رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بصوتي إلى الرب أصرخ
المزمور المئة والثاني والاربعون 1. المزمور المئة والثاني والاربعون هو مزمور توسّل فرديّ ينشده المرتّل مصليًا متشكيًا واضعًا ثقته بالله. إنه صلاة إنسان بريء، أتّهم فوضع في السجون وهو ينتظر المحاكمة. إنطلق في كلامه من اختبار داود البعيد عن أرضه (1 صم 22: 1 ي) فتذكّر حالته وعبّر عنها بصلاته. وبعد الجلاء ستصلي الجماعة هذا المزمور وتطبّقه على نفسها يوم كان الشعب سجينًا في منفاه ولا من يدافع عنه وينقذه من مضطهديه. وهكذا أصبح السجن المادي رمزًا إلى الضيق الذي يعيش فيه المؤمن البعيد عن أرض الرب وبيته. 2. صلاة إنسان مضطهد عرف أن لا عون له وقت الضيق إلاّ في الله. آ 2- 5: تأوُّه ودعاء: صرخة المسكين في ضيقه. آ 6- 7: توسّل إلى الاله المخلّص وقد خذله كل عون بشريّ. آ 8: سينشد المرتّل نشيد شكر مع الصديقين بسبب الخلاص الذي تم له. يجد المرتّل نفسه في السجن، ولا أحد يهتم به. نساه الجميع فأحسّ بالضيق. ولكن يبقى له الرب، تبقى له الصلاة. إن نساه الانسان فالله لا ينساه. ويروي المرتّل قصته: أخفوا لي فخًا. ولا حاجة إلى التطويل، والرب يعرف القصة كلها، ويعرف أن المرتّل بريء. ويترك المرتّل الماضي ليشدّد على حالته الحاضرة: لا أحد يسأل عني، أنت ملجأي، فاسمع صلاتي، وأصغ إلى نداء شقائي، لأن الأعداء أقوياء حولي، وعندما يطلب السجين الخلاص، فهمّه الأول أن يعود إلى حلقات الصلاة في الهيكل ليحمد اسم الله وينشد له مع الصديقين نشيد الشكر. 3. الله يعرف سبيل الانسان ويعرف ماضيه. يعرف طريق الصديقين إلى أين تقود، وأن طريق المنافقين تدفعهم إلى الهلاك (1: 6). فما على الصديق إلاّ أن يفوّض أمره إلى الرب ويتّكل عليه. الأعداء يحيطون بالمرتّل، ينصبون له الفخ، يجعلونه في السجن بعيدًا عن كل ملجأ، ينسونه هناك. يتألم المرتّل، يحس بالضيق ويشعر أن روحه قد وصلت إلى الفناء. يصرخ إلى الرب، فيصغي إليه الرب وينقذه، ويخرجه من سجن كاد يصل به إلى الموت، ويعيده إلى أرض الأحياء. يتحدّث المرتّل عن نفسه لما كان سجينًا، والسجن رمز الضيق الذي يعيش فيه المؤمن وهو بعيد عن الله (88: 9)، ورمز عن حالة الشعب في منفاه. إلى اليمين يقف المدافع عن المتهم، أما المرتّل فلا مدافع له يقف عن يمينه، وهو لا يرى قربه إلاّ أناسًا أعداء لا يعرفونه ولا يعرفهم، أناس لا يهتمون به ولا يسألون عنه لأنه غريب عنهم، هذا إذا لم يريدوا به شرًا. أرض الأحياء (27: 13) تقابل أرض الموتى. والسجين في سجنه يحسّ أنه قريب من الموت، وهو يطلب من الرب أن يبعد عنه الموت ليعود إلى إنشاد الرب ومديحه. أرض الأحياء هي أرض الميعاد التي يعيش عليها الرب، وأرض الموتى هي كل أرض غريبة، لأن الرب غائب عنها. والمؤمنون العائشون في السبي أحسّوا أن الموت قريب منهم لأنهم بعيدون عن الله. وعندما رجعوا إلى بلادهم أحسّوا أنهم قد صاروا في أرض الاحياء، لأنهم يسكنون أرض الرب. 4. قرأ المؤمنون هذا المزمور في العهد القديم وطبّقوه على داود الذي إضطهده شاول. ونحن نطبّقه على المسيح داود الجديد (إر 30: 9؛ حز 37: 24 ي) الذي كان سجين رؤساء اليهود، فالتجأ إلى الله الآب طالبًا لأعدائه المغفرة بدل العقاب. ونحن الذين بررهم يسوع، نجتمع حوله لنشكر الله معه على عمل الخلاص (الإفخارستيا). نحن نصلي هذا المزمور من أجل الكنيسة في ضيقها، ونطلب من الرب أن ينجيها من فخاخ العدو. ويستطيع كل مؤمن أن يصلي هذا المزمور ساعة يحس بالخطر (خطر الموت)، وقد صلاه القديس فرنسيس الاسيزي ساعة موته. أما الليتورجيا فتصليه عند المساء وقبل رقاد الليل، الذي هو رمز لرقاد الموت. |
|