ارفع صوتك بالترنيم تسعد وتُسعد من حولك

[Mary Naeem]

ارفع صوتك بالترنيم تسعد وتُسعد من حولك


اربعة من الاصدقاء المؤمنين اعتقلوا والقي بهم في السجن بسبب ايمانهم . وزعوهم بعد تعذيبهم على حجرات السجن وسط المعتقلين الآخرين . ارادوا ان يعرّف كل منهم مكان وجوده ويتعرفوا على اماكن حجراتهم . بدأ احدهم يرنم بصوت ٍ عال ٍ . تردد صوته في سكون الليل ووصل الى اسماع زملائه الآخرين . ملأ الفرح قلوبهم فاشتركوا معه مرنمين وتلاقت اصواتهم وقلوبهم معا ً . في سجن ٍ مماثل ٍ أو اشد قسوة كان بولس وسيلا مقيدين في المقطرة . وفي نصف الليل وسط الآلام والظلام علا صوتهما بالتسبيح والصلاة . الترنيم في الليل اكثر جمالا ً ، والتسبيح في السكون اكثر وضوحا ً . لحن الكروان في الليل يرتفع ويعلو ويشجي ويطرب . والتسبيح وسط الألم والمعاناة يمجد ويعزي ويقوي . ونحن نسير طريق الحياة الصعب حين نشكو ونتذمر ، نسقط ونتعثر . أما حين نخترق الظلام ونتخطى العقبات مرنمين مسبحين ، ننجو ونشكر . المسيحي الحقيقي حين تضغط عليه المشاكل يُصدر أرق التسابيح . المؤمن الحقيقي يشده الألم كقوس القيثارة فيعزف اجمل الالحان . ينصحنا بولس الرسول ويقول : " مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ " ( افسس 5 : 19 ، 20 ) في وقت الفرح نرنم وفي وقت الحزن نسبح . في مواجهة النجاح نرتل وفي مواجهة الفشل نغني . الترنيم يصعد من القلب الطاهر النقي ويصدر من الروح القدس الذي يسكن المؤمن . القلب الطاهر النقي لا يستطيع ان يكتم الحان الترنيم . والروح الذي بالداخل يفيض الى الخارج بمزامير واغاني روحية . هل ترنم ؟ هل تسبح ؟ هل تغني ؟ لا تتعلل بعدم حلاوة الصوت . الحلاوة ليست في الصوت ، الحلاوة في التسبيح نفسه . التسبيح شكر ٌ لله واعتراف بفضله وتقدير ٌ لمحبته . هل تسبح ؟ واحلى الالحان هي التي تعبر عن الحمد والشكر والتي تخرج من قلب ٍ عامر ٍ بالحب ووجه ٍ مشرق ٍ بخوف الله . ارفع صوتك بالترنيم تسعد وتُسعد من حولك . اعزف الالحان ، الحان التسبيح ، تسمو فوق المشاكل والالم . اطرد الهم والهموم بنغمات الايمان بالله .