|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة الخدمة (24) بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث الخادم داخل الاسرة وضع خاطئ العجيب أن كثيرا من الخدام عندهم ازدواج فى الشخصية: فهم فى محيط الخدمة بطريقة، وداخل الأسرة بطريقة أخرى عكسية: فى مدارس الأحد: ملاك طاهر إنسان لطيف، بألفاظ كلها اتضاع ورقة، كان يقول صلوا من أجلى، أنا الخاطئ أنا الضعيف غير المستحق .. أما داخل الأسرة، فهذا الخاطئ غير المستحق يبدو على حقيقته: الغضب والعنف، وربما الانتهار والشتيمة والضرب...!! لذلك فالشخص الذى يرشح للكهنوت من الخدام، لا تكفى فكرة زملائه الخدام فيه إنما أيضا رأى أفراد أسرته فيه... ربما يحاول أن يكون قدوة خارج الأسرة ولكنه فى أسرته غير ذلك. قد يفتقد ويخدم الكثيرين خارج الأسرة. ولكن لا خدمة له داخل أسرته. وأحيانا يخدم داخل أسرته، فيتحول إلى رقيب على كل أحد، عنيف فى رقابته، معلم ومؤدب، يأمر وينهى، بطريقة تنفر من الدين. أتذكر خادما فى أيامنا، رأى عند أخته فى البيت أدوات مكياج، فثار عليها، وشتمها وصفعها على وجهها، وألقى بأدوات المكياج من البلكون!! فهل هذا أسلوب روحى فى الخدمة ا؟! وهل هذه طريقة تجعل أخته تحب التدين، أو تحترم خدام الكنيسة... بل لا مانع عند مثل هذا (الخادم) من أن ينتهر أباه وأمه، إن كان تصرف أحدهما لا يعجبا. فهو إما أنه لا يخدم داخل الأسرة أو يخدم بكبرياء وعنف وقد ينطوى على نفسه داخل أسرته، ويشكو من أنه يعثر من الأسرة، وأنه على خلاف بينهم فى كل المبادئ الروحية. وقد يحدث أن أسرته تمنعه من الخدمة ومن الكنيسة، لأنها ترى أن (تدينه) قد حوله إلى الصلف وإلى العنف، والبعد عن المحبة واللطف. أو ترى أنه قد أهمل دروسه وواجباته بحجة الخدمة ومواعيدها ومتطلباتها ... بل إن أسرته هى التى تعثر منه ومن تصرفاته! هنا ونسأل- من الناحية الإيجابية عن كيفية الخدمة داخل الأسرة. كيفه يحدم؟ 1 - بالتعاون مع أهل البيت: هناك خادم يعطى درسا عن السامرى الصالح فى مدارس الأحد. ولكنه لإ يكون سامريا صالحا فى بيته. إن الدين ليس مجرد معلومات تلقى على الناس، إنما هى حياة نحياها ... لذلك كن خدوما ومتعاونا فى البيت. تدخل البيت فلا تجد والدتك قد انتهت من تجهيز الطعام بعد... فلا تغضب ولا تلق محاضرة فى حفظ المواعيد، انما ادخل وساعدها فى تجهيزه. كن معها أيضا فى إعداد المائدة. وإن انتهيت من تناول طعامك، فلا تتركهم يحملون بقاياك ويغسلون أطباقك.وإنما اشترك فى ذلك. هل الأمر يكلفك بضع دقائق: إنها شئ بسيط تساهم به فى مساعدة والدتك وإخوتك. بل تنال بركة دعاء الوالدة ومحبتها لك لأنك تساعدها ولا تتركها وحدها بعض الخدام لا يكتفون بعدم تعاونهم فى خدمة البيت، بل يحملون أهل البيت ثقلا فى خدمتهم. يستيقظون من النوم، ويخرجون إلى الشغل ، ويتركون كل شئ مبعثرا فى حجرتهم، لمن يتولى عنهم ترتيبه! لماذا لا ترتب فراشك حالما تستيقظ من نومك؟ ولماذا لا ترتب ملابسك ومكتبك قبل أن تخرج من البيت. لماذا تعتبر أن الخدمة هى فقط تحضير الدروس وإلقاؤها . أليست الخدمة هى أيضا التعاون مع أهل البيت؟ لماذا لا تتعاون مع إخوتك الصغار فى أن تشرح لهم دروسهم أو تساعدهم فى ما يحتاجن ن إليه. وهكذا يحبونك ويتعلقرن بك. وبهذا الحب يمكنك أن تفيدهم روحيا . لماذا لا تتعلم بعض الهوايات التى تستطيع بها أن تصلح بعض الآلات الكهربية فى البيت أو ما يشابهها، فتساعدهم اقتصاديا بدلا من إنفاقهم على ذلك؟ -2 فقطة أخرى فى خدمتك للبيت هى البشاشة والمحبة. كن فى بيتك بشوشا تشيع جوا من البهجة والفرح فى البيت، وتجعل الكل يحبونك، وبخاصة الصغار، بوجهك البشوش الحلو، وبابتسامتك اللطيفة، وما تقصه علي اخوتك 0 من حكايات وألغاز، بمرحك ولطفك... ولا تكن مثل أولئك الذين لا يحفظون من بستان الرهبان غير عبارة ادخل إلى قلايتك وابك على خطاياك ، ولا يحفظون من الكتاب المقدس سوى قول الحكيم بكأبة الوجه يصلح القلب (جا 3:7). وهؤلاء لا يكتفون فقط بحياة التجهم والكأبة والتزمت والبكاء بل يريدون أن يكون كل أهل البيت مثلهم مكتئبين!! ويشيعون أن الضحك خطية! ويلومون كل من يضحك! وإن ضحك أهل البيت، يعتبرون هذا منهم انحلالا!! وينسون قول الكتاب ددوللضحك وقت (جا لأ: 4 )، وقول الكتاب أدافرحوا فى الرب كل حين، وأقول أيضا افرحوا (فى 4:4 ). وأن من ثمار الروح أدمحبة وفرح وسلام (غل 2:5 )). إن القديس أرمانيوس اشتهر بالدموع، ولكنه أمام الناس كان بشوشا. فلا تجعل أهل بيتك يظنون أن كل من يدخل فى الحياة الدينية، تتحول حياته إلى كأبة، لئلا يخافوا من التدين بسببك!! بل أعطهم فكرة عن البشاشة الروحية وسلام القلب. 3 نقطة ثالثة فى خدمتك للأسرة هى احترامك للكل. احترس من أن يكبر قلبك بسبب تدينك فتحتقر الآخرين أوتدينهم، أو أن تكلمهم من فوق...! لأن كثيرين حينها دخلوا إلى محيط الخدمة، وضعوا فى ذهنهم لافتة مكتوب عليها عظ، وبخ، انتهر ( 2 تى 2:4 ). وبهذا الانتهار، أصبح أهل البيت يحترسون من ألفاظهم القاسية، وتعبيراتهم الخالية من الاحترام بالنسبة إلى الكبير والصفير. وينسون أن هذه العبارة قد أرسلها القديس بولس الرسول إلى تلميذه القديس تيموثاوس الأسقف، وذكر له الأسلوب أدبكل أناة وتعليم ( تى 2:4 ). فهل أنت تقيم نفسك أسقفا للبيت، أم أنت مجرد خادم؟ وحتى الأسقف لا يكون دائم التوبيخ،بل قيل له بالنسبة إلى الكبار ددلا تنتهر شيخأ ، بل عظه كأب، والعجائز كأمهات< والأحداث كإخوة... (اتى 1:5 ) بل قيل عن الأسقف أيضا إنه يكون محتشما حليما غير مخاصم (اتى لأ: 2 . 3 ) ولا يكون غضوبا (تى 7:1 )... فلا تجعل الخدمة تخرجك عن فضيلة الأدب واحترام الغير والرسالة الروحية التى تريد أن تنقلها إلى الآخرين، قدمها لهم بكل محبة ولطف واحترام، وفى عفة اللسان، وبتواضع القلب... حتى إخوتك الصغار، إن طلبت منهم طلبا، وقلت للواحد منهم أدعن إذنك... لوتسمح... ممكن كذا ... فهونفسه سيتعلم منك هذا الأسلوب الرقيق، ويستخدمه فى حديثه مع غيره. وبهذا تكون قد خدمته عن طريق القدوة العملية. حاول فى خدمتك العائلية أن لا تجرح شعور أحد ولا تتكلم بكلمة تجرح شعور إنسان. بل احترم الكل، فيحترعوك ويتعلموا منك احترام غيرهم، ويتعلموا أيضا اللطف فى الحديث وأدب التخاطب، والنصح الهادئ. وإن كانت هناك نصيحة تقدمها لأبيك أو أمك، أو من فى مستواهما، فاحرص جيدا ألا تتكلم كمعلم...!! احتفظ بتوفير من هو أكبر منك سنا أو مقاما. 4 يمكن - بالنسبة إلى الكبار- أن تقدم التعليم غير المباشر كأن تحكى قصة هادفة من قصص الآباء، أو تأملا فى أية معينة دون توحيهها إلى أحد معين، أو خبرة لحكيم، أو فكاهة لطيفة تؤدى نفس الغرض، مع حذف كل عبارة موجعة يتصادف وجودها فى ما تقصه من القصص. واحذر من أن تجلس إلى أبيك وتقول له اريد يا بابا أنى أكلمك كلمتين من أجل خلاص نفسك ... كما لو كان خلاص نفسه فى خطر، أو كان هالكا يحتاج إليك أن تنقذه... بل يمكن أن تحكى قصة لإخوتك الصغا ر، ويسمعها أبوك عفوا أوقصدا. 5 يجب فى خدمتك العائلية أن تتصف بالتواضع والحكمة لا شك أن الحكمة تعلمك التواضع، وتعلمك الأ سلوب المهذب الذى تتكلم به. ولا تظن أنك لكى تصلح الكبار تتجرأ عليهم، أو لكى تصلح الصغار تتسلط عليهم. ولا تستخدم أسلوبا - فيما تحاول به أن تخلص غيرك تهلك نفسك. كن صغيرا باستمرار فى محيط أسرتك. لا تشعرهم فيما تقدمه من نصائح، أنك أصبحت أوسع منهم فكرا، وأكثر معرفة، أو أنك أكثر منهم روحانية، وأنقى منهم قلبا...! إنك بهذا الأسلوب المتعالى، تخسر صداقتهم» وتخسر نفسك ماذا تستفيد إن كانت طريقتك فى الخدمة قد علمتك السيطرة، وعودتك على الغضب والانتهار وقساوة القلب» وأوجدت حاجزا بينك وبين قلوب الآخرين؟! تعلم إذن البشاشة واللطف، قبل أن تبدأ أيه خدمة. واعرف أن كل نفس حساسة، وعليك إذن أن تراعى حساسيتها فى خدمتك لها 0 . 6 واعرف0 أن عملك هو الإقناع وليس الإرغام » انت مجرد شاهد للحق كما أمرنا الرب قائلا تكونون لى شهودا ( 1 ع ا.»). أما أن ترغم أهلك وإخوتك على السلوك السليم، فليس هذا هو عملك. بل إن الله نفسه قال للشعب أ نظر. قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير، والموت والشر... قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة واللعنة. فاختر الحياة لكى تحيا (تث > 3 : 15 ، 19 ). فإن أقنعتهم بالخير، وفعلوه باختيارهم، ينالون أجرهم على ذلك. أما إن فعلوا الخير اضطرارأ بضغط منك، وبدون اقتنار، فأى أجر ينالونه ا؟! لا تظن خدمتك أن تنصح، وترغم، وتوبخ، وتهدد، وتعاقب ليس هذا هو أسلوب خدمة تتخذه مع إخوتك الصفار أو أخواتك، أو مع الكبار باسلوب أقل. _إلا فسوف تقول الأسرة عنك «دليته ما دخل فى محيط الخدمة. لقد كان قبل ذلك أكثر لطفا وحبا واحتراما لفيره. فى خدمتك، لا تفقد أحدأ حريته، إنما ساعده أن تتجه حريته نحو الخير. ساعد أفراد أسرتك أن يحبوا الله. وإن أحبوه، سوف يحبون الخير، وسوف يفعلون الخير تلقائيا، دون إرغام ودون توبيخ. وستكون إرادتهم قد تطهوت... 7 وفى خدمتك احترس من الحرفية فى التعليم لا تكن فريسيا فى تعليمك، سواء فى داخل البيت أوخارجه وتذكر بهذه المناسبة موقفك من وسائل الترفيه فى داخل الأسرة أو فى خارجها . لا موقفا حرفيا يكون سبب نكد وعكننة على الأسرة كلها، ولا موقفا متسيبا لا قدوة فيا ولا ضوابط. إنما تصرف بحكمة، بخط واضح تسليم بين الخير والشر، بحيث تكون مقتنعا، لا متطرفا فى رأيك، ولا مستندا بفكرن بدون إقناع. من حقهم أن يكون لهم ترفيا. ومن واجبهم أن هذا الترفيه يكون نقيا بلا خطأ. لا تعاملهم كرهبان أو نساك زاهدين. وأيضا نبههم إلى مواضع الخطأ، بحكمة. وباستمرار أعه صورة مشرقة عن تدينك لا تقدم لهم الدين كدواء مر يجب عليهم أن يشر بوه لكى يشفوا ويصحوا، إنما قدمه كمتعة روحية لهم. ولا مانع من أن يتدر جوا فى ذلك. كما فعل الآباء الرسل مع الداخلين فى الإيمان من الأمم (أع 15 : 28 . 129 . وكما قال القديس بولس الرسول لأهل كورنثوس سقيتكم لبنا لا طعاما، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون 8 قدم لهم فى خدمتك، نموزجا بنجاحك فى حياتك.. سواء فى حياتك الدراسية بتفوقك الذى تفرح به أسرتك، أو فى حياتك الاجتماعية بكونك موضع محبة وثقة الآخرين، أو فى حياتك الروحية بكونك بلا لوم، لا يمسك عليه أحد خطأ، أو فى حياتك العملية بصفة عامة. إن وأون هكذا مثالا طيبا، يحترمون حياتك، وبالتالى يحترمون أيضا أسلوبك ومبادئك، فيتخذونك قدوة لهم. وهكذا تكون قد جذبتهم عمليا إلى طريق الرب الذى أحبوه فى حياتك. تحبك أسرتك، وتفتخر بك، وتقبل كلامك إن تحدثت عن الله وإن دعوتهم إلى الكنيسة، يذهبون معك. بل قد تجد أباك يقول لأخيك الصفير أدتعلم من أخيك فلان، وانظر كيف هو ناجح ومحبوب ولا يخطئ فى شئ. حينها تكون ناجحا ومتفوقا< وتأخذ حق الله من نفسك، قبل أن تأخذه من غيرك، حينئذ تكون موفقا أيضا فى خدمتك لأسرتك لأنك ستكون إنسانا متوشحا بالفضيلة، ولست مجرد متحدث عن الفضيلة. وسوف تكون درسا لفيرك، حتى لو كنت صامتا لم تتحدث... 9 يمكنك بعد كل هذا أن تلقى كلمة الله.. أبدأ بإخوتك الصغار. إنهم يحبون الحكايات، وسيحبونك جدا إن سمعوا منك حكايات، من الكتاب، من سير القدسين، من قصص الحيوانات، من أخبار التاريخ... وأيضا هم يحبون الأناشيد. علمهم تراتيل والحانا . حفظهم أيضا أيات من الكتاب، وقدم لهم مسابقات وألغازا ... وسوف يكونون فصلا خاصا لك. حتى لو بدأت بطفل واحد، ثم جر وراءه أطفالا من فروع الأسرة أو من أصدقائها وجيرانها . وسيأتى وقت تحب والدتك أن تسمع حكايتك، منهم أو منك. وكذلك والدك... ويمكن أن تكون الحكايات أثناء الجلوس على المائدة، أو فى حجرة المعيشة مقدمة للأطفال، وسيسمعها الكبار معهم، بطريق غير مباشر. 0 ا- العبادة فى محيط العائلة يمكن للأسرة المتدينة أن يكون لها عبادة مشتركة، بصفة عامة، أو جزئية... إنه موضوع يحتاج إلى مقال خاص . أما الآن فأكتفى بهذا، وإلى اللقاء فى مقال مقبل إن أحبت نعمة الرب وعشنا |
|