منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 10 - 2018, 02:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,207

حياة العمل
المسيحية حياة فعل وعمل

من عمل وعلَّم فهذا يُدعى عظيمــــاً
في ملكوت السماوات – متى 5: 19
المسيحية حياة


أولاً مقدمـــــــــــــــة
(1) طبيعة الحياة المسيحية
من المستحيل أن تنتعش حياة الكنيسة وتحيا حسب رسالتها وتقدمها كرازة حية مُفرحة لكل قلب طالب الله، إلا بالعودة إلى عمق الكتاب المقدس وغرس كلمة الله في صميم حياة أعضائها، والعودة لعمق الكتاب المقدس لها أسبابها وشروطها الخاصة.
وسبب العودة للكتاب المقدس،
ليس من أجل المعرفة في حد ذاتها والدخول في الأبحاث الأكاديمية المتخصصة، بل من أجل البحث عن كيف نحيا مع الله حسب مشيئته هوَّ وليس حسب مشيئة الناس وأفكارهم وتفسيراتهم التي يرتاحون إليها، وأيضاً لكي نتخلَّص من حياة الشرّ والفساد ونحصل على نقاوة القلب وتطهير الضمير من الأعمال الميتة لكي نستطيع – بسهولة دون عائق – أن نحيا مع الله في النور ونخدمه، لأنه من المستحيل أن تنجمع الظلمة مع النور لأن النور يُبددها ولن تحتمله، لأن حسب خبرتنا العملية في واقع حياتنا المُعاشه فأننا لا نستطيع أن نرتاح في مخدع صلاتنا أو نستمتع بالصلاة – سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي – ونحن نحيا في الظلمة ونلتزم بكل ما هو مُضاد لمشيئة الله الحي، لأنه حسب إنجيل خلاصنا فأن هذا هو الخبر الذي سمعناه منه وأُخبرنا بهِ: أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة (1يوحنا 1:5)







رد مع اقتباس
قديم 22 - 10 - 2018, 02:46 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة

ومعنى أن نتخلص من الشرّ والفساد،
هو أن نتحوَّل عن إنسانيتنا العتيقة وتتغير شخصيتنا بالضرورة، بمعنى أوضح هو أن نتغيرّ لحياة أُخرى مختلفة، حياة غير الحياة التي نعيشها الآن حسب إنسانيتنا الطبيعية، التي تحيا حسب قانون هذا العالم الضعيف الذي ليس فيه سوى شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، لأنه لا يستطيع هذا العالم إلا ان يُعطي هذه الأشياء.
فباختصار ينبغي علينا
أن نتغير عن شكلنا ونصير على الشكل الذي يُريدنا الله عليه؛
فما هوَّ هذا الشكل الذي يُريدنا الله عليه؟
بالطبع الشكل مرسوم لنا في العهد الجديد فمكتوب: ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح
(2كورنثوس 3: 18)

وما هذه الصورة على وجه التحديد كما يُعلنها إنجيل خلاصنا: الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تُضيء لهم إنارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله. (2كورنثوس 4: 4)
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 10 - 2018, 02:46 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة

فهدف الكتاب المقدس هوَّ: أن نلبس المسيح
[ألبسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات (رومية 13: 14)] ويتصور في قلوبنا [يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم (غلاطية 4: 19)]، وبذلك نتغير إلى شخص الكلمة المتجسد الذي هوَّ صورة الله، وبناء على ذلك فأن إنجيل بشارة الحياة ورسالة الخلاص، لهُ عمل واسع جداً وعميق، بل وخطير ومهم للغاية، وهو أن لا نحيا حياة صالحة مقدسة عادية لا يوجد بها خطية فقط، بل نتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد، أي نصير الوجه التعبيري عن صورة شخص المسيح الكلمة المتجسد أمام العالم، فيروا عمله الصالح فينا – حسب قدرته الإلهية – ظاهراً أمامهم نور مُشرق بالتقوى، فيمجدوه ويتأثروا داخلياً ويعودوا إليه بالتوبة، لأن غيرة المحبة وشهوة لقاءه الخاص، ستأكل البعض وتأثر فيهم وتردهم إليه، أن استجابوا لفعل عمل روحه الذي يُنادي بالتوبة لأبناء المعصية.
+ أرسل نورك وحقك هما يهديانني ويأتيان بي إلى جبل قدسك وإلى مساكنك؛ لأن عندك ينبوع الحياة، بنورك نرى نوراً؛ نور أشرق في الظلمة للمستقيمين، هو حنان ورحيم وصديق؛ لأنك نجيت نفسي من الموت، نعم، ورجلي من الزلق لكي أسير قدام الله في نور الأحياء؛ سراج لرجلي كلامك ونورٌ لسبيلي (مزمور 3: 43؛ 36: 9؛ 112: 4؛ 56: 13؛ 119: 150)
+ ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلاً: أنا هو نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة، بل يكون لهنور الحياة؛ ما دام لكم النور، آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور؛ أنا قد جئت نوراً إلى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة؛ أنتم نور العالم، لا يُمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل؛ فليضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات؛ أما من يفعل الحق فيقبل إلى النور لكي تظهر أعماله انها بالله معمولة؛ لأنكم كنتم قبلاً ظلمة وأما الآن فنور في الرب، اسلكوا كأولاد نور؛ جميعكم أبناء نور وأبناء نهار، لسنا من ليل ولا ظلمة. (يوحنا 8: 12؛ 12: 36، 46؛ متى 5: 14، 16؛ أفسس 5: 8؛ 1تسالونيكي 5: 5)
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 10 - 2018, 02:46 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة

أما الشرط الأساسي للعودة للكتاب المقدس
بغرض غرس الكلمة في القلب لتُثمر تغيير حسب قصد الله، هوًّ الإيمان، أي نؤمن أن الله قادر أن يُغيرنا فعلاً بقوة كلمته الفعالة:
+ ينبوع الحكمة كلمة الله في العُلى ومسالكها الوصايا الأزلية؛ هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إليَّ فارغة، بل تعمل ما سررت به وتنجحفيما أرسلتها له؛ فقال الرب لي أحسنت الرؤية لأني أنا ساهر على كلمتي لأُجريها؛ أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تُحطم الصخر؛ لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومُميزة أفكار القلب ونياته
(سيراخ 1: 5؛ أشعياء 55: 11؛ إرميا 1: 12؛ 23: 29؛ عبرانيين 4: 12)
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 10 - 2018, 02:51 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة

فباختصار
معنى إننا نقرأ الكتاب المقدس، هذا يعني على وجه التحديد [نتغير]، ونتغير تعني نؤمن، ونؤمن يعني نصدق أن الله قادر أن يُغيرنا فعلاً وحقيقي، الآن.
*ولنا أن نعرف أن الكتاب المقدس هوَّ المصدر النقي الكافي تماماً لتسليم الإيمان ببساطة،
فهوَّ كلمة الله الخارجة من فمه المعطاة بالوحي المقدس وإلهام الروح لمختاريه، لينقلوا كلمته إلينا كما هي دون تزييف أو غش: لأننا لسنا كالكثيرين غاشين كلمة الله، لكن كما من إخلاص، بل كما من الله نتكلم أمام الله فيالمسيح. (2كورنثوس 2: 17)
ويُعطي أحد الآباء الروس (أغناطيوس بريانتشانينوف) هذه النصيحة
للمبتدئين في حياة الرهبنة، وطبعاً هذه النصيحة نافعة للجميع سواء كانوا رهبان أو لهم رتبة كنسية او أي إنسان مسيحي عايش مع الله في أي مكان وتحت أي مُسمى، أي أنها مُقدمة لكل مسيحي حقيقي إذ يقول:
[منذ أول دخوله إلى الدير ينبغي للراهب أن يدرس الإنجيل بتدقيق حتى يصير حاضراً دائماً في ذاكرته. وينبغي أن يكون تعليم الإنجيل حاضراً في ذهنه عند كل موقف أخلاقي، عند كل عمل، وعند كل فكر، استمر في دراسة الإنجيل حتى نهاية حياتك. لا تتوقف أبداً. لا تظن أنك قد عرفته بدرجة كافية حتى لو كنت قد حفظته كله غيابياً]
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 10 - 2018, 02:51 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة

* الكتاب المقدس، في حقيقته، هوَّ كلمة الله النابضة بالحياة الإلهية،
التي تخرج من فم الله الذي هو اللوغوس ابن الله الحي القائم من الأموات، لذلك نحن نجتاز ألفاظ الكتاب المقدس ومعانيه الحرفية والحسية والتي نراها بعيون الجسد الطبيعية، بعملية عبور، عبور من المنظور المكتوب أمامنا بحبر على ورق إلى الغير منظور الذي بحسب سرّ الله المُعلن في كلمته، لأن الله يُكلمنا بأسرار فائقة للطبيعة، لا يفهمها الإنسان الطبيعي بل الإنسان الروحاني المولود من الله بسبب إيمانه بالمسيح الرب: ولكن الإنسان الطبيعي (الذي يحيا حسب الجسد) لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكم فيه روحياً [أو وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يعرفها لأن تَمْيِيزَهَا إِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَى حِسٍّ رُوحِيٍّ] (1كورنثوس 2: 14).
فالمنظور هوَّ الكلام المكتوب أمامي على الورق،
والغير منظور في هذه السطور المكتوبة أي هيَّ هيَّ التي أراها وأقرئها الآن، هوَّ شخص الكلمة المتجسد القائم من الموت يسوع المسيح، أي الرب بشخصه، أي هو بذاته حاضراً بملء حياته الإلهية في كلمته الخاصة، والتي منها يشع نور حياته الإلهية ليملأ بها كل من يأتي إليه بروح الخشوع وتواضع القلب طالباً أن يمتلئ من حياته.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 10 - 2018, 02:51 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة

فالله (بشخصه) هوَّ الذي يُكلمني كما كلم إبراهيم،
ويواجهني كما واجه اسحق وآباء العهد القديم، بل والرسل وجميع القديسين عبر الدهور كلها، فهو بذاته وبشخصه يعلن مشيئته ويُكلمني من خلال سطور الكتاب المقدس المكتوبة بحبر على ورق، ولكن علينا أن ننتبه ونعرف أن كلمة الله هيَّ نطق الله بذاته، أي تحمل قوته بكاملها وتُعبِّر عن شخصيته وتحمل حياته فيها، وليست مجرد كلمات كُتبت أو سرد تاريخي لأحداث أو مجرد موضوع نقرأ فيه، بل شخص نلتقيه، لذلك قال الرسول الملهم بالروح: الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه (عبرانيين 1: 2)
عموماً، هذا العبور السري،
أي العبور من الكلمة المكتوبة والخروج من اللفظ المنطوق، إلى شخص الله الكلمة، لهُ شرط أو مطلب؟
فشرط بل ومطلب العبور، أي بلوغ حقيقة الكلمة في عمقها، والتطلع إلى الله والنظر إليه من خلال الكلمة، هوَّ [الإيمان]؛ فالكتاب المقدس يُلزمنا بالإيمان لكي نرى فيه ما لا يُرى: "أما الإيمان فهوَّ الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى" (عبرانيين 11: 1)
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 10 - 2018, 02:51 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة

فبدون الإيمان لن نرى شيئاً،
وسيظل الكتاب المقدس بالنسبة لنا، مجرد كلمات للحفظ العقلي والاستذكار، أو موضوع مطروح للمناقشة والتأويل، أو التأمل الفكري بحسب فلسفة الفكر الطبيعي الخاص بكل واحد، هذا الذي يجعلنا نُفسر ونشرح ونتكلم بحسب رأي كل واحد فينا وما يرتاح إليه، وقد نتفق أو نختلف، أو ربما تتطور الأمور لتصل لحد النزاع على رأي خاص أو فكره، كما نرى في هذه الأيام الصعبة، حتى أنه صار أراء شخصية كثيرة صنعت خصومات وانشقاقات ليس لها حصر ما بين مؤيد ومُعارض، وبين منحاز ومن هو متفق مع آخرين، وصارت كل مجموعة تقاوم الأخرى بحجة الحق التي تعرفه وتحيا به.
فنطقي وقولي: أنا أؤمن بالله وأؤمن بالإنجيل،
وأحاول جاهداً أن أصنع ما يُثبت ذلك بالحجج والبراهين والإثباتات العقلية وغير العقلية، هذه لن تخرج عن كونها فلسفة لغو كلام باطل، وهي بطبيعتها زائلة غير ثابتة، لأنها تزول بزوال المؤثر ولن تدخلني في سرّ كلمة الله الحية.
أو ربما أتأثر بعظة فأنفعل وأُقرر أن أقرأ الكتاب المقدس، ولكن الصدمة الكبرى هيَّ حينما يزول المؤثر وينتهي انفعالي الوقتي بالعظة أو بما قرأت، فأجد نفسي قد نسيت ما قررت وانتهى كل شيء، ولم يعد في إمكاني أن أقرأ الكتاب المقدس ولا أجد دافع لقراءته أبداً، وإن حدث وقرأت فعلياً وعن قناعة، فلا نتيجة، أي لا تغيير حقيقي على مستوى الشخصية، ويبقى الحال كما هوَّ عليه، لأنه سيصير كلام في الخيال أو في الأحلام، وربما أخرج منه بمعلومات سلمية وصحيحة، ولكن هدفي ليس سليم ولا نقي، فقد يكون من أجل تحضير درس سأتكلم به، أو من أجل بحث سأعرضه أو بغرض الرد على الناس ومقاومتهم، وهذا يعني: أن هناك غرض آخر – في نفسي – غير إني أتغير والتقي بالله الحي لكي أدخل في حياة شركة تقوى مقدسة، وبالتالي أخسر سرّ إعلان الإنجيل كله، وأحيا في حالة فلس من الكنز السماوي ومن ذخيرة كلمة الله المُحيية.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 10 - 2018, 02:52 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة

عموماً الإيمان ليس لفظة تُنطق نتيجة فكرة أو مجرد اعتناق عقيدة أنا مقتنع بها،
وليس إقراراً نظرياً بحقيقة باردة. فالله الذي أعرفه – بحسب منطقي أنا – هوَّ إله الكون وإله ألفاظ الكتاب المقدس، هذا إله فلسفي صُنع العقل وحده، فإذا كان هذا الإله الفلسفي إله الكون واللفظ جامد جمود الهندسة والعلوم الأكاديمية وحبيس الألفاظ الغير مفهومة والتي يتعثر فيها العقل، أو هوَّ حبيس ألفاظ قائم عليها صراع بين مؤيد ومُعارض؛ هذا إله غريب لا أستطيع أن أعرفه إله حي بل سأعرفه عن طريق الناس وفلسفتهم وعن طريق معتنقي العقائد التي قد تتضارب مع بعضها البعض في خلافات لا حصر لها ولا اتفاق فيها، لأن الله الحي الحقيقي ينبغي أن يتحرك نحوي وأتحرك نحوه بجذبه الخاص ليُصبح إلهي أنا على المستوى الخاص. لأنه ينبغي أن يحب ويميل نحوي ليتصل بي ولأتصل أنا به، أي يكون لي معه شركة بصفته إله حي وحضور مُحيي.
فالإله العقلي يُصبح الإله الحي إذا خاطبني أنا بشكل شخصي،
أي تحدث إليَّ وتحدثت أنا إليه. فالله الحي ليس جامد، وليس هوَّ إله التفلسف أو اللفظ الجامد، بل هوَّ إله إبراهيم الذي يأتي إلى إبراهيم بشخصه ويدعوه دعوه خاصة، هو إله الآباء الذي يكشف لهم نفسه، ويُقيم بينه وبين من يُخاطب حواراً، ويُقيم علاقة حقيقية في واقعه اليومي على المستوى العملي المُعاش.
وبناء على ذلك، فلغة الإنجيل هيَّ لغة حوار بين طرفين،
أي بين شخصين، الطرف الأول أو الشخص الأول هوَّ الله صاحب المبادرة والطرف الثاني صاحب الاستجابة هوَّ الإنسان أي أنا على المستوى الشخصي، وكما يقول القديس تيخون من زادونسك من الناحية الاختبارية العملية: [كلما تقرأ الإنجيل فالمسيح نفسه هوَّ الذي يُكلمك. وبينما أنت تقرأ، أنت تصلي وتتحدث معه].
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 10 - 2018, 02:52 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة

فأي حوار عموماً يتطلب طرفين، أي شخصين،
وحوار الله حوار مُلزم، أي يُعطي ويأخذ: فالله يعطي كلمته للإنسان، ودور الإنسان أن يتجاوب مع كلمة الله المعطاة لهُ؛ ففي لغة الحوار بين الله والإنسان: الله يتكلم والإنسان يسمع أولاً ثم يُجيب، وأيضاً الإنسان يتكلم والله يسمع ويُجيب؟؟ وأي جواب يطلب الله، سوى جواب الإيمان؟ فبدون إيمان لا يُمكن إرضاؤه، بل يستحيل على الإطلاق إرضاؤه (عبرانيين 11: 6)، وأي جواب يطلب الإنسان، إلا استجابة الله لصلاته، وبدون إيمان أيضاً تستحيل استجابة الصلاة مهما كانت حسب قصد الله في نظرنا.
وأبسط معنى للإيمان، هوَّ التصديق، أي تصديق الله بكل بساطة مثل بساطة الأطفال،
أي تصديق كلمته كما هي دون ـاويل ولا تحوير، تصديق مطلق بلا مناقشة أو حوار، أو تفسير أو فلسفة أو تأويل أو تحوير أو حتى تأمل من جهة فكري وتصوري الشخصي عنها، أي ينبغي قبولها وتصديقها كما هيَّ في ذاتها، أي كما قالها الرب بنفسه، فالله يتكلم والإنسان يؤمن، أي يُصدق كالأطفال، فينطق بعد سماع الكلمة قائلاً ببساطة: آمين = "حقاً هكذا يكون" أو "بالحقيقة هذا سيكون فعلاً"، وطبعاً ذلك لأن الله تكلم، ومعنى الله تكلم = فعل، لأن منذ البدء مكتوب: "قال الله.. فكان كذلك" (أنظر سفر التكوين الإصحاح الأول)
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الحياة المسيحية هى حياة تلمذة
المسيحية هي مشروع حياة متكامل
المسيحية فى طبيعتها حياة نشربها
المسيحية حياة و حرية
نغمة ترنيمة يا حياة المسيحية


الساعة الآن 12:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024