منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 09:37 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

سرقات أخري Sunday, 06 December 2009

سرقات أخري

Sunday, 06 December 2009

البابا شنودة الثالث

تحدثنا في المقال السابق عن أنواع من السرقات‏.‏ واليوم نتحدث عن أنواع اخري‏.‏ إن كنا نقول إن الطالب الذي يغش في الامتحانات‏,‏ إنما يسرق نجاحا ليس له‏,‏ فإننا نقول أيضا ان الاستاذ الذي يقسو بطريقة ظالمة علي طالب في الامتحان فيخفض درجاته‏,‏ هو أيضا يسرق من هذا الطالب تفوقه‏.‏ والعجيب انه لايستفيد لنفسه شيئا من هذه السرقة‏.‏ إن العشور عند المسيحيين‏,‏ والزكاة عند المسلمين‏,‏ هي جزء من مالهم ليس لهم‏,‏ وإنما للفقراء والمحتاجين وأعمال البر‏.‏ فالذي لايدفعها لأصحابها يكون قد سرق منهم حقهم‏.
بل يكون ايضا قد سرق من الله نفسه حقه في هذا المال‏.‏ فإن لم يدفع العشور ولم يدفع الزكاة واستبقاها في جيبه‏,‏ يكون ذلك مالا حراما عنده ليس من حقه ان يتصرف فيه‏.‏ هناك سرقات في محيط التجارة‏,‏ يظن فيها التاجر أنها مهارة منه وفن يوصلان الي أكبر ربح ممكن‏.‏ ومن وسائل هذه السرقات الغش في التجارة كأن يبيع إنسان شيئا به تلف علي انه شيء سليم‏,‏ مستغلا عدم اكتشاف الشاري للعيب الموضوع في هذه البضاعة‏.‏ ما أنبل البائع الذي بكل امانة ينبه المشتري الي العيب او التلف الموجود في بضاعته‏.‏ وحينئذ ستسمو منزلته في عين من يشتري منه ويثق به‏.

وقد يقول البعض ان مثل هذا البائع سوف لايبيع‏.‏ كلا انه سيبيع ولكن بثمن يناسب العيب الموجود في بضاعته‏.‏ إنه ثمن أقل ولكنه مال حلال فيه بركة‏.‏ أما لو أخفي العيب فإنه يكون قد سرق الفرق بين ثمن البضاعة التي فيها عيب والتي ليس فيها‏.‏
ويمكن ان ينضم تحت عنوان بيع الأشياء التالفة علي انها سليمة‏,‏ من يبيعك اشياء مستعملة مدعيا انها جديدة‏.‏ او من يتفق معك علي صنف معين وعند التسليم يستبدله بشيء آخر اقل جودة او اقل قيمة‏.‏
ومن الغش أيضا ان يبيع التاجر شيئا بغير اسمه‏:‏ كأن يبيعك مثلا حريرا صناعيا علي اعتبار انه حرير طبيعي‏,‏ وأنت غير خبير بالحرير وأنواعه‏!‏ او يبيعك معدنا مطليا بقشرة من ذهب علي انه ذهب خالص وبسعر الذهب‏.‏ ويدخل ايضا في هذا المجال بيع قطع الآثار المغشوشة او المقلدة ومصنعة‏..‏ اما اذا باعك اثارا حقيقية‏,‏ فيكون امامه سؤال خطير وهو من اين أتي بها‏.‏ ويكون حينئذ سارقا لهذه الاثار من الدولة‏,‏ ويكون الشاري شريكا معه في السرقة‏,‏ ومن الغش الواضح الصريح في التجارة‏,‏ غش المكاييل والموازين والمقاييس‏.‏ وهنا لايكون الغش في نوع البضاعة او جودتها‏,‏ وإنما في مقدارها‏,‏ إذ يأخذ المشتري كمية اقل من حقه‏.‏ ويكون الذي ينقصه سرقة من البائع‏.‏
هناك سرقة أخري في التجارة عن طريق الجشع ورفع الأسعار‏:‏ وتكون هذه السرقة نوعا من الابتزاز لمال المشتري‏.‏ إن الله يسمح للتأجر ان يكسب في حدود المعقول‏.‏ اما الربح الفاحش المملوء من الجشع الخالي من الرحمة‏,‏ فلا يوجد دين يقره‏.‏ إنه سرقة مستترة‏.‏
وقد تأتي هذه السرقة عن طريق الاحتكار‏:‏ بأن يكون التاجر هو الصانع الوحيد او المستورد الوحيد لهذا الصنف‏,‏ او الوكيل الوحيد المتعهد ببيعه‏.‏ وعند إذن يفرض اسعارا باهظة مستغلا حالة المشتري‏.‏ وهكذا ينهب اموال الناس‏,‏ ويشترون وهم مكرهون ومضطرون‏.‏
وقد تحدث مثل هذه السرقة عن طريق السوق السوداء‏.‏ تحدث عندما يخزن البائع عنده البضاعة حتي تنفد من السوق‏.‏ وقد يشتري هو نفسه منها ويظل يخزن الي ان تخلو منها باقي الاماكن‏.‏ وعند اذن يكشف عن وجودها عنده‏,‏ ويفرض سعرا خياليا لبيعها‏,‏ مستغلا حاجة المشترين اليها‏,‏ لكي يبتذ اموالهم ويكون سارقا لهم بطريق غير مباشر‏.‏ فالسرقة تأتي عن طريق الاستغلال‏.‏ إذ يستغل التاجر انه البائع الوحيد‏,‏ وأن المشتري محتاج‏,‏ وعامل الوقت في صالحه‏.‏ فيفرض سعرا ويرغم المشتري علي دفعه‏.‏ وتكون الزيادة الفاحشة نوعا من السرقة‏.‏
توجد أمور أخري تدخل في نطاق السرقة مثل التلاعب بالأسواق‏.‏ كما يفعل بعض التجار في المضاربات‏.‏ إذ يرفعون الأسعار احيانا ويخفضونها احيانا اخري‏.‏ وفي خلال ذلك يضيع كثير من التجار الصغار‏.‏ وتبتز اموالهم لصالح المضاربين الكبار‏.‏
ويدخل في نطاق السرقة أيضا‏:‏ المشروعات الاقتصادية الوهمية‏,‏ التي تجمع منها أموال الناس بدعايات مغرية‏,‏ يتضح فيما بعد انها انواع من النصب تهدف الي السرقة‏.‏ ويدخل في مثل هذا النصب‏,‏ الوعد بتدبير عمل خارج البلاد‏,‏ وتدبير السفر بالغش وأخذ اموال مقابل ذلك‏.‏ وينتهي الامر الي لاشيء‏!!‏ ومن انواع الغش في غير مجال التجارة‏:‏ الغش في الزواج‏:‏ كأن يتزوج إنسان فتاة علي انها بكر‏,‏ ويكتشف انها غير ذلك‏.‏ وأمثال هذه الزيجة تنتهي غالبا الي البطلان‏.‏ ومن الغش في الزواج ايضا بعض امور مالية عديدة ليس مجالها الآن‏.‏
وهناك انواع من الغش تدخل في مجال الطب‏.‏ مثل سرقة الاعضاء‏.‏ كأن يسرق جراح عضوا من مريض لاستغلاله في علاج مريض آخر‏.‏ وهذا امر نادر ولكنه يحدث احيانا‏.‏ومن الخطورة ايضا الغش في الدواء وخصوصا إذا كانت تتوقف علي ذلك حياة إنسان‏.‏
مثال ذلك ماينقل الي جسد المريض من دم ملوث علي انه دم سليم مفيد‏!‏ أو يتناول ادوية تكون فاقدة العنصر الاساسي فيها الفعالة‏..‏ إن الغش في الدواء الذي يؤثر علي حياة الإنسان يجب ان يكون القانون حازما جدا في معاقبته‏.‏ لانه يختلف جوهريا ومصيريا عن الغش في احدي السلع‏.‏ وهناك سرقة ايضا يقع فيها المشتري وليس البائع‏.‏ وذلك عن طريق التشدد الزائد في الثمن لكي يأخذ بأرخص مايمكن‏,‏ وقد يكون ذلك مع بائع فقير في احتياج ان يبيع بضاعته باي ثمن من اجل ان يحصل علي قوته الضروري‏.‏ ان كثيرا من المساومات مع الباعة الفقراء تدل علي قساوة في قلب المشتري‏.‏
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ألصلاح ماهو وما يشجع عليه Monday, 28 December 2009
النمو في الحياة Monday, 21 December 2009
الكذب‏:‏ أنواعه وأسبابه Wednesday, 16 December 2009
كونوا لطفاء Sunday, 08 November 2009
المحاضرة الاسبوعية نعيش للرب December 31, 2009


الساعة الآن 06:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024