اختلف إرميا النبي عن حزقيال النبي في أن الأول كان رقيقًا هادئًا في توبيخاته، كشف بالأكثر عن مرارة نفسه من أجل شعبه، حاسبًا آلامهم آلامه وخطاياهم خطاياه. أما حزقيال إذ جاء بعد إرميا وفي فترة حالكة الظلمة كما أدرك عنف موقف المسئولين تجاه إرميا وتشكك البعض في نبواته اضطر أن يكون قاسيًا في تعنيفه شديد اللهجة يقف كمن يحاكم ويدين، وإن كنا لا نستطيع تجاهل حبه الشديد ومرارة نفسه على شعبه. يعتبر سفره أكثر الأسفار النبوية إحساسًا بمدى جرم الشعب ضد الله حتى تبدو كلماته كأن الله سيدينهم أكثر من سائر الأمم.