أخذ طبيعتنا وجعلها واحدًا مع لاهوته
لكي يموت المسيح نيابة عنى كأحد أفراد العهد الجديد؛ لابد أن أصير أنا فيه بالمعمودية لكي أتحد معه بشبه موته وأصير أيضًا بقيامته. وقد ذكرنا في البداية أن الله هو العلة الأولى الأصلية وآدم هو العلة الثانوية. فعندما يتجسد السيد المسيح كعضو في الجنس البشرى ويدخل إلى جسم البشرية العام نفسه، دخل لجسم بشريتنا وأخذ طبيعتنا بلا خطية وجعلها واحدًا مع لاهوته. فأصبح يجمع بين الصفتين؛ صفة أنه مشترك معنا في طبيعتنا كما قال بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين: "فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذَلِكَ فِيهِمَا..." (عب2: 14)، والصفة الأخرى هو إنه أصل كل الخليقة. وباجتماع الصفتين معًا في شخصه الواحد أصبح الكلمة المتجسد هو رأس الكنيسة ورأس آدم نفسه الذي رقد على رجاء الخلاص.