رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله المخلص هو سرّ نصرتنا ما دام معنا لا تغمرنا مياه هذا العالم ولا تحرقنا نيران الشهوات: "إذا اجتزت في المياه فأنا معك، في الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تلدغك، واللهيب لا يحرقك" [2]. صورة رائعة لعمل المخلص، يهبنا ذاته فلا يقدر الموت بكل وسائله وطرقه أن يبتلعنا... نحمل مسيحنا "القيامة" (يو 11: 25) فينا فنمارس الحياة المقامة الغالبة للموت. إن كنا نواجه مياه محبة العالم التي تغرق النفس وتقتلها، ولهيب نار الشهوة الذي يُحطمها فقد وهبنا المخلص روحه القدوس خلال مياه المعمودية حيث فيها نجحد الشيطان وكل جنوده وكل أعماله ونخدش رأسه تحت أقدامنا، وهبنا روحه القدوس الناري كما في يوم العنصرة الذي يحرق الخطية ويبدد لهيبها القاتل. لعل إشعياء النبي يُذكّر شعبه هنا بعمل الله مع آبائهم عند خروجهم من مصر. لقد وهبهم بالصليب الغلبة على مياه بحر سوف (بواسطة العصا)، وأيضًا الغلبة على الحيّات المحرقة (بالحية النحاسية). الله الذي عمل قديمًا يعمل في الخروج الثاني من السبي البابلي، وهذان الخروجان هما رمز للخروج الأعظم الذي يحققه المخلص بصليبه في حياة مؤمنيه. * هل تقدرون أن تُقاوموا الشيطان يا أيها غير الأمناء ما لم يكن لكم درع الإيمان؟ إذ به تستطيعون أن تطفئوا سهامه...! ألعلك تبرر ذاتك إذ تملكت الخطية على جسدك؟ ومن أين لك أن تمجد والله بجسدك وهو الذي فداك بدمه الزكي؟! القديس أنبا شنودة رئيس المتوحدين |
|