رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تكون صرختنا لله كثيرًا كيف سمحت ولماذا لم تمنع؟! وهنا أشاركك بمعنى ثاني لسلطان الله. فهو ليس منع الشر - وإن كان في قدرته فعل ذلك - ولكن أن يُخرج من الشر خيرًا. فقديمًا أَتَى اللهُ إِلَى لاَبَانَ الأَرَامِيِّ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرّ» (تكوين٣١: ٢٤). فهنا استخدم قدرته السيادية لمنع شر لابان عن يعقوب، أو حتى خيره، الذي هو بمقياس مشيئة الله هو أيضًا شر. ولكن هذا الأمر لا يستخدمه الله دائمًا لأنه أعطى إرادة للبشر ولن يقتحمها دائمًا، بل يوجهها لخير البشر. فلو منع دائمًا إرادتهم الشريرة لسقط في أمرين: أولهما ليس له أن يحاسبهم، فكيف لمن ليس له إرادة أن يُحاسَب؟ وثانيهما أنه يكون قدم للشر دعاية مجانية للانتشار. ولتوضيح هذه النقطة سوف أشاركك بحدث ليس من بعيد، ففي أبريل ٢٠١٤، وبقرار سيادي من رئيس الوزراء المصري آن ذاك إبراهيم محلب، مُنع عرض فيلم من السينما لوجود إنتهاكات بداخله. وعلَّق على ذلك أحدهم إنه قرار غير حكيم لأنه صنع لهم أفضل دعاية مجانية، وبالفعل تهافت الجميع عليه، واستطاع صُنّاع الفيلم وبدعاية غير مقصودة من الجهات السيادية جمع مكاسب أكثر من المتوقع، وكل هذا فقط حينما قرر المسؤول المنع. فهل لله الحكيم أن يفعل للشر دعاية إن منعه؟ حاشاه يا صديقي أن يمنع إرادة البشر، حتى وإن كانت شريرة، مع كون قدرته تستطيع. ولكن يلمع سلطانه حينما يفعل الأشرار إرادتهم ونكتشف في النهاية أن مشيئة الله قد تمت والتي فيها خيرنا. |
|