منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 12 - 2013, 03:36 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

إمكانيات الإنسان الجديدة

في وسط حرّ الظهيرة الشديد دخل عجوز سكير إلى حانة في فندق قديم بإحدى جزر البحر الجنوبي South Sea Islands، وبدأ يسأل رجال الحانة ليشتري كأس خمر،فرفض الجميع. أخيرًا، من باب السخرية، قال له شاب بحّار: "أبيعك كأس خمر أيها العجوز إن عدت إلى المائدة، وانحنيت بيديك وركبتيك على الأرض، ومشيت كالكلب نحو البار، وعويت تطلب أن تشرب (3)". تحت ضغط الرغبة في السكر قبل الشيخ أن يقوم بهذا الدور الهزلي وسط سخرية الحاضرين، فانحط بإنسانيته ليمارس تحركات وصوت حيوان من أجل كأس خمر! لعلها صورة مؤلمة للإنسان متى استعبدته شهوة.
يروي لنا التاريخ عن أنطونيو الجبار الذي نسى كرامته ولم يفكر في عرشه ولا شعبه وانطلق وراء محبوبته كليوباترا الجميلة الهاربة يلاحقها، فلم يستحوز عليها، وفقد كل شيء.
تكررت القصة مع الفنان الشهير فان جوخ الذي تعلق بإحدى فتيات الملاهي، سحرته بجمالها حتى ذاب كيانه في فتنتنها الطاغية، فأسرف في عواطفه وماله حتى قطع إحدى أذنيه ليهديها إليها كطلبها، ثم دخل مستشفى الأمراض العقلية لتنتهي حياته بالانتحار عام 1890 (4).
هذه حالات تبدو مجسمة وفردية لكنها تصور لنا بؤس الإنسان حين تسحبه شهوة الجسد أو تذله محبة الأرضيات، فيفقد كرامته ونموه وأحيانًا حياته.
منذ عشرة سنوات كتب فيليب كيين Philip Keane عن التزايد المستمر في ممارسة العلاقات الجنسية قبل الزواج وخارج حدود الزواج بصورة رهيبة، إذ قال:

إمكانيات الإنسان الجديدة
(يوجد رأي منتشر بصورة واسعة أن نسبة العلاقات الجنسية قبل الزواج والتي تتعدى الزواج تتزايد بصورة ضخمة في السنوات العشرة الأخيرة أو نحو ذلك. القصص الخاصة بحرم الجامعات وحفلات مقايضة الزوجات الخ... تعزز هذا الرأي. الإحصائيات التي بين أيدينا تظهر أن نسبة العلاقات ما قبل الزواج في الولايات المتحدة ترتفع تدريجيًا خلال هذا القؤن خاصة في السنوات الأخيرة. التغير الكبير في ممارسة العلاقات الجنسية ما قبل الزواج في الولايات المتحدة في هذا القرن شمل النساء، بسبب ارتفاع نسبة الذكور الأمريكان في القرن العشرين في ممارستهم للعلاقات الجنسية قبل الزواج (في أغلب الأبحاث تقدر ما بين 80،90 في المئة). من بين النساء الأمريكيات اللواتي ولدن قبل سنة 1900 لم يمَارس العلاقات قبل الزواج سوى 14% منهن. اللواتي ولدن حوالي سنة 1925 مارس العلاقات حوالي 36%، من بين هؤلاء النساء اللواتي ولدن أثناء الحرب العالمية الثانية يوجد 65% منهن مارسن هذه العلاقات، وقد بلغ الرقم 81% بين الفتيات الصغيرات في السن.
أحد الجوانب التي تلفت النظر أن عدد النساء اللواتي يمارسن العلاقات ما قبل الزواج صار إلى حد ما يماثل ذات عدد الرجال الذين يمارسون ذات الفعل، هذا يعني أن هذه العلاقات الجنسية ما قبل الزواج بدت أكثر قبولًا كأمور شخصية أكثر مما كان عليه الأمر في بداية هذا القرن، عندما كان الرجال يمارسون هذه العلاقات مع عدد أقل من النساء اللواتي يمكنهم الحصول عليهن، غالبًا ما يكن من الداعرات...
أما بالنسبة للعلاقات خارج الزواج فمن الصعوبة تقديم صورة كاملة عنها، لأن الإحصائيات الخاصة بها لا يمكن الحصول عليها بنفس الإمكانية الخاصة بالعلاقات ما قبل الزواج...
بحسب إحصائيات Kinsey هذه العلاقات تصل إلى 50% بين الرجال و26% بين النساء، وقد لاحظ أن بين المتدينين الورعين النسبة أقل بكثير جدًا من ذلك (5)).
هذه الصورة التي قدمت إلينا ربما تدفع الإنسان إلى اليأس، لكن المؤمن يدرك الإمكانيات الجديدة التي أعطيت له ليمارس العفة بفرح ومتعة.
يؤكد لنا السيد المسيح أن من يرتبط بالفكر الجسداني يصير بكل حياته جسدانيًا، أما المولود من الروح، ويرتبط قلبه وفكره بالروحيات فيصير إنسانًا روحيًا (يو6:3)،.إنه يحمل جسدًا لا يختلف عن أجساد بقية البشر، له غرائزه الطبيعية واحتياجاته واشتياقاته، لكنه إذ قبل الولادة الجديدة في مياه المعمودية وتجاوب مع روح الله القدوس الساكن فيه يصير كأنه بكليته روح، فيتناغم الجسد مع النفس، ليتجاوب الإنسان كله مع الرأس يسوع المسيح، يحمل فكر المسيح وأحاسيسه ومشاعره. هذا هو الإنسان الجديد (أف15:2؛ 24:4)، "الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه" (كو10:3)، يتجدد يومًا فيومًا (2كو16:4).
استحالة تنفيذ وصية العفة تنبع عن تجاهلنا للإمكانيات الإلهية الموهوبة لنا. فالرسول بولس الذي كان يصرخ ويئن من جسده المائت (رو24:7) المقاوم بشهواته ضد اشتياقات الروح (غلا17:5)، إذ أدرك العطايا الإلهية، تمتع بالحياة الجديدة المقامة في المسيح، مقدمًا لنا خبرته الواقعية: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في13:4).
يميز الرسول بولس بين الإنسان الجسداني، الذي يترك عجلة القيادة في يدي شهوات الجسد لتحرك كل غرائزه وأفكاره حتى نفسه تنحني لها في مذلة واستكانة. والإنسان الطبيعي الذي يبذل كل الجهد للسمو بنفسه لكن طبيعته تغلبه، والإنسان الروحي الذي يختفي بالإيمان في السيد المسيح ليعمل الرب بروحه فيه فيفرح ويتهلل بالغلبة والنصرة.
عزيزي الشاب، ليتك عوض التطلع إلى الخطايا والشهوات بما تحمله من ثقل على النفس، ركِّز نظرك على إمكانيات الله التي وُهبت لك فتمتلئ رجاءً. وكما قال أحد آباء البرية للقديس يوحنا كاسيان بأنه عوض الجلوس بجوار الأماكن النتنة، نتنسَّم رائحة المسيح الذكية (6).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإنسان الطبيعي هو ذاك الذي لم يولد الولادة الجديدة. ليس فيه روح الله
الإنسان الطبيعي سيقبل بالتأكيد ضرورة الولادة الجديدة
ليتشكل الإنسان الجديد، وليترنم بالتسبحة الجديدة
لا تنتمي الأغنية الجديدة إلى الإنسان العتيق
الرحم العقيم يمثل حاجة الإنسان للولادة الجديدة


الساعة الآن 06:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024