حدث أن أحد الإخوة مرض وانطرح على الأرض وطال مرضه وضعف جسمه وتغيرت هيئته وبلغ إلى حد الموت، وأنه يلتمس من مدبر المائدة قليل لحم لترجع إليه قوته لأنه كان قد أضناه المرض ولم تبق فيه إلا العظام، فغفل عنه المدبر، فتوسل المريض إلى من حمله وطرحه في حضرة الأب باخوميوس مسجى على الأرض، فعرفه بسوء حاله وانحلال قوته، وأنه طلب من المدبر يسيرًا من اللحم ليأكله لكي ترجع إليه قوته فلم يجبه إلى ذلك. فلما رآه الأب أنه مستحق لما طلبه حزن بسببه وقال للمدبر: أين التحنن، فإذا أبصرت هذا الأخ مريضًا ذليلًا، فلم لم تصرف عنايتك إليه وتهتم به بحسب الواجب المفروض عليك، لماذا احتقرته ورذلته ولم تجبه إلى مطلبه، أليس هو عضو من أعضائك، أهكذا أنت عديم الإفراز؟!
* حينئذ تاب المدبر إليه واستغفر منه، وصار يغذى الأخ لحمًا مدة من الزمان، فلما تماثل للشفاء، عاد إلى أكل السليق والحبوب أسوة بالإخوة.