نحن نصلى تنفيذا لأمر ، أو أداء لواجب 0
كلا ، فالصلاة هى تعبير عن الحب الذى فى قلب الإنسان نحو الله 0
الإنسان البار يحب الله ، ومن محبته له يفرح بأن يتكلم معه 000 تماما كما يكون بينك وبين صديق عزيز علاقة مودة 0 فأنت تكلمه وتتحدث إليه ، فى أى موضوع ، المهم أن تكلمه ، وكفى0
داود النبى ، رجل الصلاة المعروف ، هو مثال عملى لصلاة الحب
يقول للرب : ( كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه ، كذلك أشتاقت نفسى إليك يا الله )
( عطشت نفسى إليك ) ( التحقت نفسى وراءك ) ( متى أقف وأتراءى أمام الله )
( مز 62 ، مز 5 ، مز 42 ) إنه يحب الله ويشتاق إليه ، 00 لذلك يصلى 0
إن كنا نصلى ، فذلك لأننا نشعر بهذا الحب نحو الله
وبينما تبدو الصلاة ثقيلة يمكننا فى نفس الوقت أن نقف مع أصدقائنا بالساعات نتكلم ولا نمل لأن بيننا وبينهم حبا 0
الصلاة إذن هى حب ، وهى صلة مع الله كما يبدو من إسمها 0 هى التصاق بالرب ، وهى رفع القلب والفكر إلى الله
هناك أشخاص لا يصلون إلا ليطلبوا من الله شيئا 0 فإذا لم يوجد شئ يطلبونه أمتنعوا عن الصلاة ، كأن المنفعة الشخصية هى الدافع لهذه الصلة مع الله !ّ وهؤلاء يوبخهم القديس باسليوس بقوله
( إذا وقفت لتصلى ، فلا تبداء صلاتك بالطلب ، لئلا يظن أنه لولا الطلب ما كنت تصلى ! )
ثق أن جميع احتياجاتك ستأتيك دون أن تطلب 00 ولتكن صلاتك لا طلبا بل حبا 00
المسيح إلهنا عندما كان يصلى ، ماذا كان يطلب ؟ كان يقضى الليل كله فى الصلاة ، ولم يكن محتاجا إلى شئ ، فكل شئ فى قبضة يديه أليس هو القائل ( كل ما للآب هو لى ) صلاته إذن كانت حبا ، كانت تعبيرا عن الحب الذى بينه وبين الآب 0
والإنسان عندما يحب الله يحب ملكوته ،
فيطلب أولا ملكوت الله وبره ( متى 6 : 33 ) وبهذه الطلبات تبدأ الصلاة الربية : لتقدس اسمك ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك ) ( خبزنا الذى للغد ، اعطنا اليوم ) الخبز السماوى ، الذى لمستقبلنا الأبدى ، الخبز الروحى ، جسدك ودمك ، أعطنا اليوم 0 إنها طلبة مبنية على الحب0 أعطنا يارب ذاتك ، لأننا بك نتغذى ، أعطنا كلامك الحلو لأننا نحيا بكل كلمة تخرج من فم الله 0
أما أنت يا أخى ، إن كنت لم تصل بعد إلى الصلاة التى كلها حب فاطلب من الله ما تريد : كن صريحا مع الله 0 افتح له قلبك وحدثه بكل ما فيه 000
وإن لم يكن فيك هذا الحب ، صلى لكى يعطيك الرب إياه 0 قل له باستمرار
( أعطنى يارب أن أحبك )