منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2012, 10:16 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

مثل عامي يتداولهُ أغلب الناس:

" لا تكره شر لعلَّهُ خير ".



واليوم أريدك أن تعرف أنَّ هذا المثل، جاءَ من كلمة الله، من رسالة رومية بالتحديد، والتي تقول:

" ونحنُ نعلم أنَّ كل الاشياء تعمل معًا للخير، للذين يُحبُّون الله، الذين هُم مدعوون حسب قصده " (رومية 8 : 28).



نعم .. كل.. كل .. كل الأشياء تعمل معًا في نهاية الأمر.. للخير.. كل الأشياء حتَّى التي تكون قاسية ومؤلمة بعض الأحيان، ستؤول للخير..

إنما ينبغي أن نعرف أنَّ هذا الوعد مشروط، لكي لا نُخدع من العدو ونؤذى..

إذ أنَّ كل الأشياء تعمل معًا للخير.. فقط للذين يُحبوُّن الله.. الذين هُم مدعوون حسب قصده !!!

فالأشخاص البعيدين عن الله.. والذين لم يختبروا الرب يسوع، وليسَ لهم علاقة شخصية معهُ.. لا يُمكنهم بالمطلق الاعتماد على هذا الكلام، معتبرين أن كل ما يتعرَّضون لهُ، أو يحصل معهم سيعمل للخير، إن لم يكونوا يُحبُّون الله..

كذلكَ المؤمنون.. أولاد الله.. ينبغي عليهم أن يكون قلبهم بالكامل لله.. موقف قلبهم محبة الله والسير في طرقه.. ومخافة الرب تملأ قلوبهم.. لكي يستطيعوا القول، أنَّهُ مهما حصل لهم، ومهما تعرضوا لضيقات ستعمل لخيرهم..

حتى ولو كانوا لا يزالون بتصرفاتهم يرتكبون بعض الخطايا والحماقات.. طالما أنهم يُحبُّون الله من كل قلبهم.. ﭐتجاه قلبهم الدائم السير في خطة الله لحياتهم مهما حصل، فهؤلاء بكل تأكيد ستعمل كل الأشياء لخيرهم..

كلام آخر قالهُ الرسول بولس:

" شاكرين كل حين، على كل شيء، في ﭐسم ربنا يسوع المسيح لله والآب " (أفسس 5 : 20).

نشكر كل حين.. وعلى كل شيء.. ليسَ فقـط على البركات والهبات والفرح والسلام... إلخ، بل نشكر أيضًا على الضيقات والمصاعب والحروب التي نتعرَّض لها أحيانًا..

طالما أنَّنا نحب الله.. وقلبنا لهُ بالكامل..



لماذا هذا الكلام؟ وماذا سنتعلَّم منهُ بالتحديد؟

هذا الكلام، جاءَ بالضبط لكي يوضح لنا أغلب الأسباب التي تقف وراء ما يمر به جميع المؤمنين دون ﭐستثناء، من ضيقات وصعوبات وحروب تكون قاسية أحيانًا، وهيَ حسب رأي الجميع، مُعاكسة لوعود الله بالراحة والسلام والفرح والبحبوحة والشفاء... إلخ.

لكن ما نتكلَّم عنهُ.. موجود أيضًا في كلمة الله، لكن أغلبنا لا يُحب أن يقرأ ما دوَّنتهُ لنا كلمة الله في هذا المضمار..



ولو تأملنا بما قالهُ الرسل لفهمنا الموضوع أكثر، يقول الرسول بطرس:

" أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المُحرقة التي بينكم حادثة لأجل ﭐمتحانكم، كأنَّهُ أصابكم أمر غريب " (1 بطرس 4 : 12).



" فإنَّكم محفوظون بقدرة الله العاملة من خلال إيمانكم، إلى أن تفوزوا بالخلاص النهائي المُعدِّ لكم والذي سوفَ يتجلَّى في الزمان الأخير. وهذا يدعوكم إلى الابتهاج، مع أنَّهُ لا بُدَّ لكم الآن من الحزن فترة قصيرة تحت وطأة التجارب المتنوعة، إلاَّ أنَّ غاية هذه التجارب هيَ ﭐختبار حقيقة إيمانكم. فكما تختبر النار الذهب وتُنقِّيه، تختبر التجارب حقيقة إيمانكم... " (1 بطرس 1 : 5 – 7).



والرسول يعقوب يقول:

" ﭐحسبوه كل فرح يا إخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة، عالمين أنَّ ﭐمتحان إيمانكم يُنشئ صبرًا، وأمَّا الصبر فليُكن لهُ عمل تام، لكي تكونوا تامّين وكاملين غير ناقصين في شيء " (يعقوب 1 : 2 – 4).



إنها ببساطة تعاملات الله معنا.. إنها ﭐمتحانات من الله لأولاده.. لكي نغدو كاملين غير ناقصين.. وجاهزين لكل عمل صالح يطلبهُ الله منَّا..

فالتلميذ لا يُمكنهُ أن ينتقل من المرحلة المتوسطة إلى المرحلة الثانوية، دون خضوعه للامتحانات والنجاح فيها.. وهكذا نحن، لن ننتقل من مجد إلى مجد ومن قوة إلى قوة دون أن نخضع لامتحانات الله لنا.. وأحيانًا تكون هذه الامتحانات مؤلمة، كالنار التي تختبر الذهب !!!

والرسولان بطرس ويعقوب يقولان: لا تستغربوا.. وﭐحسبوه كل فرح.. حينما تحصل معكم هذه الأمور.. عالمين أنها تعمل لخيركم في النهاية طالما أنتم تُحبُّون الله..



إنَّهُ أيضًا وقت للتنقية، فالكلمة تقول:

" جروح الضربات تُنقِّي من الشرور، والجلدات تُطهِّر أغوار النفس " (أمثال 20 : 30).



قد تكون صادقًا مع الرب، وأمينًا في أمورك معهُ، لكن القلب قد يحتوي في أعماقه.. في أغوار النفس، دوافع غير نقيَّة، حتى أنت لا تعرفها ولا تراها، فالنبي إرميا يقول:

" القلب أخدع من كل شيء، وهو نجيس من يعرفه؟ أنا الرب فاحص القلب، مُختبر الكلى، لأُعطي كل واحد حسب طرقه، حسب ثمر أعماله ".

(إرميا 17 : 9 – 10).



نعم.. قد يخدعك قلبك، لكنهُ لن يخدع الله، خالق هذا القلب وفاحصهُ.. ولن يُمكنك ﭐكتشاف ما في قلبك، دون تعاملات الله، لذا ثق بهِ.. وﭐخضع لتعاملاته ولو كانت قاسية إلى حين، فإنَّ هدفها تنقيتك، كل الأشياء تعمل معًا لخيرك، طالما أنَّكَ تحب الله، ولا تتذمر على تعاملاته المُحِبَّة من أجلك، ولو كانت موجعة أحيانًا، إنها كالعملية الجراحية التي تنقذك من مرض خبيث قد يقتلك لو تركه الرب دون معالجة.. وكن شاكرًا كل حين وعلى كل شيء.. كما قرأنا قبلَ قليل..



إنَّهُ أيضًا وقت لكي يُساعدك، حتَّى تفي بالتزاماتك أمام الرب، ولكي تتخلَّص من عادات سيئة، وقيود صعبة، لم تتمكن من التخلص منها بالرغم من محاولاتك وأمانتك:

" لأنَّكَ جربتنا يا الله، محصتنا كمحص الفضة، أدخلتنا إلى الشبكة، جعلتَ ضغطًا على متوننا، ركَّبتَ أُناسًا على رؤوسنا، دخلنا في النار والماء، ثم أخرجتنا إلى الخصب، أدخل إلى بيتك بمحرقات، أُوفيك نذوري، التي نطقت بها شفتاي وتكلم بها فمي في ضيقي " (مزمور 66 : 10 – 14).



كلام مُعبِّر للغاية.. صعوبات وضيقات متنوعة، حصلت مع كاتب هذا المزمور..

لكن ما أريد أن أُشير إليه هنا بدقَّة، هوَ أنَّ هدف الرب دائمًا لخيرك، أن تعمل الأشياء لخيرك، وليسَ لتدميرك أو إحباطك أو خسارتك.. لأنَّ الكاتب يقول: أنه بالنهاية إلى الخصب أخرجتنا..

كما أنَّ النتيجة كانت، أنهُ بعد هذه الضيقات تمكَّن كاتب المزمور من الإيفاء بنذوره.. بما ﭐلتزمَ به أمام الرب، بما ينبغي أن يقوم به..



قد تكون تسقط في خطيئة متكررة، وقد أصبحت قيدًا قاسيًا في حياتك، ولم تتمكن من التغلب عليها أو التحرر منها، فالله المحب، سيساعدك بطريقته الخاصة، قد يستعمل ضيقة معينة، صعوبة معينة، لكن إن خضعت لتعاملاته ولم تتذمر لا بل شكرته عليها، عالمًا أنَّ كل الأشياء تعمل معًا للخير، فسوف تتحرر وتتمكن من الالتزام.. وإلى الرحب والخصب تخرج !!!



رب عملك قاسٍ عليك.. وكأنهُ يركب على ظهرك؟

ظروف معاكسة.. تعاملات إخوتك معك قاسية.. مُجحفة؟

لا تتذمر.. بل ﭐسأل الله عـن السبب.. ربما هيَ من الأشياء التي ينبغي أن تعمل لخيرك !!!



إنَّهُ أيضًا وقت ليتمجد الله، ولكي تتدرب وتتعلم كيف تهزم العدو، ويكون خبزًا لكَ:

" وكلَّمَ الرب موسى قائلاً: كلِّم بني إسرائيل أن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث، بين مجدل والبحر، أمام بعل صفون، مقابلهُ تنزلون عند البحر، فيقول فرعون عن بني إسرائيل هم مرتبكون في الأرض، قد ﭐستغلقَ عليهم القفر، وأشدِّد قلب فرعون حتى يسعى وراءَهم، فأتمجَّد بفرعون وبجميع جيشه، ويعرف المصريون أنِّي أنا الرب، ففعلوا هكذا " (خروج 14 : 1- 4).



إن رأيت نفسك أمام طريق مقفلة، كالبحر الأحمر.. بالرغم من أمانتك مع الرب.. لا تخف أبدًا..

إنَّهُ وقت يتمجد الله فيه.. في حياتك وفي حياة كثيرين أيضًا.. لقد وضع الله شعبهُ أمام بحر لا يُعبر.. وقسَّى قلب عدوهم لكي يُحاصرهم من الخلف.. ويبدو الوضع صعب.. مقلق وخطير.. لكنَّ الأمر لم ينتهي هنا..

بل إنَّ الله شقَّ البحر وعبر بشعبه بسلام، وأغرق أعدائهم.. فتمجَّدَ في عيون الجميع معًا.. وعلَّم شعبهُ دروسًا في الإيمان وفي الحروب..

فلو لم يتبع فرعون الشعب.. لما شهدنا معجزة البحر الأحمر..



" لكن لم يشأ سيحون ملك حشبون أن يدعنا نمر بهِ، لأنَّ الرب إلهك قسَّى روحه وقوَّى قلبهُ، لكي يدفعهُ إلى يدك كما في هذا اليوم " (تثنية 2 : 30).

الحرب شرسة ضدَّك.. أعداءَك قُساة لا يرحمون.. ثق أنَّ ذلكَ سيعمل لخيرك.. ثق أنَّ الله يفعل ذلكَ ليدفع أعداءَك إلى يديك، فيكونوا خبزًا لكَ.. فيرتفع إيمانك وتغدو جاهزًا لخوض معارك أكبر.. من مجد إلى مجد ومن قوة إلى قوة !!!



ويبقى السؤال المهم.. كيفَ أُميِّز أنَّ ما أتعرَّض لهُ من ضيقات وصعوبات، هوَ من ضمن الأشياء التي تعمل لخيري.. وليست حرب من العدو ينبغي حسمها، وينبغي أن أنتهرهُ لكي يبتعد عنِّي؟



كلمة الله دومًا هيَ التي تعلمنا أن نمِّيز..

وهنا لدينا مرحلتين ينبغي أن نتبعهما لكي نُميِّز جيِّدًا:

المرحلة الأولى:

يقول الرسول يوحنا:

" لأنَّهُ إن لامتنا قلوبنا، فالله أعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء، أيها الأحباء، إن لم تلمنا قلوبنا، فلنا ثقة من نحو الله ".

(رسالة يوحنا الأولى 3 : 20 – 21).



إن كنتَ تسلك بأمانة أمام الله، وﭐتجاه قلبك أن تتبعهُ في كل طرقه، وتقاوم الخطيئة، وتعترف بها عندما تسقط فيها، وقلبك أو ضميرك لا يلومانك في شيء، فلكَ ثقة بأنَّ ما تمر بهِ من ضيقات يندرج في خانة تعاملات الله معك، وكل الأشياء ستعمل لخيرك..



ولكن لأنَّ القلب خادع كما ذكرنا، إليكَ بالمرحلة الثانية:

يقول الرسول يعقوب:

" وإنمَّا إن كانَ أحد تُعوزهُ حكمة، فليطلب من الله، الذي يُعطي الجميع بسخاء ولا يُعيِّر، فسيُعطى لهُ " (يعقوب 1 : 2 – 4).



هذا الآية جاءَت مباشرةً، بعدما تكلم الرسول يعقوب عن الامتحانات المتنوعة التي يُخضعنا الله لها.. لذا فعندما تختلط عليك الأمور.. تعالَ إلى الله.. تعالَ إلى الروح القدس وﭐطلب منهُ حكمة من فوق، لكي تتعلم تمييز الأمور.. ولا تنسى أن أحد مواهب الروح القدس هوَ التمييز.. وثق أنهُ سيقودك وسيُعلِّمك وسيجعل كل ما تمر به يعمل لخيرك..



قصة معبرة سأختم بها:

قرَّر أحد الأشخاص أن يحفر حفرة كبيرة لكي يدفن فيها حصانه، فأنزلهُ في الحفرة، وبدأ بإلقاء التراب عليه، لكنَّ ذلكَ الحصان، كان ينفض التراب عنهُ في كل مرة يُلقى عليه، وبعد أن ﭐمتلأت الحفرة بالتراب لم يُدفن فيها، كونهُ ﭐستخدم ذلكَ التراب لكي يدوس عليه، ويعلو معهُ ويُصبح على وجه الحفرة ويخرج منها.. التراب الذي ﭐستخدمهُ صاحبهُ لكي يدفنه فيه، تحوَّل إلى مصدر نجاة للحصان..

وهكذا نحن.. إن أُلقيَ علينا التراب.. ولم نقم بنفضه عنَّا في كل مرَّة واثقين أنَّ كل الأشياء تعمل معًا لخيرنا.. فهوَ سيغمرنا وسنُدفن تحتهُ، لكننا لو فعلنا كما فعلَ الحصان.. سيغدو هذا التراب تلة نقف عليها، ونخرج من الحفرة منتصرين مستعدين لخوض معارك أكبر، وربح حروب أشرس..

كانت الأمواج العاتية والرياح الشديدة التي هبَّت على سفينة التلاميذ، طريقًا مشى عليها الرب ليصل إليهم، فيتمجَّد في عيونهم، ويرفع إيمانهم..



ودومًا تعلَّم هذه الحقيقة الدامغة:

" كما أنه في كل مرة كان الرب يُقسِّي قلب فرعون، كان لدماره وﭐنتصار شعبه، فكل مرة يسمح الرب لإبليس بمهاجمتك بهامش حركة معيَّن، يكون الهدف دماره وﭐنتصارك أيضًا ".



ثق بمحبة الرب وبتعاملاته إنها لخيرك.. وثق أنَّ كل الأشياء تعمل معًا للخير.. لكن.. للذين يُحبُّون الله والذي هم مدعوون حسب قصده.. وسترى كيفَ ستتغيَّر حياتك من اليوم وصاعدًا، وكيفَ ستنتقل من قوة إلى قوة ومن مجد إلى مجد.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صورة كرتونية (كل الأشياء تعمل معًا للخير)
الثقة بأن كل الأشياء تعمل معًا للخير
كل الأشياء تعمل معًا للخير
فلنشكر الله الذي جعل كل الأشياء تعمل معًا للخير
نعرف أن كل الأشياء تعمل معًا للخير


الساعة الآن 02:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024