تسكيت الضّمير
ربّما من أبشع الآثار الّتي تصيب الإنسان عندما يُخطئ هو موت الضّمير أو عدم إحساسه. فمرّة تلو الأخرى يتخدّر ضمير المؤمن، وبدلاً من أن ينتفض عندما يقترب من الخطيّة، الّتي كان يجب أن يرفضها في الأصل، يتقبّلها. إلى أن يأتي الوقت الّذي فيه لا يعود ينخسه ضميره عند ارتكاب أيّ خطيّة، بل تصير جزءًا من حياته الشّخصيّة، فلا ينتفض روحيًّا في داخله أو يشعر بأيّ انزعاج أو تبكيت ضمير (1تيموثاوس 4: 2). وهذا ينسحب على الخطايا الصّغيرة والخطايا الكبيرة في آن. وهو ما سبق ورأيناه من تدرّج مضّطرد في خطايا داود، الّذي أذى نفسه وغيره من حوله طويلاً، من دون أن يسمح لضميره بأن يردعه عن ارتكاب المزيد من الخطايا. يُعدّد بولس الرّسول لائحة طويلة من الخطايا الّتي يفعلها الإنسان صاحب الضّمير النّائم أو صاحب الذّهن المرفوض، ويقول إنّ ذاك الإنسان يرتكب خطاياه على الرّغم من معرفته بحكم الله عليها، وهو يفرح بمن يرتكبها أيضًا (رومية 1: 28-32). إنّ إنسانًا كهذا، هو حتمًا صاحب ضمير قد تبلّد وغرق في بحر من الشّرّ والأنانية والعبوديّة وقلّة المسؤوليّة من نحو ذاته ومن نحو غيره، حتّى صار ضميره "ضمير شرّير" لا يردعه عن عمل أيّ خطيّة (عبرانيّين 10: 22).