها نشأ يسوع وترعْرَع (لوقا 4: 16)، وصرف القسم الأكبر من حياته نحو الثّلاثين سنة الأولى (لوقا 3: 23)، لذلك لُقِّب يسوع النَّاصري نسبةً إليها (متى 21: 11)، و "كانَ يسوعُ يَتسامى في الحِكمَةِ والقامَةِ والحُظْوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس "(لوقا 2: 52). لكنَّه ما بدأ رسالته من النَّاصرة حتى رفضه أهلها مرتين (لوقا 4: 28-31، ومتى 4: 13).