منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 05 - 2014, 11:08 AM
الصورة الرمزية emy gogo
 
emy gogo Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  emy gogo غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122121
تـاريخ التسجيـل : Feb 2014
العــــــــمـــــــــر : 38
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 8,823




المسيحية الحقيقية ليست مؤسسة مبنية على لوائح ونُظم فكرية عقلية وأبحاث دراسية وعلمية، بل هي قوة الله الظاهرة في أعضاءها الحية بالروح لأنها تنبض بحياة الله، وتظهر قوتها الإلهية عندما تُضطهد في العالم ويتجه ضدها كل قوى الشر لتحطيمها، فتعلو وتظهر شامخة عالية ويتلألأ ضياؤها بقوة صليب رب المجد الذي حينما ارتفع عليه فجذب إليه الجميع ووهب لهم قوة قيامة وحياة ذات سلطان سماوي فائق لا تزول، وجعل فيها رجاء حي يجعل أصغر صغير في الكنيسة يجتاز الموت ليغلب بقوة دم حمل الله وبكلمة الشهادة التي في قلبه ولا يحب حياته حتى الموت لأجل حبيبه الخاص المالك على هيكل جسده مع كل إخوته الذين يسيرون في نفس ذات الطريق الواحد ...
  • فبشارة رجاء المؤمنين وأغنيتهم الجديدة هي كلمات القديس بطرس الرسول: [ مُبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي، بقيامة يسوع المسيح من الأموات ] (1بطرس1: 3)، وهذه هي بشارة الرجاء الحي التي تنطلق في قلب كل من يؤمن إيمان حي بالله، لذلك يستهين بالخزي والتعيير ويعتبر أن خفة ضيقته الوقتية تُنشأ له ثقل مجد، لذلك وبسهولة يجتاز الضيقات والآلام والأوجاع – مع كل إخوته في الجسد الواحد يعنه –محتملاً كل ضيق بصبر القديسين لأجل رجاء الحياة الذي يحمله في داخل قلبه برؤية الإيمان الحي العامل بالمحبة الذي يُعطيه أن يُبصر مجد الله في داخله، فيستهين بكل ما في العالم ويشتهي أن ينطلق نحو حبيبه الخاص ليكون معه ومع جميع القديسين، لأن ذلك الانطلاق أفضل فعلاً له ولكل من ذاق نعمة الله وحب الرب من كل قلبه وفكره وقدرته ونفسه !!!
ولو أي حد تذوق الحياة في المسيح ودخل في سر التجديد المستمر، فهو بسهولة يتحد ويشترك مع كل أخ مؤمن سار في نفس ذات الطريق الواحد عينه، لأن الروح الواحد عينه هو الذي يعمل في الجميع بلا استثناء، لذلك لن يكون كل واحد غريب عن الآخر، لأن الكل يشترك في نفس ذات الحب الواحد عينه الذي هو شخص المسيح الكلمة.
  • لذلك يا إخوتي أن سرّ عدم قبول الوحدة وعدم تتميمها، ليس في بنود الإيمان ولا الاتفاق على لوائح وعقائد، بل لأن كل واحد في مكان واقف ليأخذ حيز يعيش فيه، فكيف وأنا في مكاني والآخر واقف في مكانه نصنع وحدة !!! وذلك لأن لو واحد في مكانه يُنادي الآخر قائلاً: تعالى عندي لنصنع وحدة سوياً !!! فهل هذا النداء يُتمم وحدة حتى ولو على المستوى الفكر البشري العادي !!!
فلو كل واحد واقف عند بيته يدعو الآخر أن يأتي ليجلس على مائدته ليصنع وحدة، فأنه من الطبيعي أن يملي شروطه عليه، وأن أعظم اتفاق قد يصلوا إليه هو أن يقطعوا نصف المسافة التي بينهم ليجلسوا على مائدة في الوسط بين بيت هذا وبيت ذاك، ليحاولوا أن يجدوا أرضية مشتركة ليقفوا عليها معاً، ومن ثَمَّ يحدث تفاوض كل واحد يتنازل عن بعض الأشياء في سبيل أن يصلوا لنقاط مشتركة، وهذه الوحدة تنفع كوحدة أحزاب سياسية تُريد أن تشترك ويكون لها قاسم معين لأجل غرض أن يكونوا قوة، وهذه لم ولن تكون وحدة مسيحية على وجه الإطلاق، لأن الوحدة المسيحية لا تبدأ بالفكر على وجه الإطلاق، ثم تنزل للواقع المُعاش، لأن الوحدة المسيحية لا تُصنع في مصنع العقل البشري، ولا تُقرا في الكتب ولا تنتج من أبحاث ودراسات وتعتمد على ألفاظ وكلمات وبنود...
  • لذلك كل من يحاول أن يدعم الوحدة بالفكر ويتشدد في أن أنا اللي صح والمفروض أن أضع شروط الوحدة وأقاوم الآخرين على أساس أنهم واقفون في أرضية شريدة بعيداً عن حظيرة الإيمان، لأن هذا هرطوقي، والآخر يقول عني أنا اللي هرطوقي.. الخ، فهذا يخرج تماماً عن المسيحية وروح الإنجيل ليتصلب أكثر ويصنع انشقاقاً أكبر ويدعم الفرقة ويستحيل أن يصنع وحدة مسيحية على نحو الإطلاق، بل سيقاوم اي وحدة حقيقية تُقام ويصير ضداً لها بالمرصاد مهدداً ومندداً بفسخ هذه الوحدة التي يراها باطلة والقائمة على هرطقة ...
  • إذن والحال هكذا، فالسؤال المطروح اليوم هو: ما هي الوحدة المسيحية الحقيقية !!!!
يا إخوتي الكتاب المقدس أعلن الوحدة الحقيقية التي يُمكن أن ننهجها ونسير بها بل ولم ولن يوجد غيرها نعنا ما حصل من كلام حتى لو شكله رائع وحقيقي وجميل، فالرب يسوع قال بفمه الطاهر: [ أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مُكملين إلى واحد وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني ] (يوحنا 17: 23)؛ [ و عرفتهم اسمك وسأُعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم ] (يوحنا 17: 26)
  • فلو المسيح مش فيَّ ولا أنا فيه كيف اتحد مع أخي في الجسد الواحد واصنع معه شركة !!!!!
لا يخدعكم أحد يا إخوتي فأن هذه هي الوحدة الحقيقية، وأي لغو كلام آخر على الوحدة بغير هذه الطريقة الوحيدة ستنقسم الكنيسة مرة ومرات وكل وحدة فيها ستفشل فشل ذريع، لأن قبل الانقسام كان هُناك بنود إيمان مشترك وتعليم حلو جداً كفيل أن يغذي الكنيسة لعصور مديدة إلى الأبد... لكن حينما يسير كل واحد في اتجاه آخر غير أن يتحد بشخص المسيح ويكون فيه فأنه لازم ينقسم بل وضروري وحتماً سينفصل عن الجسد الواحد أن آجلاً أو عاجلاً !!!!!
  • فأنا لو في المسيح وأنت في المسيح، لنا رأس وقلب واحد، فكيف للقدم أن تقول لليد أنتِ لست تسيرين وفق الجسد فأنا في اتجاه وانتِ في أتجاه آخر، وان استعلت العين عن الفم، أو تعاظمت اليد على القدم، فكيف يكون هذا جسد واحد وفيه كل واحد يتعالى على الآخر ويريد أن يسير في اتجاه مخالف !!!!
فهل الوحدة الحقيقية تُقام على مجرد نقاش مجرد ووضع بنود وأنت تمشي على بنودي أو أنا أسير وفق بنودك أنت، ومن له منطق أقوى وحجة أعظم يسير عليه الآخر ويخضع له، فهل السعي للوحدة في المسيح مُمكن أن تُنمي روح التعصب والتعالي على الآخر !!!، فيا يتفق معي يا إما يكون ضدي !!! هل هذه وحدة مسيح أم وحدة حزب سياسي يحيا وفق خصومة الإنسان وكبرياء قلبه أو بغرض كسب مواقع سياسية لأجل صنع رئيس مستبد يتحكم في الآخر!!!
  • الوحدة في كنيسة الله ليست حرب فيها مكسب لطرف وخسارة لآخر، الوحدة المسيحية هي وحدة جسد له أعضاء كثيرة لكن الجسد واحد معاً، متركب ومتآزر معاً بوثق وربط إلهيه فائقة أساسها محبة الله المنسكبة بالروح القدس ودعمتها رباط السلام، سلام الله الذي يفوق كل عقل، وأيضاً لبس فكر المسيح...
يا إخوتي أن كلمة حق الله وحكمته الظاهرة في شخص المسيح القيامة والحياة هي أكثر اضطراماً وضياءً من قوة نور الشمس الحارقة وقت القيظ، تتسرب إلى أعماق القلب والروح، فتصنع وآماً يشهد لقوة عمل الله في قلوب الذي يؤمنون به، فينظر العالم لمحبتهم نحو بعضهم البعض فيمجدوا الله الذي صنع وحدة يستحيل على العالم أن يعرف أن يصنعها مهما ما كان عنده جمعيات حقوق الإنسان على أعلى مستوى من الإمكانية والقدرات الفكرية والبحثية وقوة حجة المنطق الذي لا يُقاوم، فوحدة الجسد الواحد لا يقدر عليها سوى الله في المسيح بواسطة الروح القدس..
  • ليتنا نكون حقاً على مستوى الإنجيل المقروء من جميع الناس وبسببنا يتمجد الله ويتبارك اسمه العظيم القدوس ونكون كلنا أحياء بالروح ومن خلالنا تنمو كلمة الله وتزيد وتنتشر كقوة وحياة في كل بقاع الأرض، فليتنا نكون مسيحيين حقيقيين نُعظم اسم الرب ونمجد صلاحه بوحدتنا معاً في سرّ المحبة وقوة الإيمان الحي، النعمة معكم
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخدمة المسيحية تتطلب بالدرجة الأولى حياة مقدسة يعيشها الخادم مع الله
خوف الله هو بدء حياة الإنسان الحقيقية
إذن الحياة الحقيقية هي حياة الإنسان المؤمن الذي هو هيكل الله
حياة العمل – الترجمة الحقيقية للحياة المسيحية
كلام الله في حياة الكنيسة ورسالتها


الساعة الآن 04:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024